تعتزم حكومة ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، دعوة البرلمان للانعقاد الأسبوع المقبل، لبحث تشديد قوانين حيازة السلاح، في ظل تداعيات الهجوم الذي استهدف احتفالاً بعيد الأنوار "حانوكا" اليهودي، على شاطئ بوندي في مدينة سيدني، وأودى بحياة 16 شخصاً، بمن فيهم أحد مطلقي النار، وإصابة آخرين.
وقال رئيس حكومة الولاية، كريس مينز، خلال مؤتمر صحافي، إنه سيدعو البرلمان للانعقاد يومَي 22 و23 ديسمبر الجاري لـ"التعامل مع تشريعات عاجلة نعتقد أنها مطلوبة قبل عيد الميلاد للحفاظ على سلامة المجتمع وضمان الأمن العام".
وأوضح مينز، أن مشروع القانون سيتضمن إجراءات لتحديد سقف عدد الأسلحة النارية التي يمكن للأفراد حيازتها، وإعادة تصنيف بعض أنواع الأسلحة، إضافة إلى إلغاء آلية الاستئناف القضائي بشأن سحب ترخيص السلاح.
وأشار إلى أن الحكومة لم تحسم بعد عدد الأسلحة النارية المسموح بحيازتها لكل فرد، بموجب القوانين الصارمة الجديدة التي يأمل إقرارها قبل عيد الميلاد.
ومضى قائلاً: "بالتأكيد، تتصدر أستراليا الغربية البلاد بسقف يبلغ خمسة أسلحة (لكل شحص)، لكنني أعتقد أن هذا عدد كبير".
وتابع: "في الوقت الراهن، تقوم شرطة نيو ساوث ويلز بسحب التراخيص بشكل روتيني من حاملي الأسلحة الذين تشتبه أو تخشى أنهم يشكلون تهديداً للمجتمع. وتُنظر الطعون (على هذه الإجراءات) أمام المحكمة المدنية والإدارية".
ومن المقرر أن يعقد المجلس الأدنى في البرلمان جلسته، الاثنين المقبل، بينما يعقد المجلس الأعلى جلسات على مدار يومي 22 و23 ديسمبر، وفق صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد".
وذكرت الصحيفة، أن هناك 21 شخصاً لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، من بينهم مصاب واحد في حالة حرجة، وأربعة آخرون في حالة حرجة لكنها مستقرة.
وكان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، قال إنه سيقترح تشديد قوانين حيازة الأسلحة، للحد من عدد الأسلحة التي يمكن للأفراد حيازتها، أو الحصول على تراخيص لها.
وأضاف ألبانيز خلال مؤتمر صحافي، الاثنين الماضي، أن تراخيص حمل السلاح لا يجب أن تكون دائمة، موضحاً أن "ظروف الناس قد تتغير، وقد يتعرض البعض للتطرف على مدى فترة من الزمن. لا ينبغي أن تكون التراخيص دائمة إلى الأبد، ومن الضروري التأكد من وجود آليات الفحص والتوازن المناسبة أيضاً".
أسوأ حادث إطلاق نار جماعي منذ 30 عاماً
ويُعد الهجوم أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده أستراليا منذ نحو 30 عاماً، ويجري التحقيق فيه باعتباره "عملاً إرهابياً" استهدف الجالية اليهودية.
ونفَّذ الهجوم رجل وابنه، وعرّفت الشرطة الأب بأنه يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وقد أرْدته بالرصاص، كما يرقد ابنه نافيد (24 عاماً)، في حالة حرجة بالمستشفى بعد إصابته أيضاً بالرصاص.
وأطلق الرجل وابنه النار على مئات الأشخاص خلال الاحتفال الديني، الذي كان يقام على شاطئ بوندي، ما أجبر الناس على الفرار والاحتماء.
وقالت الشرطة الأسترالية، الثلاثاء، إن المهاجمَين سافرا إلى الفلبين الشهر الماضي، وإن الغرض من الرحلة لا يزال قيد التحقيق، فيما أعلنت الشرطة الفلبينية، أنها تُجري تحقيقاً في الأمر.
وتنشط بالفلبين شبكات مرتبطة بتنظيم "داعش" خاصة في الجنوب، لكن نفوذها تراجع خلال السنوات الأخيرة إلى خلايا ضعيفة في جزيرة مينداناو الجنوبية.
وقالت مفوضة الشرطة الأسترالية، كريسي باريت، خلال مؤتمر صحافي: "تشير الدلائل الأولية إلى هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم (داعش)".
وذكرت الشرطة أن السيارة المسجلة باسم الشاب منفذ الهجوم، كانت تحتوي على عبوات ناسفة يدوية الصنع وعلمين محليي الصنع مرتبطين بتنظيم "داعش".









