حذّر مسؤول عسكري أميركي بارز من أن الصين تطوّر قدراتها العسكرية "بشكل مذهل"، وبوتيرة تشكل "تهديداً متسارعاً" لواشنطن، بينما وصف روسيا بأنها تمثل "تهديداً وشيكاً"، لافتاً إلى أن التطوير العسكري في الولايات المتحدة يعاني من جراء بيروقراطية "صارمة".
وقال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، اللواء جون هيتن، في تصريحات للصحافيين، إن "وصف الصين بأنها تهديد متسارع، هو مصطلح مفيد لأن الوتيرة التي تتحرك بها الصين مذهلة"، حسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وأضاف: "الوتيرة التي يتحركون بها، والمسار الذي يسلكونه سيتفوق على روسيا والولايات المتحدة إذا لم نفعل شيئاً لتغييره. وهذا سيحدث. لذلك أعتقد أنه يتعين علينا أن نفعل شيئاً"، مؤكداً تصريحات سابقة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، وصف فيها الصين بأنها تشكل "تهديداً سريعاً".
وتابع: "الأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة فحسب، ولكنه يشمل الولايات المتحدة وحلفاءنا لأن هذا هو الأمر الذي يغير حقاً قواعد اللعبة".
"معضلة كبيرة"
واعتبر المسؤول العسكري الرفيع، قبل أيام من مغادرته منصبه، أنه "إذا كان الأمر يقتصر على الولايات المتحدة فقط، فسيشكل معضلة كبيرة في غضون خمس سنوات. ولكنه يتعلق بالولايات المتحدة وحلفائنا، أعتقد أننا يمكن أن نكون بخير لبعض الوقت".
هيتن شغل سابقاً منصب قائد للقيادة الاستراتيجية الأميركية، وكان مسؤولاً عن المخزون النووي للبلاد، ومراقبة التهديدات الاستراتيجية للولايات المتحدة.
وجدد هيتن التأكيد على القلق الأميركي الذي عبر عنه رئيسه المباشر، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، بشأن الاختبار الصيني لصاروخ تتجاوز سرعته سرعة الصوت.
ومن المقرر أن يتقاعد هيتن الشهر المقبل، وفيما يرجح أن تكون تلك التصريحات، هي الأخيرة كنائب لرئيس هيئة الأركان المشتركة، حيث شجع خليفته الذي لم يكشف عن اسمه على "التركيز في كل ما يتناوله على السرعة، وإعادة إدخال السرعة مجدداً في عمليات (وزارة الدفاع) البنتاجون"، بحسب "سي إن إن".
ومضى هيتن قائلاً: "على الرغم من أننا نحرز تقدماً هامشياً، لا تزال وزارة الدفاع بيروقراطية وبطيئة بشكل لا يصدق. يمكننا أن نسير بسرعة إذا أردنا ذلك، لكن البيروقراطية التي وضعناها صارمة".
"تهديد وشيك"
واعتبر المسؤول العسكري الأميركي الرفيع، أن روسيا تمثل "تهديداً وشيكاً" للولايات المتحدة بسبب انتشار أكثر من 1500 سلاح نووي، لافتاً إلى أن الصين لديها ما يقرب من 20% من هذا العدد.
وأشار هايتن إلى أن الأسلحة النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي تبنيها الصين تتعلق جزئياً فقط بتايوان، مشدداً على أنها "مخصصة للولايات المتحدة".
وأردف: "علينا أن نفترض ذلك، وعلينا أن نخطط لذلك، وعلينا أن نكون مستعدين لذلك، وهذا هو الموقف الذي يضعوننا فيه بالأسلحة التي يصنعونها".
وأجرت الولايات المتحدة 9 اختبارات تفوق سرعة الصوت مقارنة بـ"المئات" من قبل الصين، بحسب شبكة "سي إن إن".
تأتي تصريحات هيتن بعد أسبوع من فشل اختبار مقذوف تفوق سرعته سرعة الصوت في الولايات المتحدة ومع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن قضية تايوان.
انتكاسة برنامج "البنتاجون"
والأسبوع الماضي، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر، لم تكشف هويتها، أن برامج وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" لتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت تعرّضت لانتكاسة، الخميس، بعد فشل أحد الصواريخ الدافعة التي كانت تحمل سلاحاً أسرع من الصوت في الانطلاق.
وقال شخصان مطلعان على نتيجة التجربة، للوكالة، إن الاختبار كان يهدف إلى التحقق من سلامة جوانب إحدى المركبات الانزلاقية قيد التطوير التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ويجري إطلاق المركبات الانزلاقية التي تفوق سرعة الصوت من صاروخ يشق طريقه في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، قبل الانزلاق إلى هدف بسرعات تزيد 5 أضعاف على سرعة الصوت، أو نحو 6200 كيلومتر في الساعة.
اقرأ أيضاً:
