قالت مصادر لصحيفة "ميامي هيرالد" الأميركية إن اتصال الرئيس دونالد ترمب مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الأسبوع الماضي، حمل رسالة واضحة وهي أنه "يمكنك النجاة بنفسك وأقرب الناس إليك شريطة مغادرة البلد الآن"، ولكن 3 قضايا خلافية أوصلت المكالمة التي كانت تهدف إلى "تجنب مواجهة مباشرة"، بين البلدين، إلى طريق مسدود.
وأكد ترمب الأحد، أنه تحدث هاتفياً مع مادورو، بعد تقارير إعلامية على مدار الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يقدم تفاصيل حول ما ناقشه مع مادورو، وقال عندما سُئل عما إذا كان قد تحدث مع الرئيس الفنزويلي: "لا أريد التعليق على ذلك. الإجابة هي نعم".
ولكن المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة كشفت عن تفاصيل المكالمة، وكيف وصلت إلى طريق مسدود سريعاً، بعدما اتضح للجانبين أن مواقفهما متباعدة تماماً.
وقالت المصادر إن ترمب طلب أن يغادر مادورو وحلفائه فنزويلا فوراً، والسماح بـ"استعادة الحكم الديمقراطي"، فيما اقترح مادورو تسليم السلطة السياسية إلى المعارضة مع الاحتفاظ بالسيطرة على قيادة القوات المسلحة.
ووفقاً للمصادر، فإن رسالة الولايات المتحدة إلى مادورو كانت مباشرة: "منح ممر آمن للرئيس وزوجته سيليا فلوريس، وابنه، فقط إذا وافق على الاستقالة فوراً".
وجاءت المكالمة وسط علامات متنامية على أن إدارة ترمب تحضر لعملية عسكرية أوسع تستهدف كارتل مخدرات "دي لوس سوليس"، والتي تقول واشنطن إن مادورو وكبار مسؤوليه يرأسونها.
3 قضايا خلافية عطلت الاتفاق
وقال مصدر مطلع على الأمر إن المكالمة التي كانت محاولة أخيرة لتجنب مواجهة مباشرة، تعطلت بسبب 3 قضايا.
وأوضح: "أولاً، طلب مادورو عفواً دولياً عن أي جرائم ارتكبها هو ومجموعته، وقد رُفض ذلك. ثانياً، طلبوا الاحتفاظ بالسيطرة على القوات المسلحة، على غرار ما حدث في نيكاراجوا عام 1991 مع فيوليتا تشامورو. وفي المقابل، سيتيحون إجراء انتخابات حرّة".
وأضاف المصدر أن الترتيب كان يشبه "النموذج الكوبي" الذي أبقى الأخوين أورتيجا (في نيكاراجوا)، القوة الحقيقية خلف الكواليس، وساعد في نهاية المطاف على تمهيد طريق عودتهم إلى الحكم. وقد رفضت الإدارة الأميركية ذلك المقترح أيضاً.
أما النقطة الخلافية الثالثة فكانت التوقيت، إذ أصرت واشنطن على أن يستقيل مادورو فوراً، بينما رفضت كاراكاس.
وذكرت "ميامي هيرالد" أن تركيا والبرازيل وقطر توسطت في عقد المكالمة، وأنها لم تتكرر، وعقب المكالمة، أعلن ترمب أن المجال الجوي فوق فنزويلا يجب اعتباره مغلقاً بالكامل.
وحاولت حكومة مادورو إجراء مكالمة ثانية مع واشنطن، ولكنها لم تتلق رداً.
إغلاق المجال الجوي لفنزويلا
وذكرت المصادر أن إعلان ترمب بشأن إغلاق المجال الجوي، تم تفسيره بشكل واسع في فنزويلا على أنه مقدمة لهجوم وشيك، وهو ما أدى لصدمة إضافية في مواجهة كانت متوترة أصلاً.
وقالت إنه بينما كان يخاطب ترمب "شركات الطيران، والطيارين، وتجار المخدرات، ومهرّبي البشر"، لم يقدم أي تفاصيل عملياتية، لكنه حذّر من أن التوجيه يتطلب اهتماماً فورياً.
وجاء منشور ترمب وسط تصعيد سريع في الموقف العسكري الأميركي تجاه كاراكاس، وتزايد المخاوف من اندلاع صراع في منطقة الكاريبي.
وقال ترمب في منشوره: "إلى جميع شركات الطيران، والطيارين، وتجار المخدرات، ومهرّبي البشر: يُرجى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا وحولها مغلقاً بالكامل. شكراً لكم على اهتمامكم بهذا الأمر!".
وجاء هذا الإعلان ليختتم أسبوعاً أرسلت فيه الإدارة الأميركية إشارات بأنها تستعد لمرحلة أكثر عدوانية ضد كارتيل دي لوس سوليس.
وقال ترمب الخميس، إن العمليات البحرية دمّرت بالفعل أكثر من 20 قارباً، وأدّت إلى أكثر من 80 وفاة منذ الأول من سبتمبر، وقال إن الولايات المتحدة أوقفت "85%" من التدفق البحري.
وأضاف أن الجماعات الفنزويلية كانت "ترسل السموم" شمالاً، ما يؤدي إلى قتل "آلاف الأشخاص سنوياً".














