أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان، السبت، أن مديرها العام رافائيل جروسي سيلتقي مع مع نائب الرئيس الإيراني، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي في العاصمة الإيرانية طهران، الأحد.
وفي وقت سابق، السبت، قال 3 دبلوماسيين يتابعون أنشطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كثب، لوكالة رويترز، إن رافائيل جروسي سيسافر إلى طهران لإجراء محادثات قد تسهم في تخفيف حدة المواجهة بين إيران والغرب، والحيلولة دون إخفاق محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وتأتي زيارة جروسي قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر هذا الأسبوع في فيينا، والذي سيكون على الدول الـ35 الأعضاء أن تقرر خلاله ما إذا كانت ستمضي قدماً بخطط لتمرير قرار يدين إيران على سلوكها النووي، وفقاً لما نشرته صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الجمعة.
كما تأتي هذه الزيارة بعد أيام من إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقريراً شديد اللهجة يصف "رفض إيران تقديم إجابات مُرضية على تحقيق في أنشطتها النووية السابقة"، وعدم إجابتها عن الأسئلة بشأن معدن اليورانيوم الذي وجد في أماكن "غير معترف بها".
عرقلة عمل الوكالة
وفي تقريرها الذي صدر، الثلاثاء، أوضحت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن إيران "تبتعد أكثر فأكثر عن اتفاق 2015"، الذي تعهدت طهران بموجبه بوقف أنشطتها النووية، مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وقالت إن التطورات الأخيرة شملت "تخصيب إيران 10 كيلوجرامات من اليورانيوم"، ما يجعلها قريبة من مستوى برنامج أسلحة نووية بنسبة 60%.
وشكت الوكالة من أن طهران "تعرقل بشدة" أعمال المراقبة، التي يقوم بها المفتشون الدوليون لمنشآتها النووية، من خلال الحدّ من وصولهم إلى كاميرات المراقبة ثم عدم تسليمهم التسجيلات.
وفي فبراير، علّقت إيران بعض عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ردّاً على رفض الولايات المتحدة رفع العقوبات عنها، كما حدّت من وصول الوكالة إلى معدّات مراقبة مثل الكاميرات؛ ثم توصلت إلى اتفاق مؤقت مع الوكالة التزمت بموجبه بالحفاظ على التسجيلات التي مصدرها هذه المعدات، بهدف تسليمها في نهاية المطاف للوكالة. لكنّ الاتفاق انتهى في 24 يونيو، و"لم تتواصل طهران مع الوكالة على الإطلاق بشأن هذا الأمر لأشهر"، بحسب التقرير.
وتسجل هذه الكاميرات الأنشطة النووية التي تجري داخل المنشآت النووية الإيرانية، كما تقوم بتخزين المعلومات على بطاقات الذاكرة الخاصة بها. وتعد هذه التسجيلات ضرورية لمساعدة الوكالة على فهم ما إذا كانت هذه الأنشطة النووية سلمية، أم أنها جزء من برنامج أسلحة.
وتحتاج هذه الكاميرات لصيانتها كل 3 أشهر كي تستمر في أداء وظيفتها، وكان مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة إلى الوصول إليها بحلول 24 أغسطس، لكن هذا لم يحدث. وثمة الآن تساؤل عما إذا كانت جميع أنظمة المراقبة لا تزال تعمل، بحسب ما قال مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس".
توقف مفاوضات فيينا
وتخوض إيران مع الولايات المتحدة والقوى العالمية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي) محادثات في العاصمة النمساوية فيينا، منذ أبريل الماضي، لإحياء الاتفاق النووي الموقع في عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018، وهي مباحثات متوقفة منذ يونيو، قبيل تولي الرئيس الإيراني الجديد المحافظ إبراهيم رئيسي مهامه في مطلع أغسطس.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ألمح في نهاية أغسطس الماضي، إلى أن بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات قبل شهرين أو ثلاثة.
والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أن مبعوثها إلى إيران، روبرت مالي، سيبدأ الثلاثاء زيارة تستمر حتى الجمعة، وتشمل كلاً من روسيا وفرنسا، بهدف إجراء "مشاورات" حول "البرنامج النووي الإيراني، وضرورة إبرام اتفاق ووضعه بسرعة موضع التنفيذ".
اقرأ أيضاً: