شنّ ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب وأحد أبرز رموز التيار اليميني المحافظ، هجوماً حاداً على المعلق السياسي بن شابيرو، متهماً إياه بـ"معاداة ترمب"؛ ووضع "أجندة إسرائيل أولاً" فوق المصالح الأميركية، وذلك، وسط خلاف متصاعد وانقسامات بين المحافظين بشأن دعم أميركا لإسرائيل.
وقال بانون خلال المؤتمر السنوي الأول لمنظمة Turning Point USA منذ اغتيال مؤسسها اليميني تشارلي كيرك في سبتمبر الماضي، إن شابيرو "لا يستطيع تحمّل الحقيقة"، معتبراً أنه "أبعد ما يكون عن حركة ماجا (Make America Great Again)"، ومؤكداً أنه كان "من أشد معارضي ترمب".
وربط بانون الذي كان مستشاراً بارزاً للرئيس ترمب خلال حملة 2016 وبداية ولايته الأولى معارضة شابيرو لترمب، وتحوله إلى ما وصفه بـ"دعم فاتر" للرئيس، بـ"معسكر إسرائيل أولاً"، الذي يضم، من وجهة نظره، شخصيات إعلامية محافظة تضع أولويات السياسة الإسرائيلية فوق المصالح القومية الأميركية.
وتطرق بانون إلى مفهوم "إسرائيل الكبرى"، وقال: "الآن الرئيس ترمب لا يدعم مشروع (إسرائيل الكبرى). ما هي إسرائيل الكبرى؟ الأمر لا يتعلق بإسرائيل بحد ذاتها، بل بإسرائيل توسعية، إسرائيل إمبراطورية، كما يتصورها بنيامين نتنياهو والدائرة المحيطة به".
وتابع: "أما تيار (إسرائيل أولاً) فيتمثل في بن شابيرو، و(الإعلامي المحافظ) مارك ليفين التابع لتل أبيب، وغيرهم كثيرين ممن يريدون تقديم هذا المشروع على حساب المصالح الأميركية. وقال إن هذا التوجه لا ينبغي أن يجر الولايات المتحدة إلى صراعات جديدة في الشرق الأوسط.
وأضاف بانون: "كان تشارلي (كيرك) يؤمن تماماً بما أؤمن به أنا. الشرق الأوسط مسألة جانبية، وإسرائيل مسألة جانبية داخل مسألة جانبية. هناك أصوات تدعم إسرائيل، مثل لورا لومر والحاخام ووليكي وغيرهم، بدأت تخرج وتقول: انظروا، ربما بانون وهؤلاء محقون. نحن لا نريد المزيد من الأموال الأميركية. ولا نريد مزيداً من السيطرة الأميركية. نريد أن نكون خارج هذا الإطار، وأن نمضي ونفعل ما نريد أن نفعله".
وتابع: "عندما يشعر الإسرائيليون بأن عليهم أن يتصرفوا، فأنا أدعم ذلك بنسبة 100%. إسرائيل بحاجة إلى سيادتها. إسرائيل بحاجة إلى أن تكون مستقلة. إذا أرادت إسرائيل السيطرة على سوريا، فلتفعل. وإذا أرادت أن تدخل إلى لبنان، فلتفعل. لكن من دون جرّ الولايات المتحدة إلى حرب لا نهاية لها".
وتعكس تصريحات بانون تصاعد الانقسام داخل التيار المحافظ الأميركي بين جناح قومي شعبوي يرفع شعار "أميركا أولاً"، وجناح محافظ تقليدي يؤيد دوراً أميركياً أكثر فاعلية في الشرق الأوسط.
وكان بن شابيرو شن هجوماً لاذعاً من منصة المؤتمر، على ستيف بانون وكانديس أوينز، وميجان كيلي، بالإضافة إلى نيك فوينتيس، الذي يعرف نفسه بأنه "محب لهتلر".
وتمحور نقاش شابيرو، خلال المؤتمر السنوي الأول لمنظمة Turning Point USA، حول ادعاءٍ مفاده أن كانديس أوينز روّجت لنظريات مؤامرة، دون اعتراضٍ من ميجان كيلي وغيرهم من المحافظين البارزين، حول اغتيال كيرك، إذ تتضمن هذه النظريات تلميحات إلى احتمال تورّط حكومات أجنبية، بما فيها إسرائيل، وموظفين في المنظمة كما شككت في نوايا زوجته إيريكا كيرك منذ الاغتيال، وفق NBC News.
ووجّه الادعاء في ولاية يوتا تهمة القتل إلى المشتبه به في اغتيال كيرك، تايلر روبنسون، البالغ من العمر 22 عاماً، وطالب بإنزال عقوبة الإعدام به.
وقال شابيرو: "إن الحركة المحافظة في خطر أيضاً من الدجالين الذين يدّعون التحدث باسم المبادئ، بينما هم في الواقع يتاجرون بنظريات المؤامرة والخداع. ومن واجبنا الأخلاقي، نحن الذين نملك منبراً، أن نفضحهم بالاسم".
ويُمثل هذا الجدل نقطة توتر بين الشخصيات المحافظة المؤثرة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، ودليلاً على تنافس قادة حركة "ماجا" على السلطة مع اقتراب نهاية عهد الرئيس دونالد ترمب، الذي لا يحق له الترشح لفترة ثالثة، واقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي الأشهر التي سبقت وفاته، شكك كيرك أحياناً في دعم أميركا لبعض سياسات إسرائيل، وسأل متابعيه في يونيو الماضي، عما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة "التدخل في حرب إسرائيل ضد إيران". وأدى هذا الموضوع إلى انقسام قاعدة "ماجا" طوال معظم العام الماضي.











