السعودية: المحادثات مع إيران لم تحرز تقدماً ملموساً.. ولبنان يحتاج تحركاً فورياً

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يستقبل نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في واشنطن - 14 أكتوبر 2021 - AFP
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يستقبل نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في واشنطن - 14 أكتوبر 2021 - AFP
واشنطن -الشرقوكالات

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، إن المنطقة "تدخل مرحلة خطيرة مع تسريع إيران أنشطتها النووية"، مشيراً إلى أن المحادثات بين السعودية وإيران "كانت ودية لكنها لم تحقق تقدماً ملموساً"، كما شدد على أن الأوضاع في لبنان تحتاج إلى "تحرك فوري". 

وفي تصريحات للصحافيين في واشنطن تطرق الأمير فيصل بن فرحان، لعدد من القضايا الدولية، منها الوضع في لبنان واليمن وأفغانستان.

وأعرب وزير الخارجية السعودي عن قلق المملكة إزاء مواصلة إيران تسريع أنشطتها النووية، وقال إن بلاده تأمل في استئناف سريع للمفاوضات، مضيفاً أنه: "على إيران أن توقف سريعاً الأنشطة التي تنتهك الاتفاق النووي".

ملف إيران

وأكد وزير الخارجية السعودي ضرورة أن يكون الشرق الأوسط، خالياً من السلاح النووي، مشيراً إلى أنه "كانت لدينا هواجس بشأن الاتفاق النووي، ولا تزال هذه الهواجس موجودة، ومن الضروري أن نجد طريقاً لنجعله أطول وأقوى".

وبخصوص المحادثات التي أجرتها السعودية مع إيران، قال الأمير فيصل بن فرحان: "قمنا بأربع جولات حوار مع إيران ولم نصل إلى مرحلة يمكننا القول فيها إننا حققنا تقدماً ملموساً، لكننا ملتزمون بمواصلة هذه النقاشات".

ودعا وزير الخارجية السعودي إيران "للانخراط بإيجابية مع المجتمع الدولي، ومع جيرانها في المنطقة"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "من المهم تقديم خيارات تشجع إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات".

وقال الوزير السعودي، "كنت أتمنى لو أننا لا نتحدث عن ممارسة ضغط، وأرجو أن ترى حكومة إيران أنه (الاتفاق) ليس في مصلحة المنطقة فقط، وإنما في مصلحتها ومصلحة شعبها أن تركز على الاستقرار والاستثمار في المستقبل".

"قادة لبنان يتحملون المسؤولية"

وقال وزير الخارجية السعودي غداة أسوأ أعمال عنف طائفي في لبنان منذ سنوات، إن "أحداث اليومين الماضيين تظهر لنا أن لبنان بحاجة إلى تغيير حقيقي وجاد"، مشدداً على حاجة لبنان إلى "تحرك فوري". 

وأضاف الوزير أن لبنان بحاجة إلى "معالجة المشاكل البنيوية الاقتصادية وأيضا السياسية"، بدلاً من الاعتماد على "الحلول قصيرة المدى".

واعتبر وزير خارجية السعودية، أن "المسؤولية عن ذلك تقع مباشرة على كاهل القيادة اللبنانية".

وتابع أنه على السلطات اللبنانية، "اتخاذ خيار حقيقي لانتشال لبنان من الورطة التي يعيشها الآن. لم نر حتى الآن أنهم اتخذوا هذا القرار".

دعوة للضغط على الحوثيين

وبشأن الملف اليمني، طالب الأمير فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ"ممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين، لحثهم على القبول بالاقتراح السعودي بوقف إطلاق النار".

وقال وزير الخارجية السعودي، "وضعنا مقترحاً لوقف إطلاق النار يشمل طريقاً إلى حوار سياسي، والحوثيون هم من رفضوا الانخراط واختاروا مواصلة الهجوم على المملكة"، مشيراً إلى أن هناك هجمات شبه يومية على مدن المملكة.

وأضاف أنه "ليس على الولايات المتحدة فحسب، وإنما المجتمع الدولي بأكمله ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين للقبول بالاقتراح".

وأشار إلى أن الرياض تواصل العمل مع واشنطن في ما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، قائلاً: "نعي الوضع الإنساني وكنا المانح الأكبر للمساعدات خلال عقود، وخلال السنوات الست الماضية وجدنا طرقاً لمقاربة ذلك".

المصالحة في أفغانستان

وتطرق الوزير السعودي إلى الأوضاع في أفغانستان، معتبراً أنه "على طالبان أن تسلك سبيل المصالحة الوطنية التي تشمل كل مكونات المجتمع الأفغاني"، لافتاً إلى أنه لا توجد أي اتصالات بين الرياض وحركة طالبان. 

وقال بن فرحان إن المملكة تعمل مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي "لمناقشة كيفية إيجاد أفضل السبل للتأثير الإيجابي".

والتقى الأمير فيصل بن فرحان، خلال زيارته إلى واشنطن، عدداً من المسؤولين على رأسهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن. 

وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الجمعة، مع منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكجوريك، ومديرة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس السفيرة باربرا ليف، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى يال لامبرت، مستجدات الملف النووي الإيراني ومحادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.

وشهد اللقاء على هامش زيارة الوزير للعاصمة الأمريكية واشنطن، استعراض العلاقات السعودية الأميركية، وفرص تعزيزها في المجالات كافة، والجهود السعودية الأميركية في إرساء دعائم السلام والأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتناول اللقاء جهود المملكة ومبادراتها للوصول إلى حل سياسي في اليمن بما يدعم التنمية والاستقرار للشعب اليمني، وتطرق إلى "أبرز المستجدات بشأن الملف النووي الإيراني والمفاوضات الجارية في هذا الشأن، ودعم إيران للميليشيات التي تزعزع الأمن والسلم الدوليين".

اقرأ أيضاً: