وصف آباءٌ حملة لتدريس الأطفال في سنّ العاشرة، "الفلسفة السياسية" للرئيس الصيني شي جين بينج، بأنها "مثيرة للاشمئزاز"، وتستحضر ذكريات عبادة شخصية الزعيم الراحل ماو تسي تونغ، وفقاً لما أوردته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن أكثر من 12 شخصاً من الآباء، في كل أنحاء الصين، قولهم إنهم ليسوا مرتاحين لبدء دروس الشهر المقبل بشأن "فكر شي جين بينغ"، الذي يتضمّن مزيجاً من التعليم الوطني والثناء على الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، وسيصبح الشهر المقبل جزءاً من المناهج الدراسية الوطنية، من المدرسة الابتدائية إلى الجامعة.
وقالت والدة صبي عمره 10 سنوات في مقاطعة جيانجسو شرقي البلاد، "أكره حقاً فكرة إرغام أطفال على دراسة أيديولوجيا، ولكن لا يمكنني التعبير عن قلقي أمام ابني".
وعلّق والد تلميذة في مقاطعة خنان وسط البلاد، قائلاً: "هذا أمر مثير للاشمئزاز". وأعرب عن أمله بأن "تنسى ابنته كل شيء، بعد أن تنتهي من الامتحان".
تدريس الأيديولوجيا الشيوعية
"فاينانشال تايمز" اعتبرت أن ردّ الفعل العنيف في هذا الصدد أبرز الصعوبة التي واجهها الحزب الشيوعي الحاكم، في جعل "فلسفة" شي جين بينج الأيديولوجيا السائدة في الصين خلال الأجيال المقبلة.
وأضافت أن الحزب فرض تدريس الأيديولوجيا الشيوعية في المدارس طيلة عقود، مستدركة أن المناهج الحديثة ستُفرض على جمهور شاب بشكل غير عادي. كما أن ذلك يركّز على عبادة زعيم واحد، مذكّراً بالثورة الثقافية التي أطلقها ماو، والتي استمرت عقداً وأدت إلى مصرع ملايين المواطنين.
وخلال العقود الثلاثة الماضية، لم تُفرض العقيدة الشيوعية في المدارس الصينية حتى المرحلة الإعدادية، من خلال كتب مدرسية تضمّ قادة سابقين للصين. وقال مينج شيا، وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة مدينة نيويورك، "الصين تتبنّى عبادة الشخصية فيما ينتشر التنوّع والشمول في أجزاء أخرى من العالم".
شي يوجّه الشعب الصيني
بدءاً من الصف الثالث، سيحضر الطلاب حصة واحدة في الأسبوع بشأن أفكار شي جين بينغ، مستخدمين الكتب المدرسية ذاتها في كل المقاطعات. وستستمرّ الدورة لفصل دراسي وتنطبق أيضاً على طلاب المدارس الثانوية والكليات والمدارس العليا.
وأفاد تعميم أصدره في الأسبوع الماضي مكتب اللجنة الوطنية للكتاب المدرسي في وزارة التعليم الصينية، بوجوب أن يدرك طلاب المدارس الابتدائية، أن "الأمين العام شي (جين بينج) يوجّه الحزب بأكمله والشعب الصيني"، فيما على طلاب الدراسات العليا أن يكونوا قادرين على "نشر (أفكاره)، وتفسيرها ودراستها".
وضمّنت اللجنة الكتب المدرسية صوراً لشي جين بينج واقتباسات من خطاباته. وقال وو يوجون، وهو أستاذ في "جامعة بكين للمعلمين" وأحد معدّي الكتاب المدرسي للصف الثالث، إن على الطلاب أن يتعرّفوا إلى الرئيس "عن قرب".
قصة والدة شي
الكتاب المدرسي للصف الثالث يروي قصة عن تفجّر حبّ شي جين بينج للصين، بعدما حدّثته والدته، وهو صغير السنّ، عن جنرال وطني من سلالة سونغ. كذلك يصوّر الكتاب المدرسي للصف الخامس شي جين بينغ، الذي تولّى لفترة وجيزة منصب مساعد لوزير الدفاع، علماً أنه يفتقر إلى خبرة عسكرية، باعتباره "جندياً مخضرماً" كان يرتدي غالباً زياً عسكرياً عندما كان شاباً، كما أن لديه "شعوراً عميقاً" إزاء الجيش، بحسب "فاينانشال تايمز".
ووجّه مدرّسون طلاباً لشكر شي جين بينج، نتيجة قدرتهم على الاستمتاع بهواياتهم المفضّلة. وأثناء اختبار في حصة دراسية هذا العام بشأن فلسفة الرئيس الصيني، أبلغ معلّم في مدرسة تتخذ هانغتشو مقراً ومعروفة ببرنامجها المتطوّر في كرة القدم، الطلاب اللاعبين أنهم استفادوا من "رعاية" القائد. وأضاف في خطاب متلفز: "جعلتُ الطلاب يدركون أن الجدّ شي جين بينغ يرافقنا دوماً ويشجّعنا".
اقرأ أيضاً: