قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، الجمعة، إنه لا يمكن قبول أن تمتلك دولة عضو في الحلف منظومة "إس 400" الصاروخية الروسية، وذلك في إشارة إلى تركيا التي أصرت على امتلاك المنظومة الصاروخية الروسية رغم رفض الحلف.
وشدد الأمين العام، في مؤتمر صحافي ببروكسل في اليوم الثاني لاجتماعات وزراء دفاع الناتو، رداً على سؤال حول امتلاك تركيا لمنظومة إس 400، على أنه "ليس بإمكاننا أن نقبل المنظومة الروسية، في منظومة أسلحة ودفاع الناتو، ونظرنا في كيفية دعم الجهود لإيجاد أنظمة بديلة، ونستمر في هذه الجهود".
وأوضح ستولتنبرج أن موضوع المنظومة التركية لم يطرأ على المناقشات، وأن الحلف أكد مراراً أن مسألة شراء الأسلحة مسألة وطنية خاصة بكل دولة، ولكن في ما يخص الناتو فإن دوره أن يعمل على ضمان أن تكون الإجراءات والأسلحة الجديدة متماشية مع منظومة الحلف، وهو ما لا يتحقق في المنظومة الروسية.
وقال إن وزراء دفاع الحلف ناقشوا العديد من القضايا وهو ما يظهر أن الناتو هو المنصة الأساسية التي سيتمكن من خلالها الشركاء مناقشة تلك الموضوعات، ويشير إلى "ضرورة التشاور مع بعضنا البعض وإرسال رسالة موحدة، وأن نتحدث بشكل موحد وصوت واحد".
صعود الصين والمواجهة حول تايوان
وقال إنه يجب التصدي لصعود الصين، الذي وصفه بأنه "سيغير موازين القوى العالمية"، مؤكداً في الوقت ذاته أن على روسيا ألا تقلق من احتمال ضم أوكرانيا للحلف، وأن القرار لا يعود لأحد بخلاف الدول الأعضاء وكييف نفسها.
وأشار إلى إعادة وضع الحلف لاستراتيجيته بتقليل الموارد التي ينشرها خارج حدوده، وتركيز موارده داخل أوروبا، للوقوف في وجه صعود الصين.
وشدد على ضرورة الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وقال إن الناتو بحاجة لمزيد من القدرات وليس الهياكل التنظيمية.
وأضاف أن التكنولوجيا الجديدة ستوفر أساليب لمعالجة التهديدات وهو ما يفرض الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وقال إن الناتو يبقى "أساس أمننا في أوروبا، وأن الشراكة مع الولايات المتحدة ستبقى قوية".
ورفض ستولتنبرج التعليق على ما إذا كانت تصريحات الرئيس الأميركي، جو بايدن الخميس، بشأن التزام بلاده بالدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من الصين، ستجر الحلف لمواجهة عسكرية مع الصين.
وقال الأمين العام للحلف "لن أتكهن حيال أوضاع افتراضية، من المهم الآن تقليل التوترات في المنطقة، التكهن سيساهم في تحقيق أهداف معاكسة، ويجب اللجوء للوسائل السياسية والدبلوماسية لتهدئة التوترات".
تركيز الموارد بأوروبا
وأشار ستولتنبرج إلى إعادة الحزب لتموضعه، وتركيز موارده في أوروبا، لافتاً إلى أنه حتى وقبل الانسحاب من أفغانستان، فإن عدد قوات الناتو كان 10 آلاف جندي بدل 40 ألفاً في السابق.
وأوضح "ما رأيتموه في الناتو في السنوات الأخيرة من تغيير ملحوظ، هو إعادة التركيز على الأمن المشترك للاستجابة لعالم أكثر تنافسية، ولصعود الصين الذي سيغير موازين القوى العالمية، وعملنا على تخفيض الموارد وعدد الجنود التي نملكها في مهمات خارج حدودنا".
وأضاف "في الحقيقة بدأ ذلك قبل سنوات من الانسحاب من أفغانستان، كنا نملك 40 ألف جندي هناك، ومنذ عام أصبحوا 10 آلاف، والآن لا توجد لدينا قوات هناك. عملنا على زيادة وجودنا العسكري في أوروبا وقمنا بزيادة التمويل من الدول الأوروبية وعززنا من قدراتنا العسكرية، واستثمرنا في التكنولوجيا والابتكارات الجديدة وكل ذلك جزء من استراتيجيتنا الجديدة".
عضوية أوكرانيا
وفي الإطار، قال ستولتنبرج، إن التحذيرات الروسية حيال عضوية أوكرانيا بالحلف لا تقلقه، وأن عضويتها لا ينبغي أن تقلق روسيا بالتبعية، إذ إن "ناتو هو حلف دفاعي، والأمر يعود لأوكرانيا ودول حلف الناتو للتقرير بشأن العضوية، ولا حق لأحد آخر في التدخل"، مشيراً إلى أن "الحلفاء هم من يقررون ما إذا كانت كييف مستعدة وتفي بمعايير الحلف".
وقال الأمين العام للناتو إن زيادة الأعضاء في الحلف خلال السنوات الماضية حقق الاستقرار في أوروبا، ولا داعي لخوف روسيا، وليس لديها الحق في وقف أو منع تلك العملية أو تكون لها كلمة في عضوية أوكرانيا بالحلف، أوكرانيا لديها الحق في اختيار مسارها".
وجدد ستولتنبرج تأكيد أن دول الناتو لن تنزع سلاحها أحادياً، وأنه بينما يهدف الناتو إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية، إلا أنه مع امتلاك دول مثل الصين وكوريا الشمالية وروسيا لأسلحة نووية، فإنه سيتبع سياسة التوازن والردع، لأننا لا نؤمن بنزع السلاح أحادي الجانب".
وشدد على أن تخلي دول الحلف عن الأسلحة النووية في تلك الحالة لن يجعل العالم أكثر أماناً.





