قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، الثلاثاء، إنه طلب من المفوضية الأوروبية "التحرك أكثر"، واتخاذ موقف "أكثر حزماً" تجاه بريطانيا في ما يتعلق بالخلاف بشأن الصيد بين باريس ولندن.
وأضاف كاستيكس في تصريحات أوردتها وكالة "فرانس برس": "إذا لم يكن ذلك كافياً، فسنضغط لدفع البريطانيين لاحترام تعهّداتهم، وسنعيد النظر في كافة الشروط المدرجة في الاتفاقات التي أبرمت برعاية الاتحاد الأوروبي، بل كذلك بالتعاون الثنائي بيننا وبين بريطانيا".
وكانت فرنسا رأت، الأربعاء الماضي، أن القرارات البريطانية بشأن التراخيص "غير مقبولة"، وذلك غداة إعلان الجزيرة البريطانية منح 64 ترخيصاً نهائياً لقوارب فرنسية للصيد في مياهها، والرفض النهائي لـ 75 ملفاً.
وقالت الحكومة الفرنسية على لسان المتحدث باسمها جابرييل أتال، إن تلك القرارات "غير مقبولة على الإطلاق وتتعارض مع الاتفاق الموقع في إطار بريكست".
وتابع أن فرنسا "تتفهم قلق وغضب صياديها، وتناشد بروكسل، وتتعهد باستكشاف إجراءات رد محتملة يمكن اتخاذها إذا لم يتم احترام الاتفاق".
يُشار إلى أن فرنسا تعترض على قواعد بريطانية جديدة تتعلق بمنح تراخيص لقوارب فرنسية للصيد في جزيرة جيرسي البريطانية، في أعقاب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
تهديدات باريس
وبعد 9 أشهر من المفاوضات المكثفة نفد صبر الصيادين وتراجعت الثقة بشكل خطير بين لندن وباريس.
وكانت باريس هددت لندن في مايو الماضي، بعواقب في قطاع الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي، إن لم تمنح تراخيص لصيادين فرنسيين يعملون قبالة جزيرة بريطانية.
جاء ذلك بعد تصاعد التوتر بين الدولتين بشأن حقوق الصيد، إذ نشرتا آنذاك سفناً عسكرية لحفظ السلام، بعد تجمّع عشرات من قوارب الصيد الفرنسية قبالة جزيرة جيرسي البريطانية، احتجاجاً على إخضاعها لشروط جديدة للصيد.
وجيرسي التي تبعد 22 كيلومتراً عن ساحل شمال فرنسا، وتضع قوانينها الخاصة وتجمع ضرائبها الخاصة، تابعة للتاج البريطاني وتتمتع بحكم ذاتي، بينما تعتمد على لندن في قطاع الدفاع.