الناتو يدرس "خيارات" لمساعدة مجموعة "دول الساحل"

قافلة من الجنود النيجيريين تقوم بدورية خارج بلدة أولام في النيجر، 6 يوليو 2021 - REUTERS
قافلة من الجنود النيجيريين تقوم بدورية خارج بلدة أولام في النيجر، 6 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-أ ف ب

ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في رسالة وجّهها مؤخراً إلى مجلس الأمن الدولي، أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) "يدرس حالياً خيارات لزيادة الدعم لمجموعة دول الساحل الخمس"، لمكافحة المتطرفين في منطقة الساحل الإفريقي. 

وقال جوتيريش في الرسالة التي اطلعت عليها وكالة "فرانس برس" الخميس، إن التعبير عن هذا الدعم ممكن "عبر وكالة الحلف المعنية بالمساندة والإمداد"، موضحاً أن الحلف "ينوي إجراء تقييمه الخاص الذي سيحدد التزامه المقبل في منطقة الساحل"، من دون أن يضيف تفاصيل. 

وأكد جوتيريش أنه لا يزال "مقتنعاً" بضرورة إنشاء مكتب دعم لقوة الساحل، يكون تابعاً للأمم المتحدة ويتم تمويله من المساهمات الإلزامية في المنظمة التي تضم 193 دولة. 

واعتبر جوتيريش أن "هذا هو أفضل نهج لتقديم دعم دائم للقوة المشتركة" التي تضم نحو 5 آلاف جندي من مالي وموريتانيا والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، وتقاتل التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل (مالي والنيجر)، مثل تنظيمي "القاعدة" و"بوكو حرام". 

وترفض الولايات المتحدة، أكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة، حتى الآن هذا الخيار الذي تؤيده فرنسا ودول إفريقية. 

تبرير واشنطن

وخلال اجتماع لمجلس الأمن في منتصف يونيو، رفضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مثل إدارة سلفه دونالد ترمب، هذا الاحتمال.

وقال جيفري ديلورينتيس، مساعد المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إن "من المهم الحفاظ على خط واضح بين مكافحة الإرهاب وحفظ السلام، من أجل حماية عدم الانحياز وموظفي الأمم المتحدة". 

وتؤكد الولايات المتحدة منذ سنوات أنها تريد إعطاء الأولوية للمساعدات الثنائية للدول الخمس الأعضاء في مجموعة الساحل بدلاً من زيادة مشاركة الأمم المتحدة. 

مع ذلك، أكد جوتيريش أن الإرادة السياسية لدول الساحل الخمس التي أنشأت قوة مشتركة رغم التحديات المستمرة، "تستحق دعم المجتمع الدولي". 

وأضاف أن "جميع المحاورين يؤكدون تأييدهم القوي للقوة المشتركة لمجموعة الساحل، التي يُنظر إليها على أنها مبادرة استثنائية تستحق الدعم الدولي، لكن ليس هناك توافق في وجهات النظر داخل المجتمع الدولي حول أفضل طريقة لدعمها". 

زيارة ميدانية بهدف التوافق

وقرر مجلس الأمن الذي تتولى كينيا رئاسته الدورية، زيارة منطقة الساحل في نهاية شهر أكتوبر الجاري، لدراسة الإحداثيات الأمنية في هذه المنطقة وربما التوصل إلى توافق. 

وأوضح جوتيريش في الرسالة، أن "الاتحاد الإفريقي عبّر عن إرادته واهتمامه بدور متزايد" لكن هذه المؤسسة ترى في الوقت نفسه أنها تحتاج كل دعم لوجستي "من دعم مالي من مانح آخر لتحقيق ذلك". 

وحتى الآن، تساهم الأمم المتحدة عبر "البعثة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي" في تأمين الوقود والمياه وحصص الغذاء لكتائب قوة الساحل. كما تقدم لها دعماً طبياً بموجب اتفاق ثنائي أُبرم قبل سنوات.

وتأتي مطالبة جوتيريش بتأمين الدعم لـ"مجموعة دول الساحل" وسط خشيته من تكرار السيناريو الأفغاني في الساحل الإفريقي، لجهة تشجُّع الجماعات المسلحة هناك على حذو طريق حركة "طالبان" التي استولت على السلطة في أفغانستان إثر انسحاب القوات الأجنبية. وبالتالي يدعو إلى تعزيز "الآليات الأمنية" في منطقة الساحل.

اقرأ أيضاً: