يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعرض خيارات عسكرية جديدة ضد إيران على الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال اللقاء المرتقب بينهما في ولاية فلوريدا، بدعوى تسارع إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وسعي طهران إلى إعادة تأهيل قدرات عسكرية تضررت جراء حرب يونيو.
وقال مصدر مطلع مباشرة على الخطط و4 مسؤولين أميركيين سابقين جرى إطلاعهم عليها لشبكة NBC NEWS إن مسؤولين إسرائيليين أصبحوا أكثر قلقاً من أن إيران توسع إنتاج برنامجها للصواريخ الباليستية، الذي تضرر نتيجة ضربات عسكرية إسرائيلية في وقت سابق من هذا العام، ويستعدون لإطلاع ترمب على خيارات لمهاجمته مرة أخرى.
وذكرت المصادر أن المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بالقلق أيضاً من أن إيران تعيد إنشاء مواقع نووية كانت الولايات المتحدة قد قصفتها في يونيو، إلا أنهم يرون أن جهود طهران لإعادة بناء منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية وإصلاح أنظمة الدفاع الجوي المتضررة تمثل مصدر القلق الأكثر إلحاحاً.
وفيما يُتوقع أن يلتقي ترمب ونتنياهو في وقت لاحق من الشهر الجاري في ولاية فلوريدا، أفادت المصادر بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيعرض خلال اللقاء حجته القائلة إن توسع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يشكل تهديداً ما قد يستدعي تحركاً سريعاً.
وأشارت المصادر لشبكة NBC NEWS إلى أن جزءاً من هذا الطرح يتمثل في التأكيد على أن تحركات إيران لا تمثل خطراً على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأسرها، بما في ذلك المصالح الأميركية.
وأضافت أن من المتوقع أن يعرض نتنياهو على ترمب خيارات لانضمام الولايات المتحدة إلى أي عمليات عسكرية جديدة أو تقديم دعم لها.
وقال ترمب، الخميس، إن لقاء نتنياهو "لم يُحدد بعد بشكل رسمي"، لافتاً إلى أنه "قد يأتي لزيارته في ولاية فلوريدا". وكانت الحكومة الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء سيلتقي الرئيس الأميركي يوم 29 الشهر الجاري.
من جهتها، أشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي في بيان إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومة الإيرانية أكدتا تقييم الحكومة الأميركية بأن عملية (Midnight Hammer) الأميركية قضت تماماً على قدرات إيران النووية".
وتابعت: "كما قال الرئيس ترمب، إذا سعت إيران لامتلاك سلاح نووي، فسيتم استهداف ذلك الموقع والقضاء عليه قبل أن يقتربوا من ذلك".
خيار الانضمام
وتتزامن خطط إسرائيل لإطلاع ترمب ومنحه خيار المشاركة في ضربات عسكرية إضافية محتملة ضد إيران مع دراسة الرئيس الأميركي تنفيذ ضربات عسكرية في فنزويلا، وهو ما قد يفتح جبهة حرب جديدة لواشنطن، ومع ترويجه لحملة إدارته الجوية ضد البرنامج النووي الإيراني ونجاحه في التفاوض على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس".
وتأتي المخاوف الإسرائيلية في وقت أبدت فيه طهران اهتماماً باستئناف محادثات دبلوماسية مع الولايات المتحدة تهدف إلى تقييد برنامجها النووي، وهو ما قد يعقّد مساعي إسرائيل لإقناع ترمب بتنفيذ ضربات جديدة.
وذكر مصدر مطلع على الخطط الإسرائيلية أن "تمويل إيران لوكلائها في المنطقة يشكل أيضاً مصدر قلق رئيسي لإسرائيل"، مشيراً إلى أن "البرنامج النووي مقلق للغاية، وهناك محاولة لإعادة بناءه، لكنه ليس الخطر الأكثر إلحاحاً".
وشملت الضربات الأميركية التي نُفذت في يونيو ضد إيران أكثر من 100 طائرة وغواصة و7 قاذفات من طراز "B-2". وفي الوقت نفسه، نفّذت القوات الإسرائيلية ضربات على عدد من مواقع الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وقبل ضربات يونيو، كان الإسرائيليون قد عرضوا على ترمب 4 خيارات للتحرك العسكري، بحسب المصدر المطلع على الخطط الذي قال إن "المسؤولين الإسرائيليين وضعوا الخيارات على طاولة القهوة في المكتب البيضاوي".
وشمل أحد الخيارات تحرك إسرائيل بمفردها، وآخر دعماً أميركياً محدوداً، وثالثاً عمليات مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ورابعاً تنفيذ الولايات المتحدة للعملية بمفردها. وفي النهاية، وافق ترمب على تنفيذ عملية مشتركة.
وأشار المصدر إلى أن "نتنياهو قد يقدم مجموعة مماثلة من الخيارات خلال اجتماع فلوريدا المقبل".
تفاصيل خيارات إسرائيل للتحرك العسكري ضد إيران
-
تنفيذ إسرائيل للعملية بمفردها.
-
تنفيذ إسرائيل للعملية مع دعم أميركي محدود.
-
تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
-
تنفيذ الولايات المتحدة للعملية بمفردها.
ومن المتوقع أن يحتل اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و"حماس" حيزاً كبيراً في محادثات نتنياهو وترمب، في ظل مخاوف من إخفاق الطرفين في تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق.
وبموجب المرحلة الثانية من اتفاق، من المفترض أن تسحب إسرائيل قواتها من غزة، وأن تتولى لجنة فلسطينية إدارة القطاع، إضافة إلى نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار.
وقال مسؤولان إسرائيليان سابقان إن ترمب قد يكون أقل حماساً لأي عمل عسكري جديد ضد إيران إذا استمر التوتر بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين بشأن نهج نتنياهو تجاه وقف إطلاق النار في غزة.
3 آلاف صاروخ شهرياً
وبحسب المصدر المطلع على الخطط ومسؤولين أميركيين سابقين، فإن إنتاج إيران من الصواريخ الباليستية قد يرتفع إلى ما يصل إلى 3 آلاف صاروخ شهرياً في حال تُرك دون ردع.
ولفت أحد المسؤولين الإسرائيليين السابقين إلى أن "تهديد الصواريخ الباليستية، وعددها المحتمل، يمثل مصدر القلق الأكثر إلحاحاً لإسرائيل".
ومضى قائلاً: "لا يوجد شك حقيقي بعد الصراع الأخير في أننا نستطيع تحقيق تفوّق جوي وإلحاق أضرار بإيران تفوق ما يمكن أن تفعله بنا، لكن تهديد الصواريخ حقيقي جداً، ولم نتمكّن من منعها جميعاً في المرة الماضية".
ورأى المصدر المطلع على الخطط ومسؤول أميركي سابق أن امتلاك إيران كميات كبيرة من الصواريخ الباليستية سيساعدها على حماية المواقع النووية بشكل أفضل، موضحين أن لدى إسرائيل مخاوف من إعادة بناء أنظمة الدفاع الصاروخي الإيرانية، وتمويل وتسليح وكلائها في المنطقة، اعتقاداً بأن طهران ستسرّع حينها إعادة تشكيل برنامجها النووي.











