شنت الولايات المتحدة، الجمعة (مساء الخميس بالتوقيت المحلي)، ضربات على مواقع في نيجيريا، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الضربات استهدفت تنظيم "داعش"، بينما أشار مسؤولون أميركيون، إلى أن الضربات تمت بالتنسيق مع السلطات النيجيرية وبطلب منها، في حين أكدت الخارجية النيجيرية، أن الضربات "جزء من التعاون الأمني مع واشنطن".
وقال ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "الليلة، وبتوجيهاتي بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، شنت الولايات المتحدة ضربة قوية ومميتة ضد إرهابيي تنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا، الذين كانوا يستهدفون ويقتلون بوحشية، وبشكل رئيسي، المسيحيين الأبرياء، بمستويات لم تُشهد منذ سنوات عديدة، بل وحتى قرون!".
وأضاف الرئيس الأميركي: "لقد حذرتُ هؤلاء الإرهابيين سابقاً من أنهم إذا لم يتوقفوا عن ذبح المسيحيين، فسيدفعون ثمناً باهظاً، واليوم دفعوا هذا الثمن".
وتابع: "نفذت وزارة الحرب العديد من الضربات الدقيقة، كما لا تستطيع أن تفعل إلا الولايات المتحدة".
وتوعد ترمب بأن الولايات المتحدة، تحت قيادته، "لن تسمح بازدهار الإرهاب"، وأضاف: "فليبارك الله جيشنا، وعيد ميلاد مجيد للجميع، بمن فيهم الإرهابيون القتلى، الذين سيكون عددهم أكبر بكثير إذا استمروا في ذبح المسيحيين".
وجاء منشور ترمب في احتفالات عيد الميلاد أثناء وجوده في منتجع مار الاجو في بالم بيتش بفلوريدا، حيث يقضي العطلة. ولم يشارك في أي فعاليات عامة خلال النهار، وكان آخر ظهور له أمام الصحافيين، الذين كانوا يرافقونه، ليلة الأربعاء.
وجاء ذلك في أعقاب تهديدات الرئيس الأميركي، في نوفمبر الماضي، بالتدخل العسكري في نيجيريا، بدعوى تقاعسها عن وقف العنف الموجه ضد المجتمعات المسيحية.
ضربة أميركية بتنسيق مع حكومة نيجيريا
وكتب وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث على منصة "إكس": "كان الرئيس واضحاً الشهر الماضي: يجب أن تنتهي عملية قتل المسيحيين الأبرياء في نيجيريا (وفي أماكن أخرى)".
وأضاف: وزارة الحرب جاهزة دائماً، هكذا اكتشف داعش هذه الليلة.. في عيد الميلاد، والمزيد قادم"، معرباً عن شكره وامتنانه لما وصفه بـ"الدعم والتعاون" من جانب الحكومة النيجيرية.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا، على منصة "إكس"، إن الضربة نُفذت بناء على طلب السلطات النيجيرية وأسفرت عن سقوط عدد من عناصر تنظيم "داعش".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول في وزارة الحرب الأميركية قوله: "عملت الوزارة مع حكومة نيجيريا لتنفيذ هذه الضربات، وقد حظيت هذه الضربات بموافقة حكومة نيجيريا".
وقال مسؤول أميركي آخر، إن "الضربة الجوية تمت على ولاية سوكوتو".
وكانت بيانات تتبع الرحلات الجوية وإفادات من مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أظهرت أن الولايات المتحدة تنفذ رحلات جوية بهدف جمع معلومات استخباراتية فوق أجزاء كبيرة من نيجيريا منذ أواخر نوفمبر الماضي.
تعاون أمني وتنسيق استخباراتي
من جانبها، قالت وزارة الخارجية النيجيرية، عبر منصة "إكس"، إن "الضربات نُفذت كجزء من التعاون الأمني المستمر مع الولايات المتحدة، ويشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الاستراتيجي لاستهداف الجماعات المسلحة". "هذا أدى إلى ضربات دقيقة على أهداف إرهابية في نيجيريا من خلال ضربات جوية في الشمال الغربي".
وجاء في البيان: "تؤكد وزارة الخارجية في جمهورية نيجيريا الاتحادية أن السلطات النيجيرية لا تزال منخرطة في تعاون أمني منظم مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، في التصدي للتهديد المستمر للإرهاب والتطرف العنيف، وقد أدى ذلك إلى توجيه ضربات جوية دقيقة لأهداف إرهابية في نيجيريا بضربات جوية في الشمال الغربي".
وتضيف وزارة الخارجية النيجيرية: "وتماشياً مع الممارسة الدولية الراسخة والتفاهمات الثنائية، يشمل هذا التعاون تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الاستراتيجي وغير ذلك من أشكال الدعم بما يتسق مع القانون الدولي والاحترام المتبادل للسيادة والالتزامات المشتركة تجاه الأمن الإقليمي والعالمي".
وتؤكد نيجيريا مجدداً، بحسب البيان، أن "جميع جهود مكافحة الإرهاب تسترشد بأولوية حماية أرواح المدنيين وحماية الوحدة الوطنية وصون حقوق وكرامة جميع المواطنين بغض النظر عن الدين أو العرق، ويظل العنف الإرهابي بأي شكل من الأشكال سواء كان موجهاً ضد المسيحيين أو المسلمين أو غيرهم من الطوائف الأخرى إهانة لقيم نيجيريا وللسلام والأمن الدوليين".
وأضافت الوزارة: "وتواصل الحكومة الفيدرالية العمل عن كثب مع شركائها من خلال القنوات الدبلوماسية والأمنية القائمة لإضعاف الشبكات الإرهابية وتعطيل تمويلها ولوجستياتها ومنع التهديدات العابرة للحدود، مع تعزيز المؤسسات الأمنية والقدرات الاستخباراتية لنيجيريا، وستواصل وزارة الشؤون الخارجية إشراك الشركاء المعنيين وإبقاء الجمهور على اطلاع من خلال القنوات الرسمية المناسبة".
الحكومة النيجيرية تنفي اضطهاد المسيحيين
وتقول الحكومة النيجيرية، إن الجماعات المسلحة تستهدف كلاً من المسلمين والمسيحيين على حد سواء وإن مزاعم الولايات المتحدة بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد "لا تعكس وضعاً أمنياً معقداً، وتتجاهل في الوقت نفسه الجهود المبذولة لحماية الحرية الدينية".
ومع ذلك، وافقت نيجيريا على التعاون مع الولايات المتحدة لدعم قواتها ضد الجماعات المسلحة.
وفي رسالة بمناسبة عيد الميلاد نُشرت على موقع "إكس"، في وقت سابق، دعا الرئيس النيجيري، بولا أحمد تينوبو، إلى السلام في بلاده "خاصة بين الأفراد الذين لديهم معتقدات دينية مختلفة".
وقال أيضاً: "أنا ملتزم ببذل كل ما في وسعي لترسيخ الحرية الدينية في نيجيريا وحماية المسيحيين والمسلمين وجميع النيجيريين من العنف".
وينقسم سكان البلاد بين مسلمين يشكلون أغلبية سكان البلاد، يعيشون بشكل رئيسي في الشمال، ومسيحيين في الجنوب.












