حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الثلاثاء، من أن إيران باتت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك سلاح نووي، داعياً الإدارة الأميركية الجديدة، إلى أن تحذو حذو الرئيس السابق دونالد ترمب الذي اتبع سياسة "الضغط القصوى" لردع المشروع النووي الإيراني. وأكد أن عودة الرئيس جو بايدن إلى الاتفاق مع إيران ستكون عبارة عن "خطأ كبير".
وقال خلال مؤتمر نظمه معهد أبحاث الأمن القومي، في جامعة تل أبيب، إن الجيش الإسرائيلي وضع خططاً لمواجهة التهديدات الإيرانية النووية، مشدداً على ضرورة التدريب على تنفيذ الخطط، لكنه أكد أن الحكومة هي من يقرر ما إذا كان ينبغي استخدامها.
وأكد المسؤول العسكري الإسرائيلي البارز، أن "الجيش الإسرائيلي يمتلك حرية للعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، وأن بلاده تقف في تحالف إقليمي مع دول الخليج ومصر والأردن واليونان ضد إيران.
وندد كوخافي بالصفقة النووية، وتحديداً ما يسمى بـ "بنود الانقضاء"، وأضاف أنه "إذا تم تنفيذ اتفاق عام 2015، فستتمكن إيران من الحصول على سلاح نووي، لأن الاتفاقية لم تتضمن قيوداً لمنع ذلك عند انقضائها، وقد زادت إيران بالفعل كمية اليورانيوم المخصب بما يتجاوز المسموح به، وطورت وصنعت أجهزة طرد مركزي تسمح لها بإنتاج سلاح بمعدل أسرع بكثير، في غضون أشهر ، وربما حتى أسابيع".
سباق تسلح نووي
وحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، خلال المؤتمر الذي بثته وسائل إعلام محلية، من أن "العودة إلى الصفقة النووية ستؤدي، على الأرجح، إلى سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، حيث إن دولاً أخرى في المنطقة، مثل السعودية، "التي تعتبر إيران أيضاً تهديداً كبيراً، قد تسعى للحصول على سلاح نووي من أجل الحفاظ على توازن القوى".
واعتبر المسؤول العسكري الإسرائيلي أنه "لا أحد لديه شك أن إيران بنت القدرات اللازمة لتكون قوة نووية عسكرية، وربما حتى استخدامها عندما تقرر ذلك"، ودعا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى مواصلة سياسة "الضغط القصوى" التي انتهجها ترمب. وقال "إيران اليوم ليست كما كانت عام 2015 عندما تم توقيع الاتفاق. الآن هي تحت ضغوط مالية هائلة، واستياء لدى السكان بسبب تراجع مداخيلهم جراء العقوبات الأميريكية. يجب أن تستمر هذه الضغوط. بغض النظر عما يحدث".
وتابع كوخافي "إن على واشنطن استخدام هذا الضغط للتفاوض على اتفاق أفضل، من شأنه إنهاء برنامج إيران النووي بالكامل. فأي شيء يخفف الضغط عن النظام الإيراني يمنحه الأكسجين، ويسمح لهم بمواصلة انتهاك الاتفاقية الحالية".
تحالف إقليمي ضد طهران
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن "قوة الردع الإسرائيلية زادت في وجه الدول التي تهدد أمنها"، لافتاً إلى أن تلك الدول "لا نية لها لشن هجمات ضدنا، وكل عملياتها تأتي في سياق الرد على نشاطات نقوم بها نحن".
وأشار إلى أنه "في مواجهة المحور الذي يمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، تبلور تحالف إقليمي قوي يبدأ من اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي، حيث تقف دولة إسرائيل داخل هذا التحالف".
واعتبر كوخافي، أن تموضع محور إيران يشهد تباطؤاً داخل سوريا، نتيجة للعمليات المتواصلة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي مع بقية المؤسسات الأمنية، لكنه أوضح "أن هذا التموضع لم ينتهِ، ولا توجد لدى الإيرانيين النية لوقفه، ولذلك نشاطاتنا ستتواصل".
وأضاف "لا تعد إيران مشكلة إسرائيلية فحسب، بل مشكلة دولية، لأنها تغذي الإرهاب في العالم عامة، وفي الشرق الأوسط خاصة".
الصواريخ تغمر لبنان وغزة
وحث أفيف كوخافي سكان لبنان وقطاع غزة الفلسطيني إلى مغادرة أماكنهم، "غادروا أماكنكم فهي مشبعة بالصواريخ والقذائف، هذه المناطق ستغمرها هجمات الجيش الإسرائيلي. من يقرر عدم المغادرة يفعل ذلك على مسؤوليته الخاصة".
وتابع "الجيش الإسرائيلي لا يرصد حالياً أي عزم أو تفكير من أعدائنا في شن حرب أو عملية واسعة النطاق ضد إسرائيل"، مشدداً على أن "الجيش الإسرائيلي يمتلك حرية للعمل في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
وأشار المسؤولي العسكري الإسرائيلي إلى أن "حزب الله يتمركز في المناطق الحضرية وفي قلب المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في لبنان، ولذا فإن الجيش الإسرائيلي يكيّف أنماط القتال مع هذا التغيير، بما في ذلك من خلال الوسائل الاستخباراتية".
كوهين يلتقي بايدن قريباً
وأشار مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن إسرائيل ستشارك في عملية صنع القرار في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
ومن المتوقع، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، أن يسافر رئيس الموساد، يوسي كوهين إلى الولايات المتحدة قريباً للقاء بايدن وعرض مطالب إسرائيل بشأن صفقة إيران المستقبلية، والتي لن تشمل برنامج طهران النووي فحسب، بل أيضاً برنامجها الصاروخي، ودعم الوكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
تقييد تفتيش المنشآت النووية
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت طهران أنها بدأت في تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20%، وهي تتجاوز بكثير نسبة 3.5% المسموح بها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقالت إيران أيضاً إنها بدأت أبحاثاً في معدن اليورانيوم، مهددة بأنها ستتحرك لتقييد عمليات تفتيش المنشآت النووية اعتباراً من أواخر فبراير المقبل.
ويرى منتقدو خطة العمل الشاملة المشتركة، أن هذه الإجراءات تسمح لإيران في نهاية المطاف بتطوير برنامج نووي مقبول، بينما يصرّ مؤيدو الصفقة بأنه كان من الممكن تأجيل البرنامج بشكل أكبر من خلال اتفاقات إضافية.
الجدير بالذكر أن إسرائيل، نفذت ضربات عسكرية سابقة ضد برامج نووية لخصومها في الشرق الأوسط، وتحديداً العراق عام 1981، وسوريا عام 2007، بموجب ما يعرف باسم "عقيدة بيغن"، التي تؤكد أن إسرائيل "لن تسمح لدولة معادية بامتلاك سلاح نووي".
اقرأ أيضاً: