"مترابطة ومعقدة".. روبيو يحدد أبرز التهديدات التي تواجه أميركا

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال مؤتمره الصحافي السنوي في وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن. 19 ديسمبر 2025 - Reuters
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال مؤتمره الصحافي السنوي في وزارة الخارجية بالعاصمة واشنطن. 19 ديسمبر 2025 - Reuters
دبي-الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تواجه تهديداً واحداً يمكن تحديده بسهولة، بل تعيش في عالم تتداخل فيه مجموعة من المخاطر قصيرة وطويلة الأمد، تتطلب مقاربة شاملة في التعامل معها.

واعتبر روبيو، خلال مؤتمر صحافي، أن أكبر التهديدات والمخاطر التي تواجه الولايات المتحدة اليوم، تتمثل في "تنامي نفوذ الجماعات الإجرامية الإرهابية العابرة للحدود في نصف الكرة الغربي التي تعمل على زعزعة استقرار الدول، وتقويض الحكومات، وخلق موجات هجرة جماعية، إلى جانب تهريب المخدرات، وتوفير بيئة تسمح لفاعلين خارجيين بالعمل داخل منطقتنا، بما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الأميركي".

وأشار إلى أن التحديات لا تقتصر على الجانب الأمني، بل تمتد أيضاً إلى البنية الاقتصادية، لافتاً إلى اعتماد الولايات المتحدة بشكل "خطير" على دول أخرى في مجالات سلاسل الإمداد والقاعدة الصناعية الأميركية، بما في ذلك القطاعات الحيوية اللازمة لبناء اقتصاد القرن الـ21.  ورأى أن "إعادة بناء القاعدة الصناعية الأميركية وتنويع سلاسل التوريد، يمثلان أولوية استراتيجية لا غنى عنها".

"تهديدات مترابطة ومعقدة"

في سياق متصل، لفت روبيو إلى التحديات التي تواجه القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية، موضحاً أن الولايات المتحدة، إلى جانب العديد من حلفائها الغربيين، تُعاني بطء القدرة على تصنيع المعدات العسكرية بالكميات والوتيرة المطلوبة، سواء لمواجهة التهديدات الحالية أو لتطوير قدرات المستقبل.

وأكد أن "هذا القصور يؤثر أيضاً على قدرة واشنطن في تلبية طلبات الحلفاء الراغبين بشراء معداتنا العسكرية لكننا لم نتمكن من إنتاجها بالسرعة الكافية"، لافتاً إلى أن هذا الأمر دفع الرئيس دونالد ترمب إلى جعل معالجة هذه المشكلة أولوية.

وعلى المدى الطويل، شدّد روبيو على أن للولايات المتحدة مصالح عالمية، خاصة في إفريقيا، حيث تمتلك العديد من الدول إمكانات تنموية كبيرة وسكاناً من الفئات العمرية الشابة، مشيراً إلى رغبة واشنطن في "بناء شراكات تجارية وإنسانية مع هذه الدول وهي "تشق طريقها نحو الازدهار، مع ضمان أن تؤخذ المصالح الأميركية في الاعتبار".

وانتقد وزير الخارجية الأميركي ما اعتبره "اضطرار بعض الدول في الماضي إلى الاعتماد على ممارسات استغلالية من قوى أخرى للحصول على التمويل أو الاستقرار"، مؤكداً أن الولايات المتحدة "تسعى إلى توفير بدائل" عبر شركاتها في مجالات البنية التحتية، والاتصالات، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا.

وقال روبيو إن التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة "مترابطة ومعقدة"، وتعكسها استراتيجية الأمن القومي الأميركي، مضيفاً أن الواقع الدولي "لا يسمح بالتعامل مع خطر واحد معزول، بل مع منظومة من التحديات المتداخلة".

أبرز التهديدات التي تواجه واشنطن

  • الجماعات الإجرامية و"الإرهابية" العابرة للحدود في نصف الكرة الغربي.
  • الاعتماد المفرط على دول أخرى في سلاسل الإمداد والقاعدة الصناعية.
  • ضعف القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية.
  • التنافس العالمي على النفوذ الاقتصادي والتكنولوجي.
  • ترابط التهديدات وعدم وجود تهديد واحد محدد.

استراتيجية الأمن القومي الأميركي

في وقت سابق هذا الشهر، أعلن البيت الأبيض عن استراتيجيته للأمن القومي، ومنح فيها الأولوية بشكل صريح في السياسة الخارجية للولايات المتحدة للجزء الغربي من الكرة الأرضية (الأميركتين)، مع تراجع الشرق الأوسط "ليس بسبب فقدان المنطقة لأهميتها، ولكن لأنها لم تعد مصدراً لأزمات متلاحقة، وباتت تتحول تدريجياً إلى ساحة شراكة وصداقة واستثمار"، وفق ما ذكرت الاستراتيجية.

واعتبرت الاستراتيجية أن السنوات الماضية، شهدت تراجعاً في اهتمامها بالجزء الغربي، ما "أتاح لمنافسين دوليين التوسع اقتصادياً وأمنياً"، في هذه المنطقة الهامة للولايات المتحدة.

وذكرت الإدارة أنها ستعمل على تحديث مبدأ مونرو بـ"بالملحق الترمبي"، وينص مبدأ مونرو وهو حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة تجاه نصف الكرة الغربي، وصاغه الرئيس جيمس مونرو في 2 ديسمبر 1823، على رفض التدخل الأوروبي في شؤون الدول الأميركية أو استعمار أراضٍ فيها، مقابل عدم تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الأوروبية.

وبحسب الاستراتيجية، ستعمل الولايات المتحدة ستعمل على استعادة دورها عبر محورين، وهما "الاستقطاب" و"التوسع" والتعاون مع القطاع الخاص.

تصنيفات

قصص قد تهمك