بكين: لا نعتزم "منافسة" الدول الكبرى في آسيا

وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال مؤتمر صحافي في برلين- 13 فبراير 2020 - REUTERS
وزير الخارجية الصيني وانج يي خلال مؤتمر صحافي في برلين- 13 فبراير 2020 - REUTERS
دبي - الشرق

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، الجمعة، إن بلاده تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع دول الجوار، ولا تعتزم "وضع نفسها في مواجهة أي من الدول الكبرى، في آسيا"، مؤكداً أن دول المنطقة أوضحت أيضاً عدم انحيازها لأي طرف. 

وأضاف وانج في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، أن الولايات المتحدة بصفتها أكبر دولة متقدمة في العالم، والصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، شريكان مهمان في التعاون لمصلحة دول المنطقة.

ورفض وانج تفسير تعزيز الصين لعلاقاتها مع الدول المجاورة على أنه منافسة مع الدول الكبرى الأخرى، وقال إن هذا التفكير نابع من منظور الحرب الباردة، مضيفاً أن الصين ودول الجوار أصبحوا شركاء استراتيجيين على نحو متزايد، ومجتمعات ذات مستقبل مشترك.

ولفت وزير الخارجية إلى أن جولته الأخيرة في فيتنام، وكمبوديا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، عززت التعاون المثمر المتبادل بين جميع الأطراف، وحققت توافقاً كبيراً في الآراء بشأن التعاون لمكافحة جائحة كورونا "كوفيد-19"، والانتعاش الاقتصادي، والعمل متعدد الأطراف.

وأكد وانج أن فيتنام، وكمبوديا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية، تُعد دول مجاورة صديقة وشركاء هامين للصين، يجمعها تعاون عملي عميق، ومصالح مشتركة واسعة النطاق، ومواقف متشابهة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وأشار إلى أن الصين اتفقت مع الدول الأربع على احترام مسارات التنمية لكل دولة، والتفاهم في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وشدد وزير الخارجية الصيني على التزام بلاده بدعم سياسة الصداقة بين الدول الأربع، مشيراً إلى تأكيدها على وضع علاقاتها الثنائية مع الصين على رأس أولوياتها. 

وقال وانج إن الجانب الفيتنامي أكد أن لا أحد يستطيع زعزعة أو تغيير الوحدة والتعاون بين فيتنام والصين، وأن كمبوديا شددت على تسريع بناء مجتمع كمبودي-صيني ذي مصير مشترك.

حقبة جديدة

وأعربت سنغافورة عن رغبتها في إيجاد "حقبة جديدة" من العلاقات الثنائية مع الصين، بينما أكدت كوريا الجنوبية عزمها تعميق الشراكات التعاونية الاستراتيجية مع الصين، حسبما أفادت "شينخوا".

وذكرت "شينخوا" أن الصين والأربع دول اتفقت على أن الأمر الأكثر إلحاحاً هو الاتحاد ومكافحة جائحة "كوفيد-19"؛ لاحتواء الفيروس والقضاء عليه، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي على نحو مضطرد.

علاوةً على ذلك، اتفقت الصين مع الدول الأربع على دعم العمل متعدد الأطراف وحماية النظام الدولي مع الأمم المتحدة. وأعربت جميع الدول عن استعدادها للتركيز على التنمية الإقليمية لتحقيق التنمية المشتركة، ومقاومة العمل أحادي الطرف وسياسات القوة.

وقال وانج: "الدول الأربع لا تمثل امتداداً للانتشار الوطني للصين وحسب، لكنها تمثل أيضاً الخط الأمامي للصين"، مضيفاً أن جميع الأطراف اتفقوا خلال المحادثات على بناء نموذج متبادل المنفعة، والمشاركة في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية.

توافق بشأن مكافحة كورونا

وبشأن تعاون الصين مع فيتنام، وكمبوديا، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية في مكافحة فيروس كورونا، قال وانج إن الصين حافظت على الاتصالات الاستراتيجية مع الدول الأربع لتحديد الاتجاه في المعركة المشتركة للقضاء على الفيروس.

وأوضح وزير الخارجية الصيني أن الدول الخمس ساعدت بعضها البعض في مكافحة فيروس كورونا، وأن التعاون بينها حقق نتائج مثمرة، وتعهد بمواصلة تقديم لقاحات "كوفيد-19" للدول الأربع في حدود قدراتها، بالتعاون مع رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".

وفي ما يتعلق بمستقبل العلاقات بين الصين ورابطة "آسيان"، قال وانج إن هذا العام يوافق الذكرى الـ30 للعلاقات القائمة على الحوار بين الجانبين، وأن التعاون الثنائي شكّل نموذجاً للتعاون الإقليمي، وأصبح ركيزة هامة للسلام والاستقرار في المنطقة، وحقق فوائد كبيرة لملياري شخص في 11 دولة.

تعزيز علاقات

وأكد وانج أن الهدف الرئيسي لجولته تمثل في تعزيز العلاقات بين الصين و"آسيان" لمرحلة جديدة، لافتاً إلى أن الطرفين يجب أن يعملا معاً لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون في مكافحة فيروس كورونا.

وأوضح أن الصين و"آسيان" اتفقتا على التعاون في أربع مجالات هي تنظيم فعاليات للاحتفال بمرور 30 عاماً على العلاقات، والتعزيز المشترك للاقتصاد الإقليمي، وحماية السلام الإقليمي في بحر الصين الجنوبي، وحماية العدل والعدالة الدولية.

وفي ما يتعلق بقضية شبه الجزيرة الكورية، قال وانج إنه ثمة توافق تم التوصل إليه بين الصين وكوريا الجنوبية، وأن الدولتين اتفقتا على ضرورة بذل المزيد من الجهود للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة، ومواصلة حل المشاكل عن طريق الحوار، والاستمرار في تحسين العلاقات بين الجنوب والشمال في شبه الجزيرة.

اقرأ أيضاً: