أعلنت إيران استبدال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي، عباس عراقجي، ضمن حركة تغييرات في وزارة الخارجية، وتعيين الدبلوماسي علي باقري محله، وهو ما يفتح باب التساؤلات بشأن مسار المفاوضات النووية بعد تشكيل فريقها الإيراني الجديد.
ووصف تقرير لوكالة بلومبرغ الأميركية باقري بـ"الدبلوماسي المتشدد"، وأشار إلى أنه انتقد الاتفاق النووي الموقع مع واشنطن في 2015، كما اعتبره مقرّباً من دوائر صنع القرار.
وذكر التقرير أن باقري "لا يُعرف الكثير عن قدراته في التحدث باللغات الأجنبية"، ولا يملك "خبرة دولية كافية".
مفاوض نووي
وعمل باقري كمفاوض نووي رفيع المستوى خلال عهد الرئيس المتشدد، محمود أحمدي نجاد، قبل عقد مضى، حين فشلت المفاوضات في إنهاء حالة المواجهة بين إيران والغرب حول برنامجها النووي، ويُعرف عنه أنه مقرّب من الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي.
وباقري (53 عاماً) الذي يعتبر أيضاً مقرّباً من المرشد الإيراني علي خامنئي كان عُيّن في 2019 مساعداً للشؤون الدولية في السلطة القضائية التي كانت برئاسة إبراهيم رئيسي حينذاك.
وانتقد باقري عدة مرات الرئيس السابق حسن روحاني مهندس الاتفاق الدولي لأنه وافق على قيود في البرنامج النووي للبلاد، وسمح "لأجانب" بالوصول إلى مواقع إيرانية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
سلسلة تغييرات
وأصدر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قرارات، الأربعاء، بتعيين علي باقري نائباً لوزير الخارجية للشؤون السياسية، ومحمد فتحعلي مساعداً للشؤون الإدارية والمالية، ومهدي صفري مساعداً للشؤون الدبلوماسية الاقتصادية في وزارة الخارجية، وفق ما ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء.
وبحسب الوكالة، فإن عبد اللهيان أمر بتعيين المساعدين الذين تم استبدالهم، وهم عباس عراقجي وعلي أبو الحسني وسيد رسول مهاجر، مستشارين لوزير الخارجية.
وتأتي القرارات بينما تسعى طهران وواشنطن لاستئناف المفاوضات النووية المتوقفة منذ يونيو الماضي لإحياء الاتفاق النووي.
وذكرت "بلومبرغ" أنه ليس من الواضح ما إذا كان باقري، الشخصية الأبرز في التغيير الوزاري، سيضطلع بدور عراقجي ككبير للمفاوضين النوويين.
لكن القرار يعني أن واحداً من أكثر المبعوثين النوويين الإيرانيين خبرة، والذي خاض أكثر من 6 جولات تفاوضية هذا العام، لم يعد جزءاً من جهود إحياء اتفاق 2015 الذي يُحجّم قدرات إيران النووية ويرفع عنها بالمقابل العقوبات الاقتصادية التي أنهكت اقتصاد البلاد، ومن بينها العقوبات التي خنقت قطاع النفط الإيراني.
وتسعى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترمب.
انتقادات دولية
يأتي تعيين باقري بعد يوم من انتقاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، الاثنين "التشدد الإيراني" في ما يخص الملف النووي، مشيراً إلى أنه لم يتلق أي وعود جديدة في هذا الشأن خلال زيارته الأخيرة إلى طهران.
وقال جروسي خلال استعراضه مخرجات زيارته إلى طهران، أمام اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، الاثنين، إن "الحكومة الإيرانية الجديدة كما القديمة في أيامها الأخيرة، لم ترد أن تمدد الاتفاق السابق معنا، لكن لدينا اتفاقاً تنظيمياً يمكننا من خلاله متابعة نشاطاتنا في إيران، ومعرفة ما إذا كان هناك أي تأثيرات عليها".
وتابع جروسي: "وجود جزيئات يورانيوم متعددة من أصل بشري في 3 مواقع في إيران، لم يتم الإعلان عنها للوكالة، بالإضافة إلى وجود جزيئات معدّلة نظيرياً في أحد هذه المواقع، مؤشر واضح على أن المواد أو المعدات النووية ملوثة بمواد نووية كانت موجودة في هذه المواقع بالأصل".