قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الثلاثاء، إن الوفد الإيراني المفاوض سيعود إلى فيينا لاستكمال المفاوضات الخاصة باحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، وذلك بعد "انتهاء عملية المراجعة الداخلية".
وأشار زادة في مقابلة قناة "فرانس 24" الفرنسية، إلى أن بلاده ستعود إلى محادثات فيينا عندما تنتهي عملية المراجعة الداخلية.
وأشار إلى "أنه لا يوجد شرط مسبق، فهدفنا الوحيد هو التأكد من أن المحادثات تؤتي ثمارها، بما في ذلك التأكيدات الكافية بأن أميركا ستلتزم هذه المرة بالاتفاق النووي".
وأوضح زاده أن "مناقشة نتائج المباحثات السابقة بدأت مع بدء مهام الحكومة الجديدة في إيران"، مضيفاً أن "الدراسة تجري في إطار مرحلتين، الأولى أنجزت، وعليه فقد أعلنا عن قرارنا الحاسم بشأن العودة إلى مفاوضات فيينا"، بحسب ما نقلته وكالة "فارس".
وأضاف أن "المرحلة الثانية لدراسة النتائج السابقة لم تنتهِ بعد، وقد يجري في إطارها استعراض تفاصيل 6 جولات من المفاوضات التي خاضتها الحكومة السابقة".
وبيّن زاده أن "الحكومة الإيرانية الجديدة ماضية في دراسة الثغرات، على أن يتم إنجاز هذه المرحلة أيضاً في وقت قريب ويتسنى لنا تحديد تاريخ الجولة الجديدة".
"الحظر الأميركي"
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لفت إلى أن "الحكومة تبحث عن أسباب عدم التوصل إلى نتائج مرضية وتوقيع وثيقة تنال قبول جميع الأطراف خلال الجولات السابقة".
واعتبر زاده أن "إلغاء جميع الحظر، الذي فرض على إيران عقب انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي، هو الجانب الأهم في هذه المفاوضات، فنحن نبحث عن آلية لطمأنتنا من أن الحظر سيتم إلغاؤه بنحو مؤثر".
وفي المقابل، قال مسؤول رفيع بالإدارة الأميركية، إن بلاده تأمل "العودة سريعاً" إلى طاولة المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته خلال محادثات هاتفية مع صحافيين: "نأمل في أن نتمكن من العودة بسرعة نسبياً إلى فيينا، حيث تجرى المفاوضات، وسنطلع حينها على نواياهم".
شرط إيراني
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية قال لـ"الشرق"، في تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الإيراني التي اشترط فيها الإفراج عن 10 مليارات دولار من أموال طهران المجمدة لاستئناف محادثات فيينا، إن واشنطن، "تسعى لعودة متبادلة للالتزامات بتعهدات الاتفاق النووي، وإذا طلبت إيران أكثر أو أقل، فإن هذه المفاوضات لن تنجح".
وتأتي هذه التصريحات بعد ما قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، السبت، إن مسؤولين أميركيين حاولوا مناقشة استئناف محادثات فيينا، الشهر الماضي، لكنه أصرَّ على ضرورة أن تفرج واشنطن أولاً عن 10 مليارات دولار من أموال طهران المجمّدة "علامة على حسن النية".
وبدأت محادثات فيينا في أبريل الماضي، بين الولايات المتحدة وإيران بشكل غير مباشر، بمشاركة الدول الموقعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين) لبحث العودة للاتفاق النووي الذي يحد من أنشطة طهران النووي، في مقابل رفع العقوبات عنها.
وأجرى الأطراف المعنيون 6 جولات من المباحثات بين شهري أبريل ويونيو الماضيين، من دون أن يحدد بعد موعد جديد لاستئنافها.