ظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الأحد، علناً للمرة الأولى منذ أيام، منهياً بذلك التكهنات داخل البلاد حول فراره، وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، وتقارير عن عرض أميركي بالاستقالة والمغادرة مقابل ممر آمن له ولعائلته.
وعادةً ما يظهر مادورو على التلفزيون الفنزويلي عدة مرات أسبوعياً، لكنه لم يظهر علناً منذ الأربعاء، عندما نشر فيديو لنفسه وهو يقود سيارته في كاراكاس عبر قناته على تليجرام، مما أثار تكهنات مكثفة حول مكان تواجده.
وحضر مادورو الأحد، فعالية سنوية لأفضل منتجات القهوة المتخصصة في شرق كاراكاس، ووزّع ميداليات على منتجي القهوة الذين عرضوا أفضل منتجاتهم. وتذوّق مادورو أنواعاً مختلفة من القهوة أثناء إلقائه كلمات قصيرة، لم يتناول فيها الأزمة الحالية في البلاد بشكل مباشر.
وفي نهاية الحدث، هتف بأن فنزويلا "لا تُقهر، لا تُمسّ، لا تُهزم" أثناء حديثه عن الاقتصاد الوطني، وفق ما نقلت CNN.
وبدت هذه التصريحات إشارة إلى التوترات مع الولايات المتحدة، التي أرسلت أكثر من 10 سفن حربية، ونشرت نحو 15 ألف جندي في المنطقة، في ما تقول إنه جهود لمكافحة تهريب المخدرات، لكن كاراكاس تعتبره "محاولة لإجبار مادورو على التنحي".
وجاء ظهور مادورو في فعالية جوائز القهوة بعد لحظات من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه تحدث مع الرئيس الفنزويلي عبر الهاتف.
وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة عند سؤاله عن إجراء المكالمة: "لا أريد التعليق على ذلك، الجواب نعم. لن أقول إن المكالمة كانت جيدة أو سيئة، كانت مجرد مكالمة هاتفية".
ماذا جرى في المكالمة بين ترمب ومادورو؟
وقالت مصادر لصحيفة "ميامي هيرالد" الأميركية إن ترمب عرض في الاتصال مع مادورو، رسالة واضحة وهي أنه "يمكنك النجاة بنفسك وأقرب الناس إليك شريطة مغادرة البلد الآن"، ولكن 3 قضايا خلافية أوصلت المكالمة التي كانت تهدف إلى "تجنب مواجهة مباشرة"، بين البلدين، إلى طريق مسدود.
وأضافت المصادر أن ترمب طلب أن يغادر مادورو وحلفائه فنزويلا فوراً، والسماح بـ"استعادة الحكم الديمقراطي"، فيما اقترح مادورو تسليم السلطة السياسية إلى المعارضة مع الاحتفاظ بالسيطرة على قيادة القوات المسلحة.
وقال مصدر مطلع على الأمر إن المكالمة التي كانت محاولة أخيرة لتجنب مواجهة مباشرة، تعطلت بسبب 3 قضايا.
3 قضايا خلافية في اتصال مادورو وترمب
1. طلب مادورو عفواً دولياً عن أي جرائم ارتكبها هو ومجموعته، وقد رُفض ذلك.
2. نيكاراجوا عام 1991 مع فيوليتا تشامورو. وفي المقابل، سيتيحون إجراء انتخابات حرّة"، على غرار "النموذج الكوبي" الذي أبقى الأخوين أورتيجا (في نيكاراجوا)، القوة الحقيقية خلف الكواليس، وساعد في نهاية المطاف على تمهيد طريق عودتهم إلى الحكم. وقد رفضت الإدارة الأميركية ذلك المقترح أيضاً.
3 . النقطة الخلافية الثالثة كانت التوقيت، إذ أصرت واشنطن على أن يستقيل مادورو فوراً، بينما رفضت كاراكاس.
والأحد، رفض خورخي رودريجيز، رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية، مناقشة المكالمة، قائلاً إنها لم تكن هدف مؤتمره الصحافي، الذي ركز بدلاً من ذلك على الإعلان عن تحقيق في الضربات البحرية الأميركية الأخيرة على زوارق مخدرات في الكاريبي، والتي أسفرت عن قتل أكثر من 80 شخصاً.
في الأيام الأخيرة، زاد الرئيس الأميركي الضغط على مادورو من خلال تحذيره من إمكانية تنفيذ ضربات على الأرض ضد شبكات تهريب المخدرات "قريباً جداً"، وأمر شركات الطيران والطيارين والشبكات الإجرامية بتجنب المجال الجوي الفنزويلي.
مع ذلك، قال ترمب الأحد، إن تحذيره بشأن المجال الجوي الفنزويلي ليس إشارة إلى أن ضربة جوية وشيكة. وأضاف: "لا تفسروا أي شيء فيه"، مشيراً إلى أنه أطلق التحذير "لأننا نعتبر فنزويلا دولة غير ودية إلى حد كبير".
مادورو: يريدون النفط
وفي ما بدا أنه تصعيد آخر للتوترات، كتب مادورو إلى أوبك متهماً الولايات المتحدة بمحاولة "الاستيلاء على احتياطيات النفط الفنزويلية بالقوة"، فيما اتهم رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية واشنطن بـ"القتل" فيما يخص الضربات العسكرية الأخيرة على "زوارق المخدرات".
في رسالة إلى الأمين العام لأوبك هيثم الغيص بتاريخ 30 نوفمبر، اتهم مادورو الولايات المتحدة بـ"التهديدات المستمرة والمتكررة صراحة" تجاه بلاده، في خطوة قال إنها "تعرّض بشكل خطير استقرار إنتاج النفط الفنزويلي والسوق الدولية للخطر".
ويُعتقد أن احتياطيات النفط في فنزويلا من بين الأكبر في العالم.
ونشر وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل بينتو الرسالة على تليجرام، مرفقة بتأكيد على أن فنزويلا ستظل "راسخة في الدفاع عن مواردها الطبيعية للطاقة".
وقال بينتو: "لا شيء سيوقفنا. سنظل أحراراً وذوي سيادة!"









