كشفت مصادر سودانية رفيعة لـ"الشرق"، الثلاثاء، أن الخرطوم لم تتفق مع إسرائيل على فتح السفارات في عاصمتي البلدين.
وشددت المصادر في تصريحات لـ"الشرق" على أن المباحثات مع إسرائيل تركزت حول الملفات الأمنية والعسكرية فقط.
وكانت مصادر في الحكومة الانتقالية كشفت صباح اليوم في تصريحات لـ"الشرق"، أن وفداً إسرائيلياً ضم وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، ووزير المياه زئيف إلكين، قام بزيارة غير معلنة إلى السودان، الاثنين.
وقالت المصادر إن الوفد الإسرائيلي وصل إلى السودان الاثنين، وعقد جلسة مباحثات مشتركة مع مسؤولين سودانيين، استمرت لساعات وغادر بعدها عائداً إلى إسرائيل.
من جهته، قال كوهين في بيان بعد العودة إلى إسرائيل: "لديّ ثقة بأن هذه الزيارة تضع الأسس للعديد من أوجه التعاون المهمة، التي ستساعد كلاً من إسرائيل والسودان، وستدعم كذلك الاستقرار الأمني في المنطقة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
وأضاف كوهين -أول وزير إسرائيلي يقوم بزيارة إلى السودان- أنه "التقى بقادة السودان"، وأن وفده "بحث مع مستضيفيه مجموعة من القضايا الدبلوماسية والأمنية، وكذلك إمكان التعاون الاقتصادي". وذكر البيان الإسرائيلي أن الجانبين "اتفقا على أن يزور وفد سوداني إسرائيل".
وفي وقت سابق، كانت مصادر سودانية رفيعة كشفت لـ"الشرق" أن المشاورات المشتركة بين السودان وإسرائيل "مستمرة داخل دوائر ضيقة في الحكومة الانتقالية السودانية"، بعدما توقفت فترة من الزمن.
قانون تجريم التعامل مع إسرائيل
وقالت المصادر في حديثها لـ"الشرق" إن هناك قراراً سوف يصدر خلال الفترة المقبلة، بإلغاء قانون يجرم العلاقات مع دولة إسرائيل، وهذا ضمن الاتفاق المبرم مع الجانب الإسرائيلي، خلال التفاوض حول حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأشارت المصادر إلى أن آخر وفد إسرائيلي وصل إلى الخرطوم، قبل حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، التقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الذي ناب عنه في الاجتماعات المشتركة مدير مكتبه علي بخيت، ووزير العدل السوداني نصر الدين عبدالباري، ومسؤولين آخرين، لوضع اللمسات النهائية بشأن حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقال مصدر -فضل عدم ذكر اسمه- عقب ذلك اللقاء، إن الوفد العسكري الإسرائيلي الرفيع عقد اجتماعات مكثفة مع قيادات عسكرية.
وكان مكتب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أعلن في 6 يناير الجاري توقيع إعلان اتفاقيات "أبراهام" للسلام. وشطبت الولايات المتحدة رسمياً السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب في 14 ديسمبر الماضي، مع تطبيع علاقاته مع إسرائيل.
ووافق السودان على هذه الخطوة في أكتوبر، لكنه قال إنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد موافقة برلمان لم يتم تشكيله بعد. لكن واشنطن خصصت في المقابل مئات الملايين من الدولارات على شكل مساعدات للسودان.