بيونج يانج: الدعوة لإعلان انتهاء الحرب الكورية سابقة لأوانها

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحيي عسكريين في ذكرى تأسيس بلاده - 9 سبتمبر 2021 - REUTERS
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحيي عسكريين في ذكرى تأسيس بلاده - 9 سبتمبر 2021 - REUTERS
سول-رويترز

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الجمعة، عن نائب وزير الخارجية، ري تاي سونج، أن دعوة كوريا الجنوبية إلى إنهاء رسمي للحرب الكورية سابقة لأوانها ولن تفضي إلى تغييرات جوهرية، إذ لا توجد ضمانات بأن ذلك سيؤدي إلى وضع حد "للسياسة الأميركية العدائية" تجاه بيونج يانج.

وكان رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن كرر دعوته إلى إنهاء رسمي للحرب الكورية في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، واقترح أن تعلن الكوريتان ذلك إما مع الولايات المتحدة أو الولايات المتحدة والصين.

ولا تزال الكوريتان من الناحية الفنية في حالة حرب، بعد انتهاء صراعهما بين عامي 1950 و1953، بوقف إطلاق النار بدلاً من معاهدة سلام.

وقال ري للوكالة: "لن يتغير شيء طالما ظلت الظروف السياسية المحيطة بجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بلا تغيير، ولم يكن هناك تحوّل في السياسة العدائية الأميركية".

وأضاف: "تراجع الولايات المتحدة عن سياستها المزدوجة المعايير والعدائية هو الأولوية القصوى لاستقرار الوضع في شبه الجزيرة الكورية وضمان السلام فيها".

وقال رئيس كوريا الجنوبية، الجمعة، إنه واثق من أن بيونج يانج ستدرك أن من مصلحتها أن تكون طرفاً في الحوار مع واشنطن، ولكنه غير متأكد من أن تلك اللحظة ستأتي خلال ولايته التي تنتهي في عام 2022. 

وكان مون يتحدث إلى الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية لكوريا الجنوبية، خلال عودته إلى سيول، قادماً من الولايات المتحدة بعد إلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال: "يبدو أن كوريا الشمالية لا تزال تدرس الخيارات مع إبقاء الباب مفتوحاً للمحادثات، إذ إنها تكتفي بإثارة التوترات على مستوى منخفض، وهذا يكفي الولايات المتحدة لعدم قطع كل الاتصالات".

 وفي خطابه الثلاثاء الماضي، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، طالب مون باستئناف المحادثات المجمّدة منذ 2019 بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، بشأن برامج بيونج يانج للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.

والنداء الذي أطلقه رئيس كوريا الجنوبية يأتي بعد أسبوع من إجراء بيونج يانج تجربة على صاروخ باليستي ردّت عليها سيول بمثلها على الفور. 

وأعرب عن أمله في أن تتجسّد في شبه الجزيرة الكورية "قوة الحوار والتعاون القادر على صنع السلام" في هذه المنطقة. 

انتقادت لواشنطن

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ألقى، الثلاثاء، كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال فيها إن الولايات المتحدة تريد "دبلوماسية مستدامة" لحل الأزمة المتعلقة ببرامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية.

ورفضت كوريا الشمالية مبادرات أميركية للدخول في حوار، وقالت إنه يجب إلغاء السياسة العدائية والمعايير المزدوجة قبل مناقشة إنهاء الحرب الكورية.

ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الجمعة، عن مسؤول في بيونج يانج، ضرورة إلغاء السياسة العدائية والمعايير المزدوجة قبل مناقشة إنهاء الحرب الكورية، مؤكدة أن لديها الرغبة في تحسين العلاقات بين الكوريتين.

والأسبوع الماضي، حذرت كوريا الشمالية من أن الولايات المتحدة "تجازف ببدء سباق تسلح نووي خطير"، بعدما أعلنت عن تزويد أستراليا بتكنولوجيا غواصات تعمل بالطاقة النووية، وانتقدت ما وصفته بـ"ازدواجية المعايير" من جانب واشنطن، وتعهدت باتخاذ إجراءات مضادة.

وقالت وزارة خارجية بيونج يانج، في تعليق نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية، إن "تلك الأفعال ضارة وخطيرة، وستخل بالتوازن الاستراتيجي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتشعل سباقاً للتسلح النووي".

وانتقدت كوريا الشمالية ما وصفته بـ"نهج واشنطن المزدوج في التعامل"، مشيرة إلى تصريحات أدلت بها المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بأن الولايات المتحدة لا تسعى لصراع مع الصين، ولكن القرار يهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي.

وقالت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية إن تلك التصريحات "تصل إلى حد موقف بأنه يمكن لأي دولة نشر التكنولوجيا النووية إذا كان ذلك في صالحها، وهذا يُظهر أن الولايات المتحدة هي الجاني الرئيسي على النظام الدولي للحد من الانتشار النووي".

وأضافت "ننظر بعمق في خلفية القرار الأميركي وبالتأكيد سنتخذ بالمثل إجراءات مضادة في حال وجود أي تأثير سلبي، ولو ضئيل، على أمن بلدنا".

والاثنين الماضي، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافائيل جروسي، إن البرنامج النووي لبيونج يانج يمضي "بكامل قوته".

وأضاف "في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يتقدم البرنامج النووي بكامل طاقته، ويتضمن العمل على فصل البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم وأنشطة أخرى".

وكان جروسي أصدر تقريراً الشهر الماضي قال فيه إن بيونج يانج أعادت تشغيل مفاعل نووي، يُعتقد على نطاق واسع أنه أنتج البلوتونيوم للأسلحة النووية.