بايدن: ملتزمون بمنع إيران من تطوير أسلحة نووية

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. 21 سبتمبر 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. 21 سبتمبر 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده تبقى ملتزمة بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى مزيد من السلام والأمن للشرق الأوسط بأكمله.

وأوضح أن بلاده "تعمل" مع الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا، على التوصل "دبلوماسياً وبأمان كامل، إلى عودة إيران إلى الاتفاق النووي"، في وقت ذكرت إيران أن محادثاتها مع القوى العالمية بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015، ستستأنف خلال بضعة أسابيع.

حل الدولتين

وأكد الرئيس الأميركي، أن دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة، هي "الحل الأفضل" لضمان مستقبل إسرائيل. 

وقال في خطابه، إن "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا جدال فيه". وأضاف: "لكن ما زلت أعتقد أن حل الدولتين هو أفضل طريق لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية تعيش في سلام إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة وقابلة للحياة".

وتابع: "ما زلنا بعيدين جداً عن ذلك الهدف في الوقت الحالي، لكن يجب ألا نسمح لأنفسنا بالتخلي عن إمكانية إحراز تقدم".

"لا نسعى لحرب باردة"

وأكد بايدن أن بلاده لا تسعى إلى حرب باردة جديدة أو عالم منقسم إلى كتل، مشدداً على ضرورة استعادة قواعد النظام العالمي.

وقال بايدن، إن بلاده ستسعى إلى تعزيز القواعد التي كانت أساسية لعقود من أجل تنمية كل الدول حول العالم، والحفاظ على النظام العالمي، من قبيل الالتزامات بحرية الملاحة وبالقانون الدولي.

وتابع: "سنسعى لوضع قواعد جديدة للتجارة العالمية لضمان المساواة كي لا تستفيد دولة على حساب دولة أخرى، وضمان منافسة كل الدول بشكل منصف"، مشدداً على أن "هذه القواعد يجب أن تحمي حقوق العمال، والملكية الفكرية والبيئة أيضاً".

وأشار الرئيس الأميركي إلى ضرورة إدارة العلاقات بين الدول "بشكل حذر، لكي لا ننتقل من المنافسة المسؤولة إلى النزاعات".

وتابع أن "الولايات المتحدة ستتنافس بقوة، وستقود من خلال القيم، وسندافع عن الأصدقاء والحلفاء، وسنقف ضد محاولات الدول القوية للهيمنة على الدول الضعيفة، لكننا لن نسعى إلى حرب جديدة أو عالم منقسم إلى كتل".

وأكد أن بلاده "مستعدة للعمل مع كل دولة ترغب في حل سلمي للتحديات المشتركة، حتى ولو كانت الانقسامات بيننا كبيرة".

التهديدات السيبرانية

واعتبر الرئيس الأميركي أن العالم أصبح يواجه عهداً جديداً من التكنولوجيات الجديدة "التي تستطيع أن تنهي الوجود البشري".

وقال: "علينا أن نحدد ما إذا كان يجب استخدام هذه التكنولوجيات كقوة من أجل تمكين الشعوب، أم لتعميق الانقسامات".

وفيما تستمر التكنولوجيات الجديدة في النشوء، أكد بايدن أنه سيعمل "مع شركائنا" لضمان استخدام التقنيات الجديدة من قبيل شكبات (5G) والذكاء الاصطناعي، لـ"النهوض بالشعوب وبالحريات، بدلاً من القمع واستهداف الأقليات".

وأوضح أن الولايات المتحدة تنوي الاستثمار في البحوث العلمية والابتكار، وستعمل مع شركائها لتطوير التكنولوجيات الجديدة لمعالجة تحديات الجزء الثاني من القرن الحادي والعشرين.

وقال بايدن: "نقوم بتعزيز البنيات التحتية ضد الهجمات السيبرانية، ونفكك الشبكات التي تنفذ الهجمات الإلكترونية مقابل الفدية. كما سنعزز القواعد لكافة الدول". 

وشدد الرئيس الأميركي على أنه "يحق للولايات المتحدة الرد على أي هجوم سيبراني يستهدف مصالحها أو حلفاءها".

صحفة جديدة

وأكد بايدن أن العقد الحالي سيكون "حاسماً في تحديد مستقبل العالم"، مشيراً إلى أن "هناك أزمات وفرصاً أمامنا. فلنعمل معاً من أجل التغلب عليها".

وقال إن رؤية الولايات المتحدة إلى التحديات التي يواجهها العالم وسبل التعامل معها "مبنية على التحالفات"، مضيفاً: "بدلاً من إكمال حروب الماضي، نحن نسخر كل الموارد نحو مستقبل مشترك".

ودعا بايدن إلى فتح "صفحة جديدة من الدبلوماسية". وقال: "فيما تركز الولايات المتحدة على أولوياتها وعلى مناطق العالم التي ستؤثر على حاضرنا ومستقبلنا، سنعمل ذلك مع الشركاء والحلفاء".

وأوضح أن "نجاحنا مرتبط بنجاح الآخرين. وعلينا أن نتواصل مع دول العالم"، مشيراً إلى أن إدارته أعطت خلال الأشهر الثمانية الأخيرة الأولوية "لإعادة بناء التحالفات والشراكات".

وقال: "نحن ملتزمون تجاه حلف الناتو ونعمل مع حلفائنا على منظور استراتيجي جديد. كما قمنا بتجديد التزامنا مع الاتحاد الأوروبي، الشريك الأساسي في مواجه عدد من القضايا الأساسية التي تواجه عالمنا اليوم".

وأكد أن الولايات المتحدة "ستستمر بحماية نفسها وحلفائها ضد التهديدات الإرهابية، وسنستخدم القوة عند الضرورة لحماية مصالحنا الوطنية الأساسية".

لكن في الوقت ذاته، أكد بايدن أن "القوة النووية يجب أن تكون آخر ملاذ وليس الخيار الأول، يجب ألا تستخدم كحل لكل مشكلة نواجهها حول العالم".

"خطر الإرهاب"

وأكد بايدن أن بلاده ستواجه "خطر الإرهاب" سواء كان خارجياً أو داخلياً. وأضاف أن "العالم اليوم ليس عالم 2001، والولايات المتحدة ليست البلاد ذاتها التي استهدفها هجوم إرهابي (في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر). نحن الآن قادرون على الاستجابة للتهديدات الإرهابية بشكل أفضل".

وتابع: "سنعالج التهديدات الإرهابية اليوم وفي المستقبل، من خلال كافة الأدوات المتاحة لنا، بما في ذلك بالتعاون مع البلدان المحلية، كي لا نضطر إلى النشر العسكري الواسع".

لكن الرئيس الأميركي أكد أن بلاده لن تنخرط في مهام عسكرية خارجية، سوى "الواضحة والقابلة للتحقيق".

كوفيد والمناخ

واعتبر الرئيس الأميركي أن الشواغل الأساسية التي تواجه العالم اليوم "لن تعالج بقوة السلاح"، قائلاً إن "القنابل والصواريخ لن تحمينا ضد كورونا أو أمراض مستقبلية".

وأشار بايدن إلى الحاجة لتطوير "آلية دولية" قادرة على التصدي للتهديدات الصحية العالمية، وتحديد الأوبئة الناشئة".

واعتبر بايدن أن "أزمة المناخ عابرة للحدود. ولكي نتمكن من الحد من الاحتباس الحراري، على كل دولة أن تكون طموحة حينما نلتقي في مؤتمر الأطراف (كوب 26) في جلاسكو الشهر القادم بخصوص الالتزامات بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة".

وقال: "في أبريل، أعلنت أن الولايات المتحدة ستلتزم بتحقيق أهداف طموحة في إطار اتفاقية باريس للمناخ، للحد من الانبعاثات. في الوقت ذاته، نعمل على التحوّل إلى الاقتصاد الأخضر النظيف مع انبعاثات صفرية في 2030". 

وتابع: "كما أعلنت في أبريل، بأننا سنضاعف المساعدات للدول النامية لدعمها في مواجهة آثار التغيرات المناخية، وسنعمل مع الكونجرس من أجل مضاعفة هذه المساعدات من جديد".

وأشار بايدن إلى أن هذه المساعدات قد تمكن من حشد 100 مليار دولار اللازمة، لتمويل مواجهة التغيرات المناخية في الدول النامية هذا العام.

اقرأ أيضاً: