واصلت حركة "حماس" الفلسطينية، الثلاثاء، لقاءاتها بالقاهرة لليوم الثاني على التوالي، حيث التقت مع بعضها البعض من جهة، ومع مسؤولين مصريين من جهة أخرى، لحل عدة قضايا عالقة، أبرزها الخلافات الداخلية بين قادة الحركة، وتوحيد الرؤى لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، خلال الفترة المقبلة، وتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر.
وقالت مصادر فلسطينية، إن الاجتماعات تهدف لإنهاء الخلافات بين قيادات الحركة بشأن من له الحق في قيادتها، وهي الخلافات التي نشبت منذ إجراء انتخابات الحركة في أواخر يوليو الماضي.
ونفت المصادر، ما تردد عن وجود خلاف بين إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، والمسؤولين المصريين.
كان وفد يضم قادة الحركة في الخارج والداخل، بينهم إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، وأعضاء في المكتب السياسي للحركة، وصل إلى القاهرة، الأحد، لبحث عدد من الملفات.
ضبط قرارات الحركة
وقال عضو بالوفد، طلب عدم نشر اسمه، إن وصول كل هذه القيادات معاً جاء لنفي ما تردد عن وجود خلافات بين قيادات الحركة في ما يتعلق بآلية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، موضحاً أن الاجتماعات تهدف لـ"إحداث التوازن في قرارات الحركة كوسيلة للوصول إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية من جهة، وتنفيذ صفقة الأسرى من جهة أخرى".
كانت خلافات نشبت في صفوف الحركة منتصف عام 2020، حول آلية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، إذ رأت "حماس الخارج" إمكانية تنفيذ الصفقة على مرحلتين، فيما رفضت "حماس غزة" هذه الآلية، واعتبرتها خديعة إسرائيلية، وغير مجدية لقادة غزة، لأن إسرائيل كانت تريد معلومات عن الجنديين "هدار جولدن"، و"آرون شاؤول" فقط، وتوقعت قيادات غزة أن تماطل إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية التي يفترض أن تشمل اثنين من "فلسطينيي الداخل" وهو ما قوبل بالرفض من الحركة.
خلافات على القيادة
وأرجع القيادي في الحركة أحمد يوسف لـ"الشرق"، اجتماع كل قادة الحركة في القاهرة إلى سببين، الأول، هو إنهاء الخلافات التي نشبت منذ انتخابات الحركة في أواخر يوليو الماضي، بين القيادات بشأن من له الحق في قيادتها.
وأضاف، أن السبب الثاني هو رغبة مصر في اطلاع الجميع على صورة المحادثات والاتفاقات المرتقبة، لتحقيق استقرار الوضع حتى تستكمل مصر دعمها للقطاع وبدء عمليات إعادة الإعمار.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات في القاهرة، لـ"الشرق"، إن القاهرة أرادت من جميع قادة الحركة في الداخل والخارج وضع اللمسات الأخيرة لإنهاء أي خلافات بداخلها، موضحاً أنه تم الاتفاق مبدئياً داخل الحركة على تنفيذ صفقة تبادل الأسرى على 3 مراحل.
خلافات هنية والقاهرة
وقال عضو آخر في وفد الحركة إلى القاهرة، طلب عدم نشر اسمه أيضاً، إن الاجتماع كان بهدف نفي ما تردد عن وجود خلافات بين إسماعيل هنية، والمسؤولين المصريين، بسبب مشاركته في جنازة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.
وأضاف لـ "الشرق"، أن الزيارة تأتي أيضاً في إطار تعزيز العلاقات بين حماس ومصر، والتعرف إلى آلية بدء تنفيذ مشروع "المدينة المصرية في غزة".
وقال عضو المكتب السياسي للحركة غازي حمد، لـ"الشرق"، من غزة، إن دعوة القاهرة لقيادات حماس كانت لبحث صفقة تبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، والمصالحة الوطنية والاقتراح القطري ببناء مساكن وبنية تحتية في غزة، ولذلك تمت دعوة قيادة حماس في الدوحة (خالد مشعل وعزت الرشق وحسام بدران) للوقوف على آخر تطورات المقترح.
لقاء رئيس المخابرات المصرية
في سياق متصل، أعلنت حركة حماس، في بيان، الثلاثاء، أنها بحثت ملفات عدة مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، أبرزها إعمار غزة، و"إعادة ترميم البيت الفلسطيني"، وتبادل الأسرى.
وأضاف البيان، أن اللقاء تناول تطورات القضية الفلسطينية، خاصة قضية القدس وحي الشيخ جراح، وما يجري في المسجد الأقصى من ممارسات ومخططات الاحتلال، وسبل التعامل لكبح سلوك الاحتلال وإجراءاته في القدس والأقصى، ومعاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وإجراءات تخفيف الحصار.
واعتبر وفد الحركة، أن "المدخل الصحيح لتحقيق الوحدة هو إعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل القيادة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني التي تشارك فيها جميع القوى، وتمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، في ضوء التجربة على مدار الأعوام الماضية".
2500 أسير
وكشفت مصادر أخرى، جوانب من اللقاءات مع المسؤولين المصريين، تتعلق بتحديد "حماس" لأسماء الأسرى الصادرة ضدهم أحكام بالسجن المؤبد بناء على طلب الجناح العسكري للحركة والذي طالب بوضع الأسرى الـ6 الذين هربوا من سجن جلبوع وأعادت إسرائيل اعتقالهم، ووضع أسماء القيادات في حركة فتح مروان البرغوثي، والجبهة الشعبية أحمد سعدات، وكتائب القسام عبد الناصر عيسى، وطرح الأسماء على إسرائيل لمعرفة ردها.
وتوقعت المصادر أن تطلب حماس 2500 أسير، في حين أكدت مصادر بالحركة أنها تحتجز جندياً إسرائيلياً آخر إلى جانب "هدار جولدن" و "آرون شاؤول"، يدعى "روني"، دون إعطاء أي تفاصيل عنه، إضافة إلى مواطنين من "فلسطينيي الداخل" هما هشام السيد، وجمعة إبراهيم أبو غنيمة، وآخر إثيوبي إسرائيلي يدعى أبيرا منجيستو.
اقرأ أيضاً: