زيارة بوتين إلى الهند.. تبادلات تجارية مرتقبة بـ100 مليار دولار رغم ضغوط واشنطن

رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج في قازان. روسيا. 23 أكتوبر 2024 - Reuters
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينج في قازان. روسيا. 23 أكتوبر 2024 - Reuters
دبي/موسكو/نيودلهي-الشرقرويترز

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، زيارة رسمية إلى الهند تستغرق يومين، في مسعى لتعزيز مبيعات النفط الروسي وأنظمة الصواريخ والطائرات المقاتلة، فيما يتوقع الكرملين بلوغ حجم التجارة بين البلدين 100 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك رغم الضغوط الأميركية.

وفي أول زيارة له إلى العاصمة الهندية منذ أربع سنوات، لعقد قمة مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يرافق بوتين وزير الدفاع أندريه بيلوسوف، ووفد واسع النطاق من قطاعي الأعمال والصناعة.

ولطالما زوّدت روسيا الهند بالأسلحة على مدى عقود، فيما أصبحت نيودلهي أكبر مشترٍ للنفط المنقول بحراً، رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها بعد غزو أوكرانيا في عام 2022.

وقال دميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، في تصريحات للصحافيين، الثلاثاء، إن "روسيا مهتمة بتوسيع العلاقات مع الهند دون تدخل خارجي"، مشيراً إلى أن "حزمة من الاتفاقات الثنائية سيتم توقيعها" خلال زيارة بوتين لنيودلهي.

وأشار بيسكوف إلى أن "روسيا تظل مورداً مهماً للطاقة إلى الهند"، مضيفاً أن "معظم التبادل التجاري بين البلدين تقريباً يجرى بالعملات الوطنية".

ولفت بيسكوف إلى أن بوتين ومودي "سيناقشان القضايا الدولية والإقليمية"، مشدداً على أنه "لا ينبغي أن تخضع العلاقات التجارية بين موسكو ونيودلهي لتأثير دول ثالثة"، رغم اعتقاده أن "مسألة التعريفات الجمركية الأميركية تظل قضية ثنائية بين الولايات المتحدة والهند".

محادثات بشأن الطاقة

وقبل زيارة بوتين، أجرى مسؤولون من الجانبين محادثات في مجالات من الدفاع إلى الشحن والزراعة، وفي أغسطس الماضي، اتفقوا على بدء محادثات بشأن اتفاقية تجارة حرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، بقيادة روسيا.

لكن مسؤولين في الهند قلقون من أن أي صفقات طاقة ودفاع جديدة مع روسيا قد تُثير رد فعل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي ضاعف الرسوم الجمركية إلى 50% في أغسطس على السلع الهندية، عقاباً على مشتريات نيودلهي من النفط الخام الروسي.

وفي السياق، قال مصدر مطلع في قطاع الصناعة لوكالة "رويترز"، إن وفد بوتين يضم الرئيسين التنفيذيين لبنك "سبيربنك" الروسي المهيمن وشركة "روسوبورون إكسبورت" الحكومية لتصدير الأسلحة، بالإضافة إلى رئيسيْ شركتيْ النفط الخاضعتين للعقوبات "روسنفت" و"جازبروم".

وأضاف مصدران روسيان، ومصدر حكومي هندي منفصل، لـ"رويترز"، أن موسكو ستسعى خلال المحادثات على الأرجح إلى "الحصول على مساعدة الهند للحصول على قطع غيار ومعدات تقنية لأصولها النفطية، حيث عرقلت العقوبات الوصول إلى الموردين الرئيسيين".

وأضاف المصدر الحكومي أن الهند في المقابل، ستسعى على الأرجح إلى استعادة حصة 20% لشركة التنقيب عن الغاز الحكومية ONGC Videsh Ltd في مشروع "سخالين- 1" في أقصى شرق روسيا.

الصفقات العسكرية

وعلى عكس النفط الخام، لا تخطط الهند لتجميد علاقاتها الدفاعية مع موسكو في أي وقت قريب، لأنها تحتاج إلى دعم مستمر للعديد من الأنظمة الروسية التي تشغّلها.

وقال مسؤولان هنديان مطلعان على الأمر لـ"رويترز"، إن طائرات "سوخوي-30" الروسية تشكل غالبية أسراب المقاتلات الهندية البالغ عددها 29 سرباً، كما عرضت موسكو مقاتلتها الأكثر تطوراً S-57، والتي من المرجح أن تكون جزءاً من محادثات هذا الأسبوع.

ولم تتخذ الهند قراراً بعد بشأن شراء S-57، لكن من المرجح أن تناقش شراء المزيد من وحدات نظام الدفاع الجوي S- 400، وفق تصريحات لوزير الدفاع الهندي راجيش كومار سينج، الأسبوع الماضي.

وتمتلك الهند الآن ثلاث وحدات، مع انتظار تسليم وحدتين إضافيتين بموجب صفقة عام 2018.

تصنيفات

قصص قد تهمك