اعتبر موقع "أكسيوس" الأميركي أن الهجوم الانتحاري الذي وقع قرب مطار كابول، الخميس، قد يدفع الرئيس جو بايدن إلى تغيير استراتيجيته المستقبلية بشأن حركة طالبان.
وقال الموقع في تقرير، الخميس، إن بايدن قبل سقوط كابول "رفض فكرة أنه يمكن أن يثق بطالبان"، واقتبس "أكسيوس" رد الرئيس الأميركي على سؤال في هذا الشأن بالقول "هل هذا سؤال جاد؟.. لا أنا لا أفعل".
وقارن الموقع الأميركي بين تصريح بايدن القاطع بشأن الحركة الأفغانية التي استولت على السلطة مؤخراً، وبين اعتماد عملية إجلاء الأميركيين والأفغان على التعاون مع "جماعة مسلحة قضت الولايات المتحدة سنوات في قتالها"، في إشارة إلى طالبان.
واعتبر التقرير أن إتمام مهمة الانسحاب يتوقف على مدى التعاون بين الإدارة الأميركية والحركة، خاصة مع تشديد بايدن على أن طالبان سمحت للمواطنين الأميركيين، وبشكل أقل اتساقاً للحلفاء الأفغان، بالمرور عبر نقاط التفتيش، وهو ما أوضح التقرير أنه أمر بالغ الأهمية لأن طالبان تتحكم في تدفق حركة المرور إلى المطار.
وكان بايدن قال في خطاب ألقاه من البيت الأبيض، الخميس، إن لا خطأ في التعاون بين الولايات المتحدة وطالبان، موضحاً أن عمليات الإجلاء تمر بمرحلة حساسة إذ تنتشر الفوضى بشكل كبير بعد انهيار الجيش الأفغاني منذ 11 يوماً.
وأردف الرئيس الأميركي: "ليس من مصلحة طالبان أن ينتشر داعش -خراسان ويزداد زخماً، علاوة على ذلك بات من مصلحة الحركة أن توفر الظروف الملائمة لرحيل القوات الأميركية في الموعد المحدد. وبالتالي كل ما طلبناه من طالبان هو زيادة التدقيق الأمني في محيط مطار كابول".
وزاد: "على طالبان العمل بموجب مصالحها. نحن لا نثق بها لكن نعوّل على اعترافها بمصالحها الذاتية المتعلقة بنا. المسألة تتعلق بالمصالح لا بالثقة. ومن مصلحتها أن نخرج وننسحب في الموعد المحدد، مع إجلاء أكبر عدد من الأشخاص وفق إمكاناتنا".
وفي السياق ذاته، نقل "أكسيوس" في تقرير عن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، تأكيده أن التنسيق الأمني مع طالبان سيكون ضرورياً لمنع هجوم آخر. وقال كل من بايدن وماكينزي إنه لا يوجد دليل على تواطؤ بين داعش وطالبان.
قلق في الكونجرس
وعلى الرغم من إدراك القيادة الأميركية أهمية التعاون والتنسيق مع طالبان من أجل إتمام عملية إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين والأفغان المتعاونين مع الجيش الأميركي، إلا أن تقرير "أكسيوس" أشار إلى قلق الكابيتول هيل (الكونجرس) بشأن ذلك، خاصة بعد تقرير نشره موقع بوليتيكو، كشف أن الولايت المتحدة زوّدت طالبان بقائمة بأسماء الأفغان الذين تم إجلاؤهم.
ورغم أن تقرير بوليتيكو أكد أن الهدف من هذه الخطوة كان تسهيل سفر هؤلاء الأفغان، إلا أنه اعتبر أن ذلك كان من الممكن أن يجعلهم أهدافاً سهلة للحركة المسلحة. وأشار "أكسيوس" إلى أن بايدن عندما سئل عن تقرير بوليتيكو، قال إن إدارته طلبت من طالبان السماح لمجموعات معينة من الأفغان بالمرور، ولكنه لم يكن على علم بأي قوائم من هذا القبيل.
الخطوة التالية
وتوقع "أكسيوس" أن الخطوة التالية للولايات المتحدة وحلفائها الذين علّق معظمهم عمليات الإجلاء، هي الاعتماد على حركة طالبان لمواصلة السماح لأفغان ومواطنين بمغادرة البلاد بعد 31 أغسطس.
وقال الموقع إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أوضح أن طالبان قدمت تأكيدات بهذا المعنى، مشيراً إلى أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيدت هذا الاتجاه بتأكيدها الحاجة إلى الدبلوماسية مع طالبان.
لكن على الجانب الآخر، تعطي التصريحات من جانب طالبان "إشارات مختلطة"، على حد وصف التقرير الذي أشار إلى تصريحات للمتحدث باسم حركة طالبان، ذبيح الله مجاهد، الثلاثاء، أسف فيها على ما وصفه بـ"استمرار نزيف العقول"، وقال "نحن لا نؤيد السماح للأفغان بالمغادرة".