تُحقق الشرطة البريطانية في رسائل "عنصرية ومعادية للمسلمين"، أرسلت إلى أعضاء مجلس مدينة في مقاطعة غرب يوركشاير شمال إنجلترا، حسبما ذكرت صحيفة "إندبندنت".
يأتي ذلك بعد مقتل النائب البريطاني عن حزب المحافظين ديفيد أميس طعناً على يد مهاجم أحيل في الماضي إلى برنامج وطني لمكافحة "التطرف".
وقالت الصحيفة البريطانية، إن أربعة أعضاء من حزب "العمال" في دائرة ويكفيلد، تلقوا رسائل مجهولة المصدر، تحذر من "سيطرة المسلمين"، ووصف الإسلام بأنه "خطير".
وأشارت الرسائل تحديداً إلى المسؤول السابق بحزب "المحافظين" في المدينة، نديم أحمد، بعبارات "غاضبة" موجهة ضده.
وورد في إحدى الرسائل "بصفتنا مسيحيين متدينين، لا يمكننا السماح للمسلمين بتولي زمام الأمور"، بحسب الصحيفة.
وحملت الرسائل التي أرسلت إلى أعضاء مجلس المدينة ستيف تولي، ومايكل جراهام وبيتي رودس، وأوليفيا رولي، توقيع "زميل محافظ"، على الرغم من نفي الحزب مسؤولية أي من أعضائه عن الرسائل.
من جانبه، قال عضو مجلس المدينة ستيف تولي: "لقد شعرت بالاشمئزاز عندما فتحتها (الرسائل) وقرأتها. هذا أمر شائن، بصراحة".
رسائل "بلا مغزى"
وأضاف: "رسائل مثل لا يكون لها أي مغزى، لكن هذا النوع من الكراهية الموجه إلى الأشخاص الذين يحاولون خدمة الجمهور، تثير غضبك بالطبع، وستبعد الناس عن ممارسة السياسة"، في إشارة إلى مقتل النائب السير ديفيد أميس في دائرته الانتخابية في إسكس الجمعة.
وقال إن جميع الرسائل الأربع، أرسلت الآن إلى شرطة "ويست يوركشاير" التي قالت إنها تحقق فيها باعتبارها "اتصالات عدوانية".
وكان عضو مجلس البلدية نديم أحمد، عزل من منصب زعيم حزب "المحافظين" في المدينة في أغسطس على الرغم من قيادة الحزب إلى أفضل نتائج انتخابية منذ سنوات.
وعلى الرغم من عدم تقديم أي سبب رسمي لاستقالته القسرية، إلا أنه يعتقد أن نظرته الوسطية إلى العالم واستعداده للعمل على جانبين مختلفين (مع الحزبين)، لم تجعله دائماً يحظى بشعبية لدى أعضاء الجناح اليميني في حزبه، وفق الصحيفة.
نديم قال رداً على الرسائل: "إذا كان شخص ما لا يحبني بسبب سياستي، فإنني أتقبل ذلك. لكن محاولة زرع هذا النوع من الكراهية بسبب العرق أو الدين أو الجنس أو أي شيء من هذا القبيل، فهو أمر مثير للشفقة ويحتاج إلى معالجة".
وأضاف: "الأشخاص الذين يرسلون أشياء كهذه، ليس لديهم ما يفعلونه أفضل. إنهم بحاجة إلى أن يهتمّوا لأمر أنفسهم".
مقتل أميس
الهجوم على ديفيد أميس المنتمي لحزب المحافظين، جاء بعد 5 أعوام من وفاة جو كوكس، عضو مجلس العموم من حزب العمال المعارض، وأدى إلى طلب وزيرة الداخلية بريتي باتيل من قوات الشرطة مراجعة لإجراءات تأمين السياسيين المنتخبين "بأثر فوري".
وطُعن أميس (69 عاماً) في الهجوم الذي وقع ظهر الجمعة، في بلدة "لاي أون سي" شرقي لندن، خلال اجتماع مع ناخبيه.
وألقت الشرطة القبض على بريطاني من أصول صومالية، يبلغ من العمر 25 عاماً، في موقع الجريمة، مضيفة أنها تعتقد أنه ارتكب فعلته منفرداً.