قال السفير السعودي لدى القاهرة أسامة نقلي، إن المملكة حريصة على أمن واستقرار ليبيا، وتساند المسارات التي تحفظ للدولة سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، مشيراً إلى أن المملكة دعمت الجهود السلمية لبلوغ هذه الأهداف في ليبيا، بما فيها إعلان القاهرة، ومخرجات مؤتمر برلين، وقرارات هيئة الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأضاف في حوار مع موقع "بوابة الأهرام" المصرية، الخميس، أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية في فبراير الماضي، حظي بترحيب حكومة المملكة باعتباره "خطوةً نحو الأهداف المأمولة للوصول إلى الاستقرار السياسي، والمضيّ قدماً نحو التنمية ومنع التدخل الخارجي الذي يعرّض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر".
ورداً على سؤال بشأن القضية الفلسطينية، والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، واتفاقات التطبيع التي وقعت أخيراً بين بعض دول الخليج وإسرائيل، قال السفير إن مواقف المملكة وقياداتها تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، "ثابتة عبر الأزمنة وجلية، وتقوم على مبدأ أن القضية الفلسطينية أساسية وجوهرية في السياسة الخارجية للمملكة، وستظل كذلك حتى يستعيد الشعب الفلسطيني حقوقه وأرضه".
وتابع: "أما عن اتفاقات التطبيع، فإن حكومة المملكة تنظر لهذه الاتفاقات كشأن سيادي داخلي، وتأمل المملكة أن يكون لهذه الاتفاقات أثر إيجابي على مسار السلام، وأن تكون دافعاً لإسرائيل للانخراط في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين للوصول إلى حل نهائي لهذه القضية، وتسوية عادلة تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وأشار نقلي إلى أن المملكة "كانت أول بلد عربي يضع التطبيع مع إسرائيل على الطاولة، ليس فقط عند طرح المبادرة العربية للسلام عام 2002، ولكن منذ عام 1982 بمبادرة من الأمير (الملك) الراحل فهد بن عبد العزيز، عندما كان ولياً للعهد في القمة العربية التي عُقدت بمدينة فاس المغربية"، لافتاً إلى أن الرياض لا تزال لديها نفس الرؤية.
وفي ما يتعلق بقضية سد النهضة، أشار السفير إلى أن الموقف المصري والسوداني يستند إلى الحفاظ على الحقوق المائية لدول حوض النيل الثلاث، وبما لا يضر بمصلحة أيٍّ منها وفقاً للاتفاقيات الدولية، مؤكداً أن المملكة تدعم هذا الموقف، وتتطلع للوصول إلى اتفاق عادل بين كافة الأطراف.
وبشأن الصحراء، قال السفير إن المملكة "حريصة على إيجاد حل سياسي وواقعي" لقضية الصحراء على أساس التوافق بين الأطراف المعنية، مشدداً على دعم المملكة لـ"الجهود المبذولة من قبل المغرب للوصول إلى حل لهذا النزاع الإقليمي، وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وفي ما يتعلق بالعلاقات السعودية المصرية، أكد السفير أنها "في أفضل حالاتها"، واللقاء الودي الأخير بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، "يعكس طبيعة هذه العلاقة ورسوخها، ومستوى التنسيق القائم بين البلدين على أعلى المستويات".