أظهرت صور أقمار صناعية، حصلت عليها شبكة "إن بي سي"، الأميركية، تصريف مياه تبريد من مفاعل يونج بيون النووي، في كوريا الشمالية، إلى قناة تقود إلى نهر كور يونج القريب، ما اعتبر تأكيداً لمخاوف أظهرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن استئناف بيونج يانج لنشاطاتها النووية.
وتعني الصور المؤرخة في 25 أغسطس الماضي، أن كوريا الشمالية، تنوي إضافة سلاح نووي لترسانتها العسكرية، وأنها "لا تبذل أي مجهود لإخفاء أنشطتها في مفاعل البلوتونيوم يونج بيون"، بحسب جيفري لويس، مدير برنامج عدم الانتشار النووي في شرق آسيا بمعهد ميدلبري الدولي للدراسات بمونتيري الذي تحدث للشبكة.
وقال لويس: "السبب الوحيد لتشغيل المفاعل هو صنع الأسلحة النووية، وحقيقة أن المفاعل يعمل يعني أنهم ينوون إضافة سلاح نووي لترسانتهم"، مضيفاً أنهم "يطورون أسلحة نووية، ولا يأبهون بكوننا نراهم يفعلون ذلك".
نشاط مقلق
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأحد، إن هناك دلائل وإشارات على تجدد النشاط النووي بمفاعل يونج بيون، ووصفت الوكالة استئناف العمل بالمفاعل بأنه "مقلق للغاية".
ولم ينشط مفاعل يونج بيون، منذ ديسمبر 2018 وحتى بدايات 2021 طبقاً للوكالة، ولكن منذ بداية يوليو العام الجاري، ظهرت علامات تتضمن تصريف مياه تبريد المفاعل، تدل على أن المفاعل عاد للعمل.
وبدأت كوريا الشمالية في استعمال مختبر قريب من المفاعل، لفصل البلوتونيوم من الوقود الذي تم استخدامه في المفاعل، بحسب تقارير للوكالة.
ويأتي نشاط مفاعل يونج بيون، في وقت خطير بحسب لويس، بعد إعلان بيونج يانج أوائل العام الجاري تطوير أسلحة نووية ذات مدى قصير.
وفي قمة 2019 بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون بفيتنام، عرض الأخير تفكيك مفاعل يونج بيون، مقابل رفع الولايات المتحدة العقوبات الدولية المفروضة على بلاده، لكن الولايات المتحدة رفضت العرض لكونه "غير كاف لتبرير رفع القيود عن الاقتصاد الكوري الشمالي."
وقالت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن إنها عرضت إقامة محادثات مع كوريا الشمالية، لكن نظام كيم يونج أون، رفض العرض قائلاً إنه "لن يتفاوض قبل تغيير واشنطن موقفها."
برامج باليستية ونووية
وذكر تقرير سري للأمم المتحدة في أغسطس الماضي، أن كوريا الشمالية واصلت تطوير برامجها للصواريخ النووية والباليستية، خلال النصف الأول من عام 2021، في انتهاك للعقوبات الدولية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" حينها.
وقال التقرير، الذي أعده فريق من المراقبين المستقلين للجنة العقوبات ضد كوريا الشمالية، التابعة لمجلس الأمن الدولي، إن بيونج يانج "واصلت السعي للحصول على مواد وتكنولوجيا لهذه البرامج من الخارج".
وتحدت بيونج يانج سلطة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في مارس الماضي، حين أطلقت صاروخين باليستيين سقطا في البحر، واستعرضت عدداً من الصواريخ الباليستية، التي بدا أن بعضها يمكن إطلاقه من غواصات نووية.
وخلص مراقبو العقوبات المستقلون، إلى أنه "رغم تركيز البلاد على متاعبها الاقتصادية، التي تزداد سوءاً، واصلت كوريا الشمالية صيانة، وتطوير برامج الصواريخ النووية والباليستية".
وكان البلد المنعزل فرض عزلاً عاماً صارماً العام الماضي، لمكافحة جائحة كورونا أثر بقوة على تجارته، ودخول المساعدات مما أضر بالاقتصاد المثقل بالعقوبات الدولية.