شهد مجلس نواب الشعب التونسي المعطل، الجمعة، تعزيزات أمنية مكثفة، مع استعداد 90 نائباً لاستئناف أعمالهم، في خطوة تعكس توترات أثارتها جملة من التدابير الاستثنائية التي أقرها الرئيس قيس سعيد، من بينها تعليق أعمال المجلس ورفع الحصانة عن النواب.
وكان النواب الـ90 وقعوا قبل أيام على بيان لاستئناف أعمال البرلمان بدءاً من أول أكتوبر، وذلك بعد أن قرر سعيّد، تمديد تعليق عمله (البرلمان) وفرض إجراءات استثنائية جديدة تسمح له بالاضطلاع بالسلطات التشريعية والتنفيذية، في خطوة وصفها معارضوه بأنها "إلغاء للدستور".
وذكرت إذاعة "موزاييك" المحلية التونسية، أن الموقعين على البيان ومن بينهم النواب المستقلّون: الصافي سعيد وعياض اللومي والصحبي سمارة، إضافة إلى نواب عن كتلة حركة النهضة وقلب تونس والكتلة الوطنية، عبروا من خلاله عن رفضهم للأمر الرئاسي الصادر في 25 يوليو الماضي، بتجميد عمل مجلس النواب ودعوا لانعقاد البرلمان بدءاً من الجمعة.
وأشارت "موزاييك" إلى أن 20 نائباً إضافيين يستعدون للتوقيع على البيان المذكور، بعدما أعلنوا بدورهم عن رفضهم للإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس التونسي في يوليو وسبتمبر واعتبروها "انقلاباً صريحاً وكامل الأركان ضد الشرعية الدستورية وضد المسار الديمقراطي".
وأثارت قرارات سعيّد ردود فعل متباينة في تونس، إذ نظم عدد من التونسيين، وقفتين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، إحداهما مؤيدة، فيما طالبت الثانية بـ"تنحي الرئيس من المنصب"، احتجاجاً على قراراته الأخيرة.
وطالب عدد من المحتجين الرئيس بضرورة "احترام الدستور وعدم المساس به"، ورفعوا شعارات مناهضة له وطالبوا برحيله، رافعين شعارات: "ارحل" و"دستور حرية كرامة وطنية" و"الشعب يريد ماذا تريد؟".
وتتألف التدابير الاستثنائية من 23 فصلاً، نصت في بدايتها على مواصلة "تعليق جميع اختصاصات مجلس نواب الشعب"، و"رفع الحصانة البرلمانية عن جميع أعضائه"، و"وضع حد لكافة المنح والامتيازات المسندة لرئيس مجلس نواب الشعب وأعضائه".
والأربعاء، كلف الرئيس التونسي السيدة نجلاء بودن بتشكيل حكومة عملاً بأحكام الأمر الرئاسي المتعلق بالتدابير الاستثنائية التي علّق بموجبها عمل البرلمان والحكومة، بحسب ما ذكرت الصفحة الرسمية للرئاسة التونسية على "فيسبوك".
وقال الرئيس سعيد في خطاب، إن "تكليف امرأة برئاسة الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد شرف لتونس وتكريم للمرأة التونسية".
وأضاف: "سنعمل معاً في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة للقضاء على الفساد والفوضى التي عمت الدولة في العديد من المؤسسات"، مشيراً إلى أن هناك من يعملون على "إسقاط الدولة".
وتابع: "نتحمل اليوم مسؤولية تاريخية"، مطالباً باقتراح أعضاء الحكومة في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، والعمل "بسرعة"، بعد "إضاعة الكثير من الوقت"، على حد قوله.
اقرأ أيضاً: