قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأحد، إن تدخُّل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لبلاده من خلال القوانين، ولوائح العقوبات المضادة لبكين، أدَّى إلى تعطيل الحوار الطبيعي، مشيراً إلى أن قضية تايوان هي الأكثر حساسية في العلاقات بين البلدين.
ولفت الوزير الصيني خلال لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الإيطالية روما، إلى أن على الجانبين تنفيذ التوافق الذي توصَّل إليه قائدا البلدين، والاستعداد للمرحلة المقبلة من الحوار.
وقال الوزير الصيني، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبرغ" عن بيان للخارجية للصينية، إنه مستعد لإقامة اتصال منتظم مع بلينكن من أجل تبادل وجهات النظر، وإدارة الاختلافات في الوقت المناسب عندما تظهر أي مشكلة.
وبشأن القضية التايوانية، حثَّ وزير الخارجية الصيني الولايات المتحدة على الالتزام بسياسة الصين الواحدة.
وناقش البلدان أيضاً، بحسب بيان الخارجية الصينية، قضايا التغير المناخي، وإمدادات الطاقة، وأفغانستان، معبرين عن استعدادهما للاستمرار في التحاور بشأن التحديات العالمية.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن بلينكن عبر لنظيره الصيني عن القلق إزاء حقوق الإنسان، وذلك في ثاني لقاء مباشر بينهما في وقت يتصاعد التوتر بين القوتين.
وعبَّر بلينكن، بحسب وكالة "فرانس برس"، عن معارضته لإجراءات الصين "التي تتعارض مع قيمنا ومصالحنا.. منها الإجراءات المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانغ والتيبت وهونج كونج وبحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي وتايوان"، حسب ما قال نيد برايس في البيان.
إدارة التنافس
وجاء في البيان أن "الوزير بلينكن أكد أهمية الحفاظ على خطوط تواصل مفتوحة لإدارة التنافس بشكل مسؤول بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية".
وأشار بلينكن أيضاً إلى مجالات تتقاطع فيها كما قال مصالح الولايات المتحدة والصين وبإمكانهما توحيد الجهود بشأنها مثل "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (كوريا الشمالية) وبورما وإيران وأفغانستان وأزمة المناخ".
واللقاء الذي عقد في روما حيث حضر الوزيران أعمال قمة مجموعة العشرين، هو الأول بين بلينكن ووانغ منذ لقاء عاصف في آلاسكا خلال مارس الماضي، ووجه الوفد الصيني وقتذاك توبيخاً للجانب الأميركي أمام الكاميرات.
تصاعد التوترات
وتتصاعد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم على عدد من الجبهات بما فيها التجارة وحقوق الإنسان وقضية تايوان ووباء كوفيد-19.
وفي وقت سابق من الأسبوع، أمرت واشنطن شركة "تشاينا تيليكوم أميريكاز" بوقف خدماتها في غضون 60 يوماً، منهية بذلك نشاط هذه الشركة المستمر منذ 20 عاماً تقريباً في البلاد، ما زاد الضغوط في العلاقات بين القوتين.
وواصل الرئيس الأميركي جو بايدن سياسات تجارية متشددة ضد بكين تتماشى إلى حد كبير مع سياسات سلفه دونالد ترمب الذي أجج نهجه التوترات. كذلك، تصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في ما يتعلق بتايوان.
وتعتبر بكين أن تايوان البالغ عدد سكّانها نحو 23 مليون نسمة جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وتعهدت بإعادة ضم الجزيرة يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
في وقت سابق هذا الشهر أكدت واشنطن وجود عدد صغير من القوات الأميركية في الجزيرة للمساعدة في التدريبات العسكرية.
والثلاثاء دعا بلينكن إلى السماح لتايوان بمشاركة أكبر في وكالات الأمم المتحدة، وردت بكين مؤكدة موقفها بأن لا مكان لتايوان على الساحة الدبلوماسية العالمية.
وانتقد بايدن النبرة التصعيدية لبكين إزاء تايوان، وقال الأسبوع الماضي في منتدى متلفز، إن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن تايوان ضد أي غزو صيني.
وسرعان ما تراجع البيت الأبيض عن هذه التعليقات بعد تحذيرات من الصين، استمراراً لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة منذ فترة طويلة والمسماة "استراتيجية الغموض" التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها بدون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم.
اقرأ أيضاً: