أرسل الاتحاد الأوروبي، وعواصم غربية رسائل لموسكو ومينسك الأربعاء، رافضة للخضوع لاستخدام بيلاورسيا للمهاجرين كأداة سياسية ضد أوروبا وبولندا، مع توجيه وارسو لاتهامات صريحة ومباشرة لروسيا بالوقوف وراء الأزمة ومتهمة بيلاروسيا، بـ"إرهاب الدولة" بعد يوم من وصف المفوضية الأوروبية لتحركات رئيسها ألكسندر لوكاشينكو بـ"أساليب العصابات".
وبينما تدور رحا معركة سياسية بين العواصم الغربية، يستعد المزيد من المهاجرين من كردستان العراق، للحاق بأقرانهم الذين تكدسوا على الحدود البيلاروسية البولندية، في درجات حرارة قارصة البرودة، أملاً في الدخول للاتحاد الأوروبي.
واتهم رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي الأربعاء بيلاروس بممارسة "إرهاب دولة" في أزمة المهاجرين غير المسبوقة على حدود بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
وقال للصحافيين في وارسو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل: "ما نواجهه هنا ويجب أن نكون واضحين هو إرهاب دولة". مضيفاً أنه يعتقد أن ذلك هو "انتقام صامت" من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو بسبب دعم بولندا للمعارضة".
شدد مورافيسكي، على أن الاتحاد الأوروبي، يجب أن يوقف موجات القرار من الشرق الأوسط عبر بيلاروسيا.
واعتبر مورافيتسكي، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير وراء موجة تدفق المهاجرين، قائلاً خلال جلسة طارئة للبرلمان البولندي، الثلاثاء، إن "العقل المدبر لهذا الهجوم الذي يقوده لوكاشنكو هو في موسكو، العقل المدبر هو الرئيس بوتين" حسب ما ذكرت "فرانس برس".
أوروبا تدرس الرد
من جهته قال شارل ميشيل، إن الاتحاد الأوروبي سيدرس اتخاذ قرارات ذات تأثير حقيقي في أزمة المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي، يجب أن يقف متحداً أمام "الهجمات البيلاروسية"، في إشارة للاتهامات الأوروبية لبيلاروسيا باستعمال المهاجرين كأداة ضد الاتحاد الأوروبي.
وقال ميشيل إن الاتحاد الأوروبي بحاجة لتوضيح ما إذا كان قادراً على مساعدة ليتوانيا في بناء بنية تحتية لحماية حدودها مع بيلاروسيا.
وطالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالضغط على بيلاروسيا في هذا الشأن، خلال اتصال هاتفي بحسب متحدث باسم الحكومة الألمانية.
وقال المتحدث إن ميركل أبلغت بوتين أن "استخدام" بيلاروسيا للمهاجرين، كان "غير إنساني وغير مقبول".
وضع لا يحتمل
ووصفت الأمم المتحدة الأربعاء، أزمة المهاجرين على الحدود بين البلدين بأنها "لا تحتمل".
واعتبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الأربعاء، أن أزمة المهاجرين غير المسبوقة على الحدود بين بولندا وبيلاروس "غير مقبولة"، مؤكدة على ضرورة ألا يقضي اللاجئون ليلة أخرى عالقين بين البلدين.
وقالت باشليه في بيان: "أطالب الدول المعنية باتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد وحل هذا الوضع غير المقبول".
ورفضت مينسك الاتهامات الغربية لها باستخدام المهاجرين كسلاح ضد أوروبا، واتهم وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي، الأربعاء، الغرب بافتعال أزمة الهجرة على الحدود البولندية لفرض عقوبات جديدة على مينسك، وسط تصاعد لأزمة المهاجرين المتكدسين على الحدود بين بلاده ووارسو بحسب "فرانس برس".
روسيا ترفض العقوبات
وفي موسكو اعتبر الكرملين، الأربعاء، أن التحركات لغلق أجزاء من الحدود بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، هي محاولة لـ"خنق بيلاروسيا" حسب ما أوردت وكالة رويترز.
وأعربت الخارجية الروسية عن رفضها لفرض عقوبات أوروبية على مينسك بسبب أزمة المهاجرين، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، "بالطبع من غير المقبول أن تستخدم قضية المهاجرين لفرص عقوبات جديدة ضد بيلاروسيا".
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن اتهامات رئيس الوزراء البولندي، لروسيا بأنها تقف وراء أزمة المهاجرين على حدود بلاده "غير مقبولة".
وألقى الكرملين باللوم على الاتحاد الأوروبي في ما أسماه "فشل الاتحاد في الحفاظ على ما يسمونه بقيمهم الإنسانية"، محذراً في الوقت نفسه من أزمة إنسانية تلوح في الأفق على الحدود البيلاروسية البولندية.
وكان الكرملين، قد أعلن الثلاثاء، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ناقش هاتفياً مع الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، مسألة المهاجرين على حدود بيلاروسيا - بولندا.
أكراد يتجهون لبيلاروس
ولا تقتصر الأزمة وتداعياتها على الجانب الأوروبي، إذ امتدت وصولاً إلى كردستان العراق، حيث يحلم الشباب بمستقبل أفضل في الاتحاد الأوروبي.
وأجرت وكالة "فرانس برس"، مقابلات مع شباب من كردستان العراق، يستعدون لمغادرة بلادهم للانضمام إلى أكثر من أربعة آلاف شاب غادروا الإقليم، وكثيرون منهم عالقون حالياً على حدود بيلاروسيا مع الاتحاد الأوروبي.
وقال هيمن جبرائيل البالغ من العمر 28 عاماً إنه يستعد لتوضيب حقائب السفر والهجرة إلى أوروبا بعد أن وصل الى حافة اليأس، وهو لا يفصح عن الطريق الذي سيسلكه إلى أوروبا حيث بات المهاجرون العالقون على حدود بولندا وقوداً لأزمة سياسية بين بيلاروسيا وروسيا من جهة والاتحاد الأوروبي.
ومنذ نحو ثلاثة أشهر، غادر آلاف الشباب مدن الإقليم، 1600 منهم توجهوا إلى بيلاروسيا، وفق إحصاءات جمعية اللاجئين الكردستانية التي تقدّر عدد اللاجئين الأكراد الموجودين حالياً على حدود بيلاروسيا بنحو أربعة آلاف، أغلبهم من الشباب وبينهم أيضاً أطفال ونساء وكبار في السن، دخلوا البلاد بتأشيرة سياحية.