معتقل في جوانتانامو يروي تفاصيل صادمة عن تعذيبه

أحد المعتقلين في سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج جوانتانامو بكوبا - 3 يونيو 2017 - REUTERS
أحد المعتقلين في سجن القاعدة البحرية الأميركية في خليج جوانتانامو بكوبا - 3 يونيو 2017 - REUTERS
دبي- أ ف بالشرق

فصّل باكستاني معتقل في سجن جوانتانامو الأميركي، التعذيب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) على مدى 3 سنوات، وذلك خلال محاكمته أمام محكمة عسكرية قضت بسجنه 26 عاماً. 

ولم يوفر مجيد خان (41 عاماً)، الذي كان بمنزلة مرسال في تنظيم "القاعدة"، أي تفصيل أمام القضاة العسكريين؛ إذ روى لهم، الخميس، أنه تعرض للضرب والتعذيب والاغتصاب في باكستان وأُخضع لتقنية الإيهام بالغرق بعد إلقاء القبض عليه هناك في عام 2003. 

ويدعم تحقيق أجراه مجلس الشيوخ الأميركي حول استخدام وكالة "سي آي إيه" للتعذيب بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، شهادته هذه، لكنه أول معتقل يُسمح له بأن يروي علناً التعذيب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية. 

ففي رسالة من 39 صفحة تُليت على الحضور، روى مجيد خان الذي ترعرع في باكستان قبل أن يهاجر مع عائلته إلى الولايات المتحدة، أنه عُلِّق بسلاسل على مدى أيام متتالية عارياً، ومن دون طعام في زنزانات بلا نوافذ في سجون سرية للـ"سي آي إيه" في دول مجهولة. 

ونُقل بين عامَي 2003 و2006 إلى أماكن سرية مختلفة. وتحدث عن عمليات استجواب وحشية، مع وضعه وهو ملثم الوجه في مغطس يحوي مياهاً مثلجة مع إبقاء رأسه تحت الماء إلى حين يتكلم. 

وأوضح: "كانوا يكيلون الضربات.. وأسوأ من ذلك عدم معرفة متى سيبدأ الضرب ومن أين سيأتي". 

التعاون لم يوقف التعذيب

وهدّد المستجوبون خان بالاقتصاص من عائلته في الولايات المتحدة وباغتصاب شقيقته. وكُسرت نظارته مؤكداً أنه شبه أعمى من دونها. وقال: "انتظرت 3 سنوات للحصول على نظارات أخرى"، لافتاً إلى أنه كان يجد نفسه في حالة ضياع بعد حرمانه من النوم لعدة ليالٍ متتالية. وأضاف: "أذكر أني أصبتُ بالهذيان وأني رأيت بقرة وسحلية ضخمة. فقدتُ أي اتصال بالواقع". وأشار إلى أن أطباء "سي آي إيه" قاموا باغتصابه.

زوجة مجيد خان وابنته تحملان صورته خلال مظاهرة نظمتها منظمة
زوجة مجيد خان وابنته تحملان صورته خلال مظاهرة نظمتها منظمة "الدفاع عن حقوق الإنسان" غير الحكومية في إسلام أباد -22 سبتمبر 2006 - REUTERS

وجُنّد مجيد خان خلال زيارة له إلى باكستان، من قبل أفراد من عائلته الذين ينتمون إلى تنظيم "القاعدة". وأدلى باعترافات بعد أيام قليلة من اعتقاله في 5 مارس 2003 في كراتشي.

وأقرّ بأنه شارك في محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني، وأنه سلم مبلغ 50 ألف دولار إلى عناصر في تنظيم "القاعدة" في إندونيسيا لتمويل اعتداء على فندق. 

وأضاف مجيد خان: "في كل مرة كنت أتعرض فيها للتعذيب كنت أقول لهم ما كنت أظن أنهم يريدون سماعه. كنت أكذب لكي يوقفوا العنف" لكن "كلما تعاونت وتكلمت زاد التعذيب". 

وقالت كاتيا حيستين، إحدى محاميات مجيد خان، إن "كلام مجيد القوي.. يعرّي الفظائع المدمرة التي ارتكبتها حكومتنا باسم الأمن القومي". وأضافت أن "برنامج سي آي إيه كان فاشلاً وينتهك مبادئنا الديمقراطية ودولة القانون". 

"أسامح"

وانتقل مجيد خان في سن السادسة عشرة إلى مدينة بالتيمور في ولاية ماريلاند الأميركية، حيث تعلم الإنجليزية في محطة الوقود التي يملكها والده، قبل أن يتابع دراسته في مدرسة محلية. 

وحصل خان على حق الحديث علناً عما تعرض له، عندما قرر الاعتراف بالتهم الموجهة إليه عام 2012 وأكد أنه يندم على أفعاله. 

وأوضح: "أنا معتقل منذ 20 عاماً تقريباً انفرادياً، لقد دفعتُ الثمن غالياً. أنا أنبذ القاعدة وأنا نادم على الإرهاب". 

لكنه أكد أمام المحكمة أنه غير حاقد على الذين عذبوه. وقال: "سأشعر بالسكينة عندما أسامح نفسي وأسامح الآخرين على الأذى الذي ألحقوه بي. أقول للذين عذبوني: أنا أسامحكم جميعاً". 

والجمعة، حكمت هيئة المحلفين بالسجن 26 عاماً على خان وفق ما قال ناطق باسم المحكمة العسكرية. لكن بموجب اتفاق أُبرم سابقاً مع القاضي عندما اعترف بالتهم الموجهة إليه، يمكن الإفراج عنه اعتباراً من العام المقبل. 

تجدر الإشارة إلى أن مجيد خان هو واحد من معتقلين كثيرين في القاعدة البحرية الأميركية في خليج جوانتانامو، المتهمين بالارتباط بتنظيم "القاعدة" وأحداث 11 سبتمبر.  

اقرأ أيضاً: