كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الولايات المتحدة استخدمت "سلاحاً سرياً خاصاً"، لا يحتوي على متفجرات لضرب مسلحي تنظيم "داعش خراسان" في أفغانستان، الجمعة، رداً على الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار كابول الأسبوع الماضي.
وقال المسؤولون الأميركيون، الذين لم تكشف الصحيفة أسماءهم، إن القوات الأميركية استخدمت في ضربتها ضد تنظيم "داعش خراسان" في أفغانستان، صاروخ "هيلفاير" (نار الجحيم) السري، مشيرين إلى أنه كان سلاحاً سرياً حتى وقت قريب، يستخدم شفرات بدلاً من المتفجرات.
تقنية الشفرات
الصاروخ الذي استخدمته الولايات المتحدة في الغارة الجوية (R9X)، يقذف شفرات كبيرة مخزنة داخل هيكله، والتي تنتشر في اللحظة الأخيرة لتدمير الهدف، وهي تقنية جديدة لتقليل احتمالية وقوع إصابات بين المدنيين، وفقاً للمسؤولين.
ولم يتم الكشف عن استخدام صاروخ "هيلفاير" الخاص، الذي يشار إليه داخل الجيش بالعامية باسم "جينسو الطائر"، في إشارة إلى إعلان تلفزيوني لسكاكين عُرض في السبعينيات، وقد أطلق على السلاح أيضاً لقب "قنبلة النينجا"، بحسب "وول ستريت جورنال".
وفي موقع الضربة في إقليم ننكرهار وسط أفغانستان، قال رحمون الله الذي كان موجوداً على مسافة بعيدة وقت حدوث الضربة، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 4 آخرون، من بينهم امرأة، في تناقض مع تقييم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون".
أضرار محدودة
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارة تسببت في أضرار محدودة لأحد المنازل، إذ أظهر مقطع فيديو تم التقاطه بعد الضربة، حفرة انفجار صغيرة خارج المنزل بجوار عربة يد مفحمة إثر النيران، فيما تناثرت شظايا على الجدران وتحطمت نوافذ المبنى.
ورفض البنتاغون الإفصاح عما إذا كانت هناك ضربات متعددة، لكنه وصف العملية بأنها "مهمة واحدة"، تاركاً الباب مفتوحاً أمام احتمال وقوع عدة ضربات، بما في ذلك واحدة باستخدام صاروخ (R9X).
وجاء الهجوم الأميركي رداً على تفجير انتحاري استهدف مطار كابول، الأسبوع الماضي، حيث تجرى عمليات إجلاء واسعة النطاق بعد إعلان سيطرة حركة طالبان على البلاد، ما أسفر عن سقوط 13 جندياً أميركياً ونحو 200 مدني أفغاني.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، السبت، إنه "من المرجح أن تتكرر مثل هذه الضربات". ولم يحدد مسؤولو البنتاغون علاقة المسلحين المستهدفين بهجوم المطار، أو ما إذا كانوا متورطين في التخطيط لهجوم مستقبلي، فيما قال مسؤولون آخرون للصحيفة، إنهم "مرتبطون بكليهما".
وحذر بايدن من احتمال وقوع هجوم آخر لتنظيم "داعش خراسان" في الساعات المقبلة، حيث يحاول الجيش الأميركي إجلاء أكبر عدد ممكن من الأميركيين والأفغان، في الوقت الذي أعلن فيه البنتاغون أنه "ملتزم" بالموعد النهائي المحدد للانسحاب الكامل من أفغانستان في 31 أغسطس الجاري.
أهداف سابقة
وكانت "وول ستريت جورنال" قد ذكرت لأول مرة تفاصيل صاروخ خاص في عام 2019، موضحة أنه يحمل رأساً حربياً خاملاً مصمماً لاقتحام قمم السيارات والمباني للوصول إلى هدفه، مع إلحاق ضرر ضئيل بالممتلكات والأفراد القريبين، إلا أن حكومة واشنطن لم تعترف علناً بوجود هذا السلاح.
ومن المعروف، بحسب الصحيفة، أنه تم استخدام السلاح في فبراير عام 2017، لقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المصري الذي كان موجوداً في سوريا حينها، والملقب بـ"أبو الخير المصري".
وفي يناير عام 2019، استخدم الجيش الأمركي السلاح نفسه، لقتل رجل تتهمه الولايات المتحدة بالوقوف وراء تفجير شنه تنظيم القاعدة، واستهدف منصة صواريخ تابعة للبحرية الأميركية، أثناء إعادة تزويدها بالوقود في ميناء عدن اليمني في أكتوبر عام 2000.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن قوات العمليات الخاصة الأميركية استخدمت السلاح ذاته العام الماضي لقتل الزعيم الفعلي لفرع القاعدة المحلي في شمال غرب سوريا خالد العاروري.
اقرأ أيضاً: