قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي، السبت، إن إثيوبيا قصدت إعطاء مصر والسودان "معلومات مغلوطة" عن عملية الملء الثاني لسد النهضة.
وأضاف في تصريحات لقناة "تن" المصرية الخاصة، أن "المعلومات المغلوطة التي أعطتها إثيوبيا لمصر والسودان في عملية الملء، أحدثت إرباكاً في نظام إدارة النهر".
وتابع: "أتمنى أن تخرج إثيوبيا لتكذيب الدراسة العلمية التي أجريناها فيما يخص المشكلات الفنية بسد النهضة، أو تؤكد وجود مشكلات وتعلن أنها قادرة على حلها"، محذراً من أن "وجود مشكلات فنية في السد، يؤثر على دول المصب".
ومضى قائلاً: "هناك هبوط غير منتظم في السد، ومع عمليات الملء ستظهر مشكلاته"، منوهاً بأن "الدراسة العلمية التي أجرتها مصر بشأن مخاطر سد النهضة والعيوب الفنية، لم ترسل منها نسخة بشكل رسمي لإثيوبيا ولكنها متاحة للجميع على الإنترنت".
وأشار الوزير المصري إلى أن "إثيوبيا في الملء الأول لم تخطر مصر، والسودان لم يستفد منه في أي شيء".
ولفت إلى أنه في العام الماضي "صرّفت إثيوبيا كميات مياه من السد، تسبب في تلوث محطات مياه الشرب في السودان دون إخطاره".
وأكد أنه في أي عملية ملء للسد "لا بد من التنسيق مع دولتي المصب لتجنب الضرر"، مضيفاً: "ليس لدينا أي مانع في عمليات الملء للسد، لكن لا بد من أن تكون على أسس وقواعد تضع في الحسبان جميع السيناريوهات لمصر والسودان".
وأردف: "تحدثنا عن أهمية وجود اتفاق قانوني مُلزم، ووجود آلية لفض المنازعات في حال الخلاف، لكن هذا ما يرفضه الجانب الإثيوبي".
الملء الثاني
وفي يوليو الماضي، أعلنت إثيوبيا "اكتمال المرحلة الثانية من ملء السد بنجاح"، رغم حضّ دولتي المصب مصر والسودان، إثيوبيا، على تأجيل هذه الخطوة حتى التوصل إلى اتفاق شامل.
ولم تعلن إثيوبيا على وجه التحديد حجم المياه المُخزنة خلف السد، إلا أن المرحلة الثانية كانت تتطلب الاحتفاظ بـ13.5 مليار متر مكعب من المياه، إضافة إلى 4.9 مليار متر مكعب سبق تخزينها في الملء الأول، ليصل إجمالي المستهدف إلى 18.4 مليار متر مكعب.
ولكن خبراء مياه، قالوا إن أديس أبابا لم تنجح في الوصول إلى هدفها أثناء الملء الثاني، إذ تم تخزين 9.6 مليار متر مكعب فقط من المياه، وهو ما يقل عن المطلوب بنحو 4 مليارات متر مكعب.
وتوقفت المفاوضات بين مصر والسودان، من جانب، وإثيوبيا، في الجانب الآخر، بسبب خلافات عميقة مرتبطة بمطالب دولتي المصب، وعدم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لقواعد الملء والتشغيل، والاتفاق على عدد سنوات الملء، وآلية حل النزاعات ومشاركة المعلومات بين الدول الثلاث، وكيفية إدارة السد خلال مواسم الجفاف.
وفي 12 أكتوبر الجاري، قال مصدر في وزارة الخارجية السودانية لـ"الشرق"، إن إثيوبيا بدأت تعلية الممر الأوسط لسد النهضة، ووضع حوائط خرسانية، استعداداً للملء الثالث.
ويجري ملء خزان السد خلال موسم الأمطار الذي يستمر من يونيو حتى سبتمبر كل عام، ويرتبط مستوى التخزين السنوي بارتفاع الممر الأوسط للسد.
اقرأ أيضاً: