"قلق" أوروبي حيال تحركات روسيا العسكرية قرب حدود أوكرانيا

دبابات روسية من طراز T-72B3M خلال دورة "الألعاب العسكرية الدولية 2021" في موسكو، 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبابات روسية من طراز T-72B3M خلال دورة "الألعاب العسكرية الدولية 2021" في موسكو، 24 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي-وكالات

أعرب الاتحاد الأوروبي، الجمعة، عن "قلقه" حيال أنشطة روسيا العسكرية قرب الحدود الأوكرانية، وذلك بعدما طالبت واشنطن موسكو بتوضيحات. 

وقال الناطق باسم شؤون الاتحاد الأوروبي الخارجية، بيتر ستانو، للصحافيين: "نراقب الوضع، والمعلومات التي جمعناها حتى الآن مقلقة". وأضاف أن الاتحاد يراقب الوضع مع شركائه، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، و"نحن منفتحون على التفكير بخطوات إضافية إذا لزم الأمر". 

وكانت الولايات المتحدة حذّرت حلفاءها في الاتحاد الأوروبي، من أن روسيا "ربما تستعد لشن غزو محتمل ضد أوكرانيا"، وذلك بعدما أظهرت صور الأقمار الصناعية حشد روسيا لقوات ومعدات عسكرية مجدداً على الحدود مع أوكرانيا، وذلك بعد قيامها بحشد كبير في الربيع الماضي. 

"استراتيجية معروفة"

والأربعاء، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، روسيا من ارتكاب "خطأ فادح" آخر بشأن أوكرانيا، بعدما ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014، المعترف بها دولياً بأنها جزء من أوكرانيا. 

وطلبت واشنطن توضيحات بشأن تحرك القوات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا. وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا في واشنطن: "ليس لدينا وضوح بشأن نوايا موسكو لكننا نعرف استراتيجيتها". 

وتابع: "نخشى أن ترتكب روسيا خطأ فادحاً بأن تحاول تكرار ما فعلته في عام 2014 عندما حشدت قواتها على طول الحدود ودخلت أراضي أوكرانية ذات سيادة، مدّعية كذباً أنها تعرضت للاستفزاز". 

كذلك قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن التحركات الروسية "غير عادية في حجمها" وإن "النوايا الروسية غير واضحة تماماً". 

وتشهد أوكرانيا حرباً دامية ضد انفصاليين مدعومين من موسكو في شرق البلاد، منذ عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم. 

دعم غربي لأوكرانيا

وناقشت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الوضع بشأن أوكرانيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارة إلى واشنطن هذا الأسبوع. 

وقالت فون دير لاين بعد الاجتماع، إن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يدعمان بشكل كامل سلامة الأراضي الأوكرانية". وأضافت: "نقف إلى جانبهم في جهودهم لتطوير الاقتصاد وبناء الصمود". 

وأكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الحلف "في حالة تأهب ويراقب بشكل دوري تحركات القوات الروسية". وقال: "من المهم ضمان الشفافية وتجنّب أي عمل غير محسوب". 

جهود دبلوماسية لردع روسيا

ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا محادثات مع أمين عام حلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بروكسل يوم الاثنين. 

وقال كوليبا، الجمعة، إن هناك جهداً دبلوماسياً مشتركاً للتواصل مع روسيا بشأن عواقب أي عدوان جديد ضد أوكرانيا. واعتبر أن "رغبة موسكو هي خلق المشاكل وإجبار بقية العالم على حلها". 

روسيا تنفي نوايا الغزو

في المقابل، قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، الخميس، قبل جلسة طارئة لمجلس الأمن مخصصة لأزمة الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، إن روسيا لا تخطط لغزو أوكرانيا "ما لم يتم استفزازها"، مضيفاً "إننا نملك الحق في نشر قواتنا حيث نريد، فهذه ليست أرضاً أوكرانية، إنها أرض روسية". 

وقال بوليانسكي، رداً على سؤال عما إذا كان نشر بلاده قوات عسكرية على حدودها مع أوكرانيا يعني أنّ موسكو تنوي غزو جارتها الجنوبية، إن "هذا أمر لم يتم التخطيط له مطلقاً، ولم يحدث بتاتاً، ولن يحدث أبداً، ما لم يتم استفزازنا من أوكرانيا أو من قبل أي طرف آخر". 

وأضاف: "لا تنسوا أن السفن الحربية الأميركية في البحر الأسود تتصرف بطريقة استفزازية جداً". 

وكانت روسيا أبدت انزعاجها من وجود سفينتين حربيتين أميركيتين في البحر الأسود، وقالت إنها ستراقبهما لشكوكها بنشاط تابع لحلف "الناتو" قرب ما تعتبره "حدودها". 

والجمعة، قالت وزارة الدفاع الروسية إن النشاط العسكري الأميركي في منطقة البحر الأسود "عدواني" و"يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي والاستراتيجي". وأضافت أنها رصدت 6 طلعات استطلاعية لطائرات حلف شمال الأطلسي فوق البحر الأسود خلال الـ24 ساعة الماضية. 

وكانت روسيا حذرت الدول الغربية من إرسال سفنها الحربية إلى البحر الأسود والاقتراب من ساحل شبه جزيرة القرم. 

وتصاعدت التوترات بين موسكو والغرب على مدى الأشهر الماضية، إذ أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انزعاجه من الحديث الجديد بشأن احتمال انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف شمال الأطلسي.  

اقرأ أيضاً: