ملك المغرب: لن نقبل تعاوناً اقتصادياً لا يشمل الصحراء

ملك المغرب محمد السادس  - twitter/MAP_Information
ملك المغرب محمد السادس - twitter/MAP_Information
دبي-الشرق

قال ملك المغرب محمد السادس، السبت، إن بلاده لن تقوم بأي خطوات اقتصادية أو تجارية، مع البلدان التي تتبنى مواقف "غامضة أو مزدوجة"، لا تشمل الصحراء.

وأضاف محمد السادس في خطاب بثه التلفزيون الرسمي، بمناسبة مرور 46 عاماً على "المسيرة الخضراء" التي "استعاد المغرب فيها الصحراء"، أن المغرب يقدّر " الدول والتجمعات، التي تربطها بالمغرب اتفاقيات وشراكات، والتي تعتبر أقاليمنا الجنوبية (الصحراء)، جزءاً لا يتجزأ من التراب الوطني".

وتابع: "كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، إن المغرب لن يقيم معهم بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية".

وكانت محكمة العدل الأوروبية، قضت في سبتمبر الماضي، بإلغاء العمل باتفاقيتين تجاريتين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، على أساس أنهما تشملان منتجات قادمة من الصحراء، المتنازع عليها بين المملكة وجبهة بوليساريو.

تمسك بالحل السلمي

وقال ملك المغرب إن بلاده "تتمسك بالحل السلمي"، وبـ"وقف إطلاق النار" بشأن قضية الصحراء، وتدعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي "قابل للتطبيق".

وأضاف أن "المغرب لا يتفاوض على صحرائه. ومغربية الصحراء لم تكن يوماً، ولن تكون أبداً مطروحة فوق طاولة المفاوضات. وإنما نتفاوض من أجل إيجاد حل سلمي، لهذا النزاع الإقليمي المفتعل".

و"على هذا الأساس"، يضيف الملك محمد السادس: "نؤكد تمسك المغرب بالمسار السياسي الأممي. كما نجدد التزامنا بالخيار السلمي، وبوقف إطلاق النار، ومواصلة التنسيق والتعاون، مع بعثة المينورسو، في نطاق اختصاصاتها المحددة".

وقال ملك المغرب إن بلاده "تجدد دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، ولمبعثوه الشخصي إلى الصحراء"، التي تهدف إلى "إطلاق العملية السياسية في أسرع، وقت ممكن".

وأضاف: "وهنا نلح على ضرورة الالتزام بالمرجعيات، التي أكدتها قرارات مجلس الأمن منذ عام 2007، والتي تم تجسيدها في اللقاءات المنعقدة بجنيف، برعاية الأمم المتحدة".

وأشار محمد السادس إلى هناك "شرکاء دوليين صادقين، يستثمرون إلى جانب القطاع الخاص الوطني، في إطار من الوضوح والشفافية، وبما يعود بالخير على ساكنة" منطقة الصحراء.

"تطورات إيجابية"

واعتبر العاهل المغربي أن قضية الصحراء تشهد "دينامية إيجابية لا يمكن إيقافها"، مضيفاً أن "مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع".

ولفت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تطورات "هادئة ملموسة"، ضمنها تدخل الجيش المغربي "لتحرير معبر الكركارات" في 13 نوفمبر الماضي، بعد أن قطعت "عناصر تابعة لجبهة البوليساريو" الطريق التجاري الذي يعبر منه.

واعتبر ملك المغرب أن "هذا العمل السلمي الحازم، وضع حداً للاستفزازات التي سبق للمغرب أن حذر من خطورتها على استقرار المنطقة".

إشادة بالموقف الأميركي

كما أشار محمد السادس إلى اعتزاز بلاده بقرار الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، الاعتراف بالسيادة الكاملة للغرب على الصحراء، موضحاً أن ذلك "نتيجة طبيعية، للدعم المتواصل، للإدارات الأمريكية السابقة، ودورها البناء من أجل تسوية هذه القضية".

وتابع أن "هذا التوجه يعزز بشكل لا رجعة فيه، العملية السياسية، نحو حل نهائي، مبني على مبادرة الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية".

وأوضح  أن "افتتاح أكثر من 24 دولة قنصليات في كل من العيون والداخلية (مدينتان في الصحراء) بؤكد الدعم الواسع، الذي يحظى به الموقف المغربي، لا سيما في محيطنا العربي والإفريقي"، مشيراً إلى أن ذلك "أحسن جواب، قانوني ودبلوماسي، على الذين يدعون بأن الاعتراف بمغربية الصحراء، ليس صريحاً أو ملموساً".

وأشار الملك محمد السادس إلى أنه من حق المغرب أن ينتظر "مواقف أكثر جرأة ووضوحاً بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة"، مؤكداً أن هذه المواقف "ستساهم في دعم المسار السياسي، ودعم الجهود المبذولة، من أجل الوصول إلى حل نهائي قابل للتطبيق".