يعتزم أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تقديم مشروع قانون جديد، يقضي بمنع شركة Nvidia من بيع رقائقها المتقدمة إلى الصين، في إطار جهود تهدف إلى الحد من قدرة بكين على الحصول على التكنولوجيا الأميركية الحيوية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وينص مشروع القانون، المعروف باسم "قانون الرقائق الآمنة وقابلة التصدير" (Secure and Feasible Exports Chips Act)، على إلزام وزير التجارة برفض منح تراخيص تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين لمدة 30 شهراً، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.
وبحسب نسخة المشروع التي اطلعت عليها الصحيفة، فإنه سيحظر على Nvidia بيع رقاقة H200، وBlackwell، وهي أحدث وأقوى رقائقها، إلى الصين.
ويأتي ذلك في ما يدرس البيت الأبيض ما إذا كانت سيسمح لـNvidia بتصدير رقاقة H200 إلى الصين، وهو احتمال أثار قلق بعض المسؤولين.
حرمان بكين من التكنولوجيا
وقال السيناتور الجمهوري بيت ريكتس، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية المعنية بشرق آسيا، والذي شارك في صياغة المشروع مع السيناتور الديمقراطي كريس كونز "إن الولايات المتحدة تتصدر سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين إلى حد كبير بسبب هيمنتها على القدرة الحاسوبية العالمية، ومن الضروري حرمان بكين من الوصول إلى هذه الرقائق".
وأضاف: "تقنين القيود التي يفرضها الرئيس ترمب حالياً على رقائق الذكاء الاصطناعي الموجهة للصين الشيوعية، في وقت تواصل فيه شركات الرقائق الأميركية الابتكار بسرعة، سيمكننا من توسيع تفوقنا الحاسوبي بشكل كبير".
من جانبه، قال كونز: "القرن الحادي والعشرون سيُحسم لصالح من يفوز بسباق الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت هذه التكنولوجيا ستُبنى على قيم الحرية والسوق المفتوحة، أو على قيم الحزب الشيوعي الصيني".
ويشارك في رعاية مشروع القانون أيضاً كل من الجمهوريين توم كوتون وديف مكورميك، والديمقراطيين جين شاهين، وآندي كيم.
ويأتي طرح المشروع في وقت يخشى المتشددون تجاه الصين في واشنطن من أن الرئيس دونالد ترمب يتجاهل تهديدات الأمن القومي، من أجل الحفاظ على الاتفاق التجاري الذي أبرمه مع الرئيس الصيني شي جين بينج في أكتوبر.
وكانت "فاينانشيال تايمز" كشفت، الأربعاء، أن وزارة الخزانة الأميركية أوقفت خططاً لفرض عقوبات على وزارة أمن الدولة الصينية، عقب عملية الاختراق السيبراني الضخمة المعروفة باسم "Salt Typhoon" التي استهدفت شركات اتصالات أميركية.
وذكر مسؤولون أميركيون أن الإدارة لا تعتزم إصدار أي ضوابط تصدير كبيرة جديدة تستهدف الصين في الوقت الحالي.
"الرقائق تمنح الصين الأفضلية"
وقال سيف خان، الخبير في مجال الرقائق لدى معهد "بروجرس" للأبحاث، إن حصول الصين على رقائق H200 سيمنحها أفضلية كبيرة، مضيفاً: "الوصول غير المقيد إلى رقاقة H200 سيسمح للصين ببناء حواسيب فائقة للذكاء الاصطناعي من الفئة المتقدمة لإنتاج أنظمة ذكاء اصطناعي قوية للغاية، وإن كان ذلك بتكلفة أعلى قليلاً مقارنة برقائق Blackwell الأكثر تطوراً".
وأضاف أن ذلك "سيُسهم أيضاً في تعزيز قدرة مزوّدي الحوسبة السحابية الصينيين على المنافسة عالمياً مع الشركات الأميركية العملاقة".
وكان المدير التنفيذي لشركة Nvidia جنسن هوانج في واشنطن، الأربعاء، حيث التقى ترمب وعدداً من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في لجنة البنوك. وقبيل الاجتماع، أكد أن بكين لن تقبل النسخ مخفضة الأداء من الرقائق، وأن الشركات الأميركية يجب أن تكون قادرة على تصدير أكثر رقائقها قدرةً إلى الصين.
لكن السيناتور الجمهوري جون كينيدي قال للصحافيين إن هوانج ليس "مصدراً موثوقاً" بشأن ما ينبغي للولايات المتحدة تصديره إلى الصين.
وتابع: "إذا كنت أبحث عن نصيحة موضوعية حول ما إذا كان ينبغي لنا إتاحة التكنولوجيا للصين، فهو ليس الشخص المناسب لذلك".
أما ستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض والمقرب من حركة "ماجا" (لنجعل أميركا عظيمة مجدداً)، فقال إنه لا ينبغي للولايات المتحدة تصدير الرقائق المتقدمة إلى الصين، خصوصاً بعد التقدم الذي حققته شركات صينية مثل DeepSeek.
وأضاف: "إذا كانت هذه بالفعل تمثل ما يعرف بلحظة سبوتنيك نتيجة تقدم شركة DeepSeek، أي لحظة صادمة تُدرك فيها الدولة أنها متأخرة تقنياً مقارنة بالآخرين، وتدفعها للتحرك بسرعة لتعويض الفارق، فيجب عندها حظر جميع مبيعات الرقائق، خصوصاً المتقدمة منها، ومنع أي دعم مالي للصين، وحظر وصولها إلى أسواق الديون والأسهم، بالإضافة إلى وقف التدريب واستقدام الطلاب الصينيين، تماماً كما فعلنا خلال الحرب الباردة في ما يتعلق بالأسلحة النووية".
كما وجّه بانون انتقادات لهوانج ولديفيد ساكس، مستشار البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي الذي يدعم تصدير الرقائق المتقدمة للصين؛ ضمن "خطة عمل" تهدف لجعل الدول تعتمد على "البنية التكنولوجية الأميركية".
وقال: "ديفيد ساكس تصرف كوكيل للحزب الشيوعي الصيني، وجنسن هوانج يلعب دور تاجر السلاح".
ورداً على ذلك، قالت Nvidia إن خطة العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي "تقر بحكمة بأن الشركات غير العسكرية في كل مكان يجب أن تتمكن من اختيار البنية التكنولوجية الأميركية، بما يعزز الوظائف الأميركية والأمن القومي".
وعلّقت الشركة على تصريحات بانون بالقول: "الذكاء الاصطناعي ليس قنبلة نووية.. لا ينبغي لأحد امتلاك قنبلة نووية، لكن يجب أن يمتلك الجميع الذكاء الاصطناعي".
ولم يرد البيت الأبيض على طلب من "فاينانشيال تايمز" للتعليق.











