تل أبيب ترفع مستوى التمثيل.. ومصدر: الاجتماع يركز على محاولة منع استئناف الحرب

محادثات لبنانية إسرائيلية أميركية جديدة في الناقورة الجمعة

أفراد من الجيش اللبناني يقفون على مركبة عسكرية بالقرب من الحدود مع إسرائيل. 28 نوفمبر 2025 - REUTERS
أفراد من الجيش اللبناني يقفون على مركبة عسكرية بالقرب من الحدود مع إسرائيل. 28 نوفمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

تُعقد في منطقة الناقورة جنوب لبنان، الجمعة، اجتماعات "اللجنة التقنية العسكرية للبنان" (الميكانيزم) بمشاركة مسؤولين لبنانيين، وإسرائيليين، وأميركيين، في إطار محادثات مباشرة تُعد الثانية من نوعها بين الجانبين، وسط قرار إسرائيلي برفع مستوى التمثيل، وفق ما أفاد مصدران مطّلعان لموقع "أكسيوس" الأميركي.

وقال المصدران إن إسرائيل سترفع مستوى مشاركتها في المحادثات المباشرة مع لبنان، إذ سيشارك نائب مستشار الأمن القومي، يوسي درازنين، في الاجتماع المقرر الجمعة.

وذكر مراسل الموقع أن هذا الاجتماع سيكون الثاني من نوعه بين الجانبين، حيث سيمثل الجانب اللبناني السفير سيمون كرم، فيما يمثل الجانب الأميركي المبعوثة مورجان أورتاجوس.

وقال مصدر مطّلع على التفاصيل إن الاجتماع يركز رسمياً على التعاون الاقتصادي على طول الحدود، لكنه يهدف، بشكل غير رسمي، إلى محاولة منع استئناف الحرب، وتفادي جولة عنف جديدة مع إسرائيل.

 "الدفاع عن سيادة لبنان"

وسبق أن كلف الرئيس اللبناني جوزاف عون، في 3 ديسمبر الجاري، كرم برئاسة الوفد اللبناني في اجتماعات "اللجنة التقنية العسكرية للبنان" بالناقورة، والذي شهد مشاركة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.

وذكرت الرئاسة اللبنانية، حينها، أن القرار يأتي "التزاماً بقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا، وتجاوباً مع مساعي الولايات المتحدة".

وجاءت تصريحات عون بعد أن أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تسعى إلى التعاون الاقتصادي مع بيروت، لكن رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، أكد أن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من أي عملية تطبيع مع تل أبيب، والتي يجب أن تتبع "اتفاقية سلام".

واستقبل عون، الأربعاء، رئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات في لجنة "الميكانيزم"، كرم، وزوّده بتوجيهاته عشية الاجتماع المقبل، بحسب بيان للرئاسة اللبنانية.

وتتولى الولايات المتحدة رئاسة "اللجنة التقنية العسكرية للبنان"، وهي آلية تم إنشاؤها بموجب إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، في 27 نوفمبر 2024.

مخاوف من التصعيد

وخلال الأسابيع الأخيرة، لوح الجيش الإسرائيلي بالتصعيد ضد لبنان، ففي نهاية نوفمبر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن تل أبيب نقلت إلى الحكومة اللبنانية، عبر الإدارة الأميركية، "رسالة تحذيرية" مفادها أنها ستوسع نطاق عملياتها العسكرية داخل لبنان حال لم يتخذ الجيش "خطوات فعّالة لنزع سلاح حزب الله أو الحد من نشاطه".

وعقد مسؤولون فرنسيون وسعوديون وأميركيون، الخميس، محادثات في باريس مع قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل، في إطار جهود تهدف إلى عقد مؤتمر لدعم القوات المسلحة اللبنانية، ووضع اللمسات الأخيرة على خارطة طريق لتمكين آلية تهدف إلى نزع سلاح "حزب الله".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الأطراف السياسية التي اجتمعت في باريس اتفقت جميعها على عقد مؤتمر في فبراير من العام المقبل، يهدف إلى دعم القوات المسلحة اللبنانية، مضيفاً أن المحادثات ركزت على كيفية إظهار إحراز تقدم ملموس في ما يتعلق بنزع سلاح "حزب الله".

وأوضح مصدر عسكري لـ"الشرق"، الأربعاء، أن قائد الجيش اللبناني سيسلط الضوء خلال الاجتماع على "مهام الجيش على كامل الأراضي اللبنانية، وتشمل ضبط الحدود، ومكافحة الإرهاب، والحرب على المخدرات، ومهمات حفظ الأمن ومكافحة الجريمة المنظمة".

وأضاف أن قائد الجيش "سيوضح تفاصيل إضافية بشأن المرحلة الأولى من خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح، والتي بدأت في منطقة جنوب الليطاني، مع التشديد على التزام الجيش بتنفيذ القرار 1701، واتفاق وقف الأعمال العدائية".

وأشار 4 دبلوماسيين ومسؤولين من أوروبا ولبنان لوكالة "رويترز" إلى أن اجتماع باريس يهدف إلى تهيئة ظروف أفضل لتحديد ودعم آليات عملية نزع السلاح والتحقق منها بما يدفع إسرائيل للإحجام عن التصعيد، مع تزايد المخاوف من انهيار وقف إطلاق النار.

ونوهوا بأن اقتراب موعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في لبنان في 2026 أثار المخاوف من أن يؤدي شلل سياسي إلى زيادة الاضطرابات في البلاد ويثني عون عن الضغط من أجل مواصلة عملية نزع السلاح.

وقال أحد المسؤولين الكبار، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن "الوضع مضطرب للغاية ومليء بالتناقضات ولن يتطلب الأمر الكثير لإشعال الموقف".

وأضاف: "لا يريد عون أن يجعل عملية نزع السلاح علنية أكثر من اللازم لأنه يخشى من أن يؤدي ذلك إلى زيادة التوتر في الجنوب".

تصنيفات

قصص قد تهمك