بدأ كبار الدبلوماسيين من تايلندا وكمبوديا، الأحد، محادثاتٍ تستمر ليومين في الصين، وذلك ضمن مساع بكين لتعزيز دورها كوسيط في النزاع الحدودي بين البلدين، بعد توقيعهما اتفاقاً جديداً لوقف إطلاق النار، حسبما أفادت به وكالة "أسوشيتد برس".
وكان من المقرر أن يجتمع وزيرا خارجية تايلندا، سيهاساك فوانجكيتكيو، وكمبوديا، براك سوخون، في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين لإجراء محادثاتٍ بوساطة نظيرهما الصيني، وانج يي، إذ تسعى بكين إلى ترسيخ دورها كوسيط في الأزمة، إلى جانب الولايات المتحدة وماليزيا.
ووفقاً لبيان صادر عن مكتب سيهاساك، فإن المحادثات في الصين تهدف إلى ضمان وقف إطلاق نار مستدام وتعزيز سلام دائم بين البلدين، إذ كان من المقرر أن يشارك وانج في الاجتماعين الثنائيين مع كلٍّ من الدبلوماسيين، بالإضافة إلى محادثة ثلاثية مقررة الاثنين.
وقال سيهاساك إنه "يأمل أن تُوصل الاجتماعات إلى الصين رسالةً مفادها ضرورة دعمها لوقف إطلاق نار مستدام، وأن تُرسل إشارةً إلى كمبوديا بعدم إحياء الصراع أو محاولة إشعال صراعات جديدة".
وأضاف: "لا تنظر تايلندا إلى الصين كوسيط فحسب في صراعها مع كمبوديا، بل تريد منها أن تضطلع بدور بنّاء في ضمان وقف إطلاق نار مستدام، وذلك بإرسالها إشارات مماثلة إلى كمبوديا أيضاً".
بدوره، أعرب براك سوخون، في بيان له عقب لقائه مع وانج، عن تقديره العميق "للدور الحيوي" الذي تلعبه الصين في دعم وقف إطلاق النار.
دور صيني
ورحّبت الصين بإعلان وقف إطلاق النار، الذي يُجمّد خطوط المواجهة ويسمح للمدنيين النازحين بالعودة إلى منازلهم قرب الحدود.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الصينية: "بكين على أتم الاستعداد لمواصلة توفير المنصة وتهيئة الظروف اللازمة لتمكين كمبوديا وتايلندا من إجراء اتصالات أوسع وأكثر تفصيلاً".
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار فترة مراقبة مدتها 72 ساعة، وافقت تايلندا بعدها على إعادة 18 جندياً كمبودياً كانوا محتجزين لديها منذ اندلاع القتال في يوليو الماضي، إذ كان إطلاق سراحهم مطلباً رئيسياً من الجانب الكمبودي.
كما أعلنت الصين عن تقديم مساعدات إنسانية طارئة بقيمة 20 مليون يوان (2.8 مليون دولار) لكمبوديا لمساعدة النازحين.
وكتب وانج وينبين، السفير الصيني لدى كمبوديا، على صفحته على "فيسبوك"، أن الدفعة الأولى من المساعدات الصينية، التي تشمل مواداً غذائية وخياماً وبطانيات، وصلت إلى كمبوديا، الأحد.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي هدد بحجب الامتيازات التجارية ما لم توافق تايلندا وكمبوديا على وقف إطلاق النار في يوليو الماضي، ألمح إلى أن القتال بين البلدين "سيتوقف مؤقتاً"، وتفاخر بأن الولايات المتحدة "أصبحت الأمم المتحدة الحقيقية".
وفي منشور على موقعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مار إيه لاجو في فلوريدا، حيث كان يقضي عطلة الشتاء، كتب ترمب أن كلا الجانبين "سيعودان إلى العيش في سلام"، وأشار إلى تعليقاته السابقة بشأن المساعدة في التوسط في وقف إطلاق النار الذي لم يصمد إلى حد كبير.
وكتب ترمب: "أودّ أن أهنئ الزعيمين العظيمين على براعتهما في التوصل إلى هذا القرار السريع والعادل. لقد كان سريعاً وحاسماً، كما ينبغي أن تكون عليه جميع هذه المواقف!".
وتنص اتفاقية وقف إطلاق النار على إنهاء أسابيع من القتال على طول الحدود المتنازع عليها، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 100 شخص وتشريد أكثر من نصف مليون في كلا البلدين.











