قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، إن بلاده مستعدة للتكيف مع كل الخيارات إذا لم تكن إيران مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي، فيما شككت الخارجية الفرنسية في التزام طهران العودة إلى هذا الاتفاق.
وأضاف مالي خلال ندوة لمعهد كارنيجي للدراسات بثه عبر موقع "يوتيوب"، أنه يوجد "احتمال كبير" لأن تتخذ إيران بديلاً مختلفاً (عن العودة للاتفاق النووي)، ولذلك "علينا أن نكون مستعدين لأي احتمال".
ورأى مالي أن العودة لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الموقع عام 2015)، هو أفضل سبيل "للمضي قدماً"، ثم مناقشة سبل تعزيزه، واستدرك أنه "إذا كانت طهران تريد أكثر من خطة العمل الشاملة المشتركة، فسنحتاج إلى صفقة مختلفة"، مؤكداً أنه "يجب أن تكون هناك إمكانية للتفاوض بشأن شيء أقوى من خطة العمل المشتركة".
وأوضح أن إيران اختارت الطبيعة غير المباشرة للمفاوضات مع إيران، وهو ما يؤخر التوصل إلى اتفاق و"يفتح الباب أمام سوء الفهم"، مؤكداً أن مفاوضات فيينا لم تسر بالطريقة المثلى "بسبب رفض طهران المفاوضات المباشرة".
"جيران إيران"
روبرت مالي أعلن أنه سيزور السعودية والإمارات وقطر، لـ"إجراء مباحثات بشأن الملف النووي الإيراني"، وأشار إلى أن "جيران إيران منخرطون في مباحثات معها، مثل الإمارات والسعودية ودول أخرى.. وهم يتعاملون معها بطرق لم تكن موجودة في عام 2016"، معرباً عن ترحيب واشنطن بـ"المباحثات بين طهران وكل من أبو ظبي والرياض".
وأشار مالي إلى وجود خلاف أميركي إسرائيلي حول إيران، ولكن يجمع البلدين هدف مشترك وهو منع حصول إيران على سلاح نووي، ولفت إلى وجود نقاش أميركي صيني حول ملف العقوبات على إيران.
وكان المبعوث الأميركي التقى الشهر الماضي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث تطورات الملف النووي الإيراني، و"آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية"، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الاثنين، قوله إن طهران "لن تتفاوض على نص جديد في مفاوضات فيينا"، مؤكداً أن "الحوار سيكون في إطار الاتفاق النووي" الذي وقعته إيران عام 2015، مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، وانسحبت منه الولايات المتحدة أحادياً عام 2018.
وأجريت 6 جولات مباحثات بين إيران من جهة، والدول الأعضاء في اتفاق عام 2015 من جهة أخرى، في حين تشارك واشنطن بصورة غير مباشرة، وذلك في العاصمة النمساوية فيينا بين أبريل ويونيو الماضيين، دون تحديد موعد جديد حتى الآن.
فرنسا متشائمة
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، إن الزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها مبعوث الاتحاد
الأوروبي الذي ينسق محادثات إحياء الاتفاق النووي لإيران، ستكون على درجة بالغة من الأهمية بالنسبة لمستقبل المحادثات، مشككة في التزام الإدارة الإيرانية الجديدة بإنقاذ الاتفاق.
ومن المقرر أن يجري المبعوث إنريكي مورا، المدير السياسي للاتحاد الأوروبي، محادثات الخميس مع أعضاء فريق التفاوض الإيراني، بعد أربعة أشهر من توقف المحادثات بين طهران والقوى
العالمية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر للصحافيين في إفادة يومية عبر الإنترنت: "من خلال تصريحاتها وتصرفاتها على الأرض، تثير الإدارة الإيرانية الجديدة... شكوكاً حول نواياها إزاء العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضافت: "في الوقت الذي ترفض فيه إيران التفاوض، تخلق حقائق على الأرض تزيد من تعقيدات عودة خطة العمل الشاملة المشتركة. وعلى ذلك، وفي سياق الأزمة، تجري هذه الزيارة التي يقوم بها... مورا إلى طهران في لحظة حرجة بالنسبة لمستقبل الاتفاق النووي".
وأشارت لوجاندر إلى أن طهران يتعين عليها أيضاً "توضيح نواياها في حالة عودتها للمحادثات".
ومنذ أن سحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بلاده من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض عقوبات على إيران، تعيد طهران بناء مخزونات اليورانيوم المخصب، وتزيد مستوى النقاء الانشطاري، وتقوم بتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة لتسريع الإنتاج.