"هجوم كابول".. كابوس يقضّ مضجع بايدن

U.S. President Joe Biden delivers remarks about Afghanistan, in Washington - REUTERS
U.S. President Joe Biden delivers remarks about Afghanistan, in Washington - REUTERS
دبي- الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن الرئيس الأميركي جو بايدن واجه أكثر الأزمات تقلباً في فترة رئاسته التي لم يمض عليها سوى بضعة أشهر فقط، عندما لقى ما لا يقل عن 13 أميركياً حتفهم في أفغانستان، الخميس، في هجوم انتحاري قرب مطار كابول الدولي.

ووصفت "واشنطن بوست"، الخميس، بأنه "الأحلك في فترة رئاسة بايدن المبكرة"، واعتبرت أن وفاة الأميركيين في الهجوم الأخير "تجسيد لأسوأ سيناريو ظل معلقاً على أمر الرئيس للجيش بالانسحاب من حرب الولايات المتحدة التي استمرت مدة عقدين في أفغانستان".

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين يتوقعون أن يحاول "داعش-خراسان" شن المزيد من الهجمات، وذلك في الوقت الذي يعتمدون فيه، بشكل جزئي، على طالبان للمساعدة في إحباط مثل هذه الهجمات، قائلة إن بعض النقاد شككوا في فكرة الثقة بالحركة المتشددة التي تسيطر على البلاد الآن.

ورأت الصحيفة الأميركية أن الهجوم "يهدد بتقويض أوراق اعتماد الرئيس الأميركي جو بايدن باعتباره قائداً عالمياً محنكاً وقادراً على السيطرة على الوضع".

ووصفت "واشنطن بوست" في تقريرها، الجمعة، خطاب الرئيس الأميركي من داخل البيت الأبيض بأنه "عاطفي"، بعدما أكد أن الهجوم "لن يجعله يعيد التفكير في استراتيجيته، وأنه عزز اعتقاده بأن الحرب في كابول يجب أن تنتهي، وأن عمليات الإجلاء يجب أن تستمر".

وتابعت: "على عكس أزمة وباء فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 630 ألف أميركي، فقد كانت صدمة هجوم يوم الخميس حادة للغاية، إذ إنه فاجأ العديد من الأميركيين".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن "كون الهجوم مرتبطاً بشكل وثيق بالقرارات التي اتخذها بايدن، فإنه كان مفاجئاً أيضاً للبيت الأبيض الذي لطالما افتخر بالتخطيط المنظم".

ومضت تقول: "أدت مذبحة يوم الخميس، التي أسفرت أيضاً عن مقتل العشرات من المدنيين الأفغان، إلى عزل بايدن عن الحلفاء العالميين والمحليين، الذين انتقد العديد منهم سرعة الانسحاب، فضلاً عن تمسك الرئيس بالموعد النهائي في 31 أغسطس".

وقالت الصحيفة إن السؤال الأكثر إلحاحاً الآن هو ما إذا كان هذا الهجوم سيكون آخر هجوم مميت على الأميركيين، بينما يسعى الجيش لإنهاء عملية الإجلاء في الأيام المقبلة أم لا.

الوضع داخل البيت الأبيض

وعن الوضع داخل البيت الأبيض في أعقاب الهجوم، قالت الصحيفة إنه مع ورود الأنباء القاتمة عما حدث في أفغانستان يوم الخميس، فقد أصبح المشهد فوضوياً في مجمع البيت الأبيض.

وأوضحت: "كان من المقرر أن يلتقي بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت، لكن البيت الأبيض أرجأ القمة فجأة دون تحديد موعد جديد لها، قبل أن يتم تأجيلها في النهاية إلى اليوم الجمعة".

وتابعت: "كما تم تأجيل المؤتمر الصحافي اليومي للبيت الأبيض، وظل المساعدون يتنقلون داخل وخارج الغرف وعلى وجوهم تعبيرات حزينة"، بحسب الصحيفة.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه "لم يكن هناك أي تعليق من قبل الرئيس الأميركي لعدة ساعات بعد الهجوم، فبينما قدمت وزارة الدفاع (البنتاجون) تحديثات للوضع على الأرض، فإن بايدن ومساعديه قد التزموا الصمت في الغالب، إذ أنه لم يتحدث إلا بعد الساعة الـ5 مساءً".

انتقادات واسعة

وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم عرَض الرئيس الأميركي جو بايدن لانتقادات واسعة، خاصة من قبل الجمهوريين، الذين اعتبروا أنه "المسؤول عن مقتل هؤلاء الأميركيين، وذلك إما بسبب الوتيرة المتسارعة لعمليات الإجلاء، أو لأن قراره الانسحاب من أفغانستان كان خطأ في المقام الأول".

وقالت: "استغل النقاد الأزمة لمحاولة تحدي إحدى الرسائل المركزية لرئاسة بايدن، وهي أنه زعيم كفء ومحنك، وأنه، على عكس سلفه، يعرف كيف يحمي الأميركيين".

واعتبرت "واشنطن بوست" أنه "بات معدل التأييد العام للرئيس يتراجع بالفعل في العديد من استطلاعات الرأي، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الحفاظ على صورته كرئيس قادر على مواجهة الأزمات أم لا".

ووفقاً للصحيفة، فإنه فور الإعلان عن الهجوم، دعا اثنان على الأقل من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى استقالة بايدن أو عزله، ونقلت "واشنطن بوست" عن السناتور مارشا بلاكبيرن قولها: "حان وقت المساءلة، وسنبدأ بأولئك الذين سمح تخطيطهم الفاشل بحدوث هذه الهجمات"، فيما قال السناتور جوش هاولي: "من الواضح الآن بشكل مؤلم أن بايدن لا يملك الإرادة ولا القدرة على القيادة، ولذا فإنه يجب عليه أن يستقيل من منصبه".

ولفتت الصحيفة إلى أن الانتقادات الأكثر صراحة قد جاءت من الجانب الديمقراطي من قبل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور روبرت مينينديز، والذي تساءل عما إذا كان أعضاء طالبان قد فشلوا من خلال السماح لمفجري تنظيم "داعش" بالاقتراب من مطار كابول، وقال: "هناك شيء واحد واضح الآن وهو أنه لا يمكننا الوثوق بطالبان في توفير الأمن للأميركيين".