بريطانيا تعتبر الصين تهديداً للأمن القومي.. وبكين: اتهامات لا أساس لها

رئيس الوزراء البرطاني وصل كير ستارمر في لندن. 1 ديسمبر 2025 - Bloomberg
رئيس الوزراء البرطاني وصل كير ستارمر في لندن. 1 ديسمبر 2025 - Bloomberg
لندن-رويترز

اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن الصين تمثل "تهديداً للأمن القومي البريطاني"، إلا أنه دافع عن قرار توسيع التعاون مع بكين لتعزيز العلاقات التجارية "بما يخدم المصلحة الوطنية"، فيما ندّدت السفارة الصينية في لندن بما وصفته بـ"اتهامات لا أساس لها".

وجعلت حكومة "حزب العمال" برئاسة ستارمر تحسين العلاقات مع الصين إحدى "أولويات سياستها الخارجية"، لكن العلاقات بين البلدين توترت بسبب اتهامات بريطانيا للصين بـ"التجسس".

وفي واحدة من أوضح محاولاته لشرح نهجه تجاه الصين، قال ستارمر في خطاب ألقاه أمام قادة الأعمال، مساء الاثنين، إن "علاقة بريطانيا مع الصين شهدت تذبذباً طويلاً".

وأضاف ستارمر: "حان الوقت لاتباع نهج جاد، ورفض الخيار الثنائي التبسيطي، لا العصر الذهبي ولا العصر الجليدي، والاعتراف بالحقيقة الواضحة المتمثلة في إمكانية العمل والتجارة مع دولة مع الحفاظ على حماية النفس".

واتهم ستارمر الحكومة البريطانية المحافظة السابقة بالإشراف على تدهور العلاقات مع الصين، ووصف ذلك بأنه "تقصير في أداء الواجب".

"لا نقايض الأمن بالاقتصاد"

ورفض رئيس الحكومة البريطاني فكرة أن العلاقة تُحدد من خلال الموازنة بين الاعتبارات الاقتصادية والأمنية، قائلاً إن حكومته "لن تقايض الأمن بالاقتصاد".

وأضاف: "حماية أمننا أمر غير قابل للتفاوض وهو واجبنا الأول، لكن اتخاذ خطوات حازمة للحفاظ على أمننا، لا يمنعنا من التعاون في مجالات أخرى".

ووجه ستارمر كلامه لرجال الأعمال البريطانيين قائلاً، إنه "في مجالات مثل الخدمات المالية والمهنية، والصناعات الإبداعية، والأدوية، والسلع الفاخرة، وغيرها.. هناك فرص تصدير هائلة لبريطانيا، وسندعمكم لاغتنامها".

وأضاف ستارمر أنه "في المجالات التي لا تُشكّل خطراً أمنياً كبيراً، سنشجع الشركات على السعي لتحسين علاقاتها التجارية مع الصين".

وقال مصدر مطلع لوكالة "رويترز"، إن ستارمر يستعد لزيارة الصين العام المقبل، في أعقاب زيارات قام بها أربعة وزراء على الأقل منذ انتخاب "حزب العمال" العام الماضي.

وأضاف أنه منذ عام 2018، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين مرتين ويستعد للزيارة الثالثة هذا الأسبوع، وزار القادة الألمان الصين أربع مرات. لكن آخر زعيم بريطاني زار الصين كانت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في عام 2018.

ويأتي قرار ستارمر بالتصريح علناً بأن الصين تُشكل "تهديدات للأمن القومي"، بعدما أصدر جهاز الاستخبارات البريطاني الداخلية (MI5)، في نوفمبر الماضي، تحذيراً إلى أعضاء البرلمان وموظفيه من محاولات تجسس صينية جديدة تستهدف مقر مجلس العموم في ويستمنستر.

ورغم أن السفارة الصينية سبق أن وصفت اتهامات التجسس بأنها "محض افتراء"، إلا أن وزير الأمن البريطاني دان جارفيس تعهد، بأن الحكومة لن تتسامح مع محاولات "سرية ومدروسة" للتدخل في الشؤون السيادية للمملكة المتحدة، بحسب تعبيره.

تصنيفات

قصص قد تهمك