روسيا.. حذف تطبيق المعارضة في أول أيام الانتخابات وبوتين يصوّت إلكترونياً

ناخبون روس في أحد مراكز الاقتراع بموسكو للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعة- 17 سبتمبر 2021. - REUTERS
ناخبون روس في أحد مراكز الاقتراع بموسكو للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعة- 17 سبتمبر 2021. - REUTERS
دبي-الشرقأ ف ب

مع تواصل عملية الاقتراع في الانتخابات التشريعية الروسية الجمعة، أعلن الكرملين، أن شركتي أبل وجوجل امتثلتا للقانون الروسي بحذف تطبيق المعارضة المخصص للهواتف المحمولة الذي يهدف لتشجيع التصويت ضد مرشحي الحزب الحاكم.

يأتي هذا في وقت قد يلجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التصويت عبر الإنترنت، بعدما قرر الالتزام بالعزل الذاتي.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، إن "هذا التطبيق غير قانوني في بلادنا. تلقت المنصتان (أبل وجوجل) أوامر قضائية" دفعتهما إلى الامتثال "لروح القانون ونصه"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من القمع الذي أدى عملياً إلى استبعاد منتقدي الرئيس فلاديمير بوتين من هذه الانتخابات التي تمتد من الجمعة حتى الأحد.

"تهديد" موظفي أبل 

وأفاد مصدر قريب من الملف، أن شركة أبل حذفت التطبيق الانتخابي المناهض للكرملين على الهاتف النقال، خشية الانتقام من موظفيها بعد تلقيها تهديداً بعمليات توقيف قد تطاولهم في روسيا حيث بدأت الانتخابات التشريعية الجمعة.

وواجه موظفو شركة أبل "تكتيكات مضايقة وتهديدات بالاعتقال"، بحسب المصدر نفسه.

اتهامات بـ"الاستسلام"

في المقابل، قالت قناة فريق نافالني على تليجرام إن "الدولة الروسية بكاملها وحتى شركات التكنولوجيا الكبرى ضدنا، لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم".

واتهم ليونيد فولكوف، وهو مسؤول معارض منفي، على تليجرام، المجموعتين الأميركيتين جوجل وأبل بأنهما "استسلمتا لابتزاز الكرملين".

وفي تغريدة على تويتر، كتب إيفان جدانوف الذي كان مديراً لمنظمة أليكسي نافالني (صندوق مكافحة الفساد) التي تم حلّها، إن "حذف تطبيق نافالني من المنصات عمل مخزٍ يندرج في إطار الرقابة السياسية".

وأضاف: "جوجل وأبل، أنتما ترتكبان خطأ فادحاً".

كذلك نشر بريداً إلكترونياً، أرسلته أبل يشير إلى أن حذف التطبيق كان بسبب طلب من هيئة الرقابة على الاتصالات (روسكومنادزور)، بحجة أن المحتوى غير قانوني في روسيا.

بوتين يصوّت إلكترونياً

من جانبها، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن الرئيس بوتين ربما يصوّت عبر الإنترنت الجمعة، في انتخابات مجلس الدوما، بعد التزامه بالعزل الذاتي على خلفية تعدد الإصابات بفيروس كورونا في دائرة المحيطين به.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين، الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيصوت في انتخابات مجلس الدوما (مجلس النواب) على الإنترنت.

وأضاف: "الرئيس سيدلي بصوته عبر الإنترنت"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس".

ورفض بيسكوف إعطاء إجابة محددة بشأن اليوم الذي سيشارك فيه بوتين في التصويت، مضيفاً: "هذا قراره". وأوضح أنه سيجري إبلاغ وسائل الإعلام بذلك.

ووعد "إذا كان هناك بعض لقطات الفيديو، فسنعرضها لكم، وإذا لم يكن، فسنبلغكم (بشأن التصويت الفعلي)".

شويجو يدلي بصوته

من جانبه، صوّت وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الجمعة، في انتخابات مجلس الدوما بمركز اقتراع افتُتح على أرض اللواء 45 للحرس الروسي المنفصل التابع للقوات الخاصة المحمولة جواً.

وشدد شويغو على أن المشاركة في الانتخابات التشريعية واجب مهم ينطوي على مسؤولية لكل جندي ومواطن في البلاد.

"التصويت الذكي"

ونظراً إلى عدم السماح لأي شخص مناهض للكرملين تقريباً بالترشح للانتخابات التشريعية المقررة في الفترة الممتدة من 17 إلى 19 سبتمبر، أنشأ أنصار نافالني استراتيجية أطلقوا عليها "التصويت الذكي" بهدف دعم المرشح الذي غالباً ما يكون شيوعياً، الأوفر حظاً لمقارعة مرشح الحزب الحاكم "روسيا الموحدة".

وهذا التطبيق يتيح للمستخدمين معرفة المنافس الذي سيصوتون له في دائرتهم الانتخابية. وفي الماضي، لاقى هذا النهج بعض النجاح خصوصاً في موسكو عام 2019.

لكن صباح الجمعة، لم يعد التطبيق ظاهراً في "متجري" جوجل وأبل بروسيا، وفقاً لصحافيين من وكالة "فرانس برس". ولم تستجب الشركتان الأميركيتان العملاقتان على الفور للتعليق.

مراكز تصويت كورونا

وعلى الرغم من أن هذه هي الانتخابات الثالثة للروس منذ اندلاع جائحة كورونا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها المرضى فيما يُعرف باسم "المناطق الحمراء" من ممارسة حقهم في التصويت أيضاً.

وفقاً للجنة الانتخابات المركزية "سي إي سي"، أقيمت 103 مراكز اقتراع مؤقتة في مستشفيات المرضى بفيروس كورونا، بما في ذلك 4 في موسكو.

وفي الأول من سبتمبر الجاري، سمحت المفوضية بإقامة هذه المراكز المؤقتة، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين يعملون في هذه المواقع فقط، يمكنهم تشكيل مجالس الإشراف على الانتخابات في الموقع. 

تشكيك أوروبي

مع ذلك ليس الجميع على يقين من أن الانتخابات ستسير بسلاسة كما هو مخطط لها، إذ استبقت بعض الدوائر الغربية الانتخابات بمحاولة التشكيك في نزاهتها.

وقال البرلمان الأوروبي قبل يوم واحد فقط من انطلاق الانتخابات، إنه ليس مستعداً لقبول نتيجة التصويت.

واقترحت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، أن يستعد الاتحاد الأوروبي لعدم الاعتراف بنتائج انتخابات مجلس الدوما، إذا ما اعتبرت بروكسل أنها عُقدت على نحو ينتهك اللوائح الدولية.

ورداً على ذلك، قال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما، دميتري نوفيكوف، إنه كان من الغريب سماع رد الفعل هذا قبل بدء الانتخابات. وقالت صحيفة "إزفستيا" هذا البيان يبدو بلا شك و"كأنه استفزاز".

إقصاء المعارضة

ودُعي قرابة 108 ملايين روسي للإدلاء بأصواتهم لانتخاب 450 نائباً بمجلس الدوما، نصفهم عبر نظام القائمة النسبية والنصف الآخر عبر الغالبية.

وصباح الجمعة في مركز اقتراع أقيم في مدرسة بموسكو، كان عدد الأشخاص الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم ما زال قليلاً.

وأقصي القسم الأكبر من المعارضة المناهضة لبوتين عن الاقتراع، في ذروة أشهر من القمع بدأ مع اعتقال أبرز معارضي الكرملين أليكسي نافالني أثناء عودته الى روسيا في يناير بعد تعرضه لتسميم يتهم به الكرملين.

تراجع شعبية

وحزب "روسيا الموحدة" الحاكم الذي تتراجع شعبيته على خلفية فضائح فساد، وتراجع المستوى المعيشي في البلاد، يحظى بنسبة تأييد لا تتجاوز 30% في البلاد بحسب استطلاعات الرأي.

لكن الحزب سيفرض نفسه في الانتخابات بسبب عدم وجود منافسة فعلية، إذ إن الأحزاب الأخرى الممثلة في الدوما، من شيوعيين وقوميين ووسطيين، تعتمد نهجاً قريباً من الكرملين بشأن القضايا الأساسية.

اقرأ أيضاً: