قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، الاثنين، إن الرئيس الأميركي جو بايدن، سيستخدم خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء، لإيصال رسالة مفادها أن إنهاء الحرب في أفغانستان، سيفتح صفحة جديدة من "الدبلوماسية المكثفة".
ويتجه بايدن إلى نيويورك في أسبوع تهيمن عليه قضايا السياسة الخارجية، وسط تساؤلات عن إدارته للانسحاب الأميركي من أفغانستان، واتفاق صفقة غواصات مع أستراليا أثار غضب فرنسا.
وقال المسؤول الأميركي في تصريحات للصحافيين عبر الهاتف: "أعتقد أن الوضع إيجابي على الرغم من اختلاف وجهات النظر حول أفغانستان، والقضايا التي تواجهنا حالياً مع فرنسا"، لافتاً إلى أن أنشطة بايدن هذا الأسبوع "ستظهر عمق وثراء الطريقة التي يتعامل بها مع الحلفاء والشركاء".
ووفقاً لشبكة "إن بي آر" الأميركية، فإن بايدن سيسعى خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتأمين التزامات جادة من العالم حول اثنين من الأولويات الرئيسة بالنسبة له، وهما: محاربة وباء كوفيد-19، ومواجهة التغير المناخي.
وقال المسؤول الأميركي إن البيت الأبيض يعتقد أن هاذين التحديين "يتطلبان من البلدان العمل سوياً، وإشراك القطاع الخاص، والمنظمات غير الحكوميات، والمنظمات الدولية".
الصين والحرب الباردة
كما توقعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن يتطرق بايدن خلال خطابه، إلى الفكرة التي يتحدث عنها دائماً، وهي أن العالم يواجه الاختيار بين الاستبداد الذي تمثله الصين، والقيم الديمقراطية التي يتبناها الغرب، على حد وصف الصحيفة.
وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أنه رغم أن بايدن سيتحدث عن المنافسة المحمومة مع القوى العظمى، إلا أنه سيؤكد في الوقت نفسه على أنه لا يريد حرباً باردة مع الصين.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي تحدث بشرط السرية، قوله إن بايدن سيؤكد في خطابه الثلاثاء أنه "لا يؤمن بفكرة حرب باردة جديدة، تفضي إلى تقسيم لتكتلات"، كما سيؤكد أنه "يؤمن بالمنافسة القوية والمكثفة والمحكومة بالمبادئ، التي لا تتحول إلى صراع".
بايدن والأمم المتحدة
ومع أنه الخطاب الأول لبايدن كرئيس، إلا أنه ليس غريباً على اجتماعات المنظمة الدولية، فقد كان العضو الديمقراطي الأبرز في لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية، خلال التسعينيات عندما أوقفت الولايات المتحدة مساهماتها للأمم المتحدة، قبل أن يتمكن بايدن من التوسط في عقد اتفاق تمويل مع نظيره الجمهوري في اللجنة جيسي هيلمز، مقابل إجراء المنظمة لإصلاحات.
واعتاد بايدن، حين كان نائباً للرئيس باراك أوباما، على إجراء جولات مع قادة العالم خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أنه رأس بنفسه قمة الأمم المتحدة لحفظ السلام في 2014.
شكوك أممية
وقال مدير مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد جوان، إن الرئيس بايدن "يعرف ربما عن الأمم المتحدة أكثر من أي رئيس أميركي آخر خلال السنوات الأخيرة، باستثناء الرئيس السابق جورج بوش الأب الذي عمل سفيراً لدى الأمم المتحدة".
وأشار ريتشارد، بحسب "بي إن آر"، إلى أنه عقب الموقف المعادي الصريح للرئيس السابق دونالد ترمب تجاه الأمم المتحدة، فإن "الكثير من قادة العالم سيشعرون بالارتياح لسماع رئيس أميركي تقليدي"، على حد تعبيره، لافتاً إلى أن "على بايدن أن يفعل أكثر من مجرد مخالفة ترمب".
وقال الدبلوماسي الأميركي المخضرم جيمس دوبنز، إنه رغم أن بايدن "عرف بتوجهاته الأممية، إلا أنه يواجه أسئلة حول أسلوبه في العمل مع الحلفاء بعد الخروج الفوضوي من كابول، حيث قدَّم بايدن قراره بسحب القوات من أفغانستان باعتباره يخدم المصلحة الوطنية للولايات المتحدة، وتمسك به على الرغم من تحفظات بعض الحلفاء".
ولفت الدبلوماسي، الذي عمل مع عدة إدارات أميركية، إلى أن "الأمم المتحدة باتت تتحمل أعباء إضافية نتيجة انسحاب الولايات المتحدة"، وذلك بحسب ما نقلته "بي إن آر".
أسبوع حافل
ويجتمع بايدن مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ويلقي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته رئيساً للولايات المتحدة، الثلاثاء، على أن يجتمع بعده مع رئيس وزراء أستراليا سكوت موريسون.
ويعود بايدن بعد ذلك، بحسب وكالة "رويترز"، إلى واشنطن حيث يعقد اجتماعاً مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون.
وقال المسؤول الأميركي للصحافيين، إن بايدن يريد التحدث هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة الغضب الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي، بسبب الصفقة التي أبرمتها الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، والتي ستقدم واشنطن بمقتضاها تكنولوجيا متقدمة إلى أستراليا لغواصات تعمل بالطاقة النووية.
وتهدف الصفقة إلى مساعدة أستراليا في التصدي لنفوذ الصين المتنامي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لكنها قوضت اتفاقاً مع فرنسا لتزويد أستراليا باثنتي عشرة غواصة تعمل بالديزل. وقالت فرنسا إن الصفقة طعنة لها في الظهر.
وقال المسؤول إن بايدن يتفهم الموقف الفرنسي، لكنه لا يتفق معه. ويقول المسؤولون الأميركيون إن أستراليا طلبت التكنولوجيا الأميركية.
اقرأ أيضاً: