يستعد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، لكشف النقاب عن حزمة جديدة من العقوبات ضد بيلاروسيا، أوسع نطاقاً، يمكن أن تشمل شركات طيران ووكلاء سفر، بسبب أزمة الهجرة على حدودها مع بولندا، إذ يتهم الاتحاد نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بالتدبير المتعمد للأزمة عبر تشجيع المهاجرين على دخول حدوده.
وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد ببروكسل الاثنين، إنه تحدث الأحد مع وزير الخارجية البيلاروسي، فلاديمير ماكي، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشأن الأزمة حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال إنه أخبر الوزير البيلاروسي، بأن الوضع على الحدود مع بولندا "غير مقبول". وأضاف بوريل أن الأمور "بدأت تدخل تحت السيطرة في ما يتعلق بالرحلات التي تنقل المهاجرين لبيلاروسيا، ونحتاج الآن إلى التركيز على الوضع الإنساني على الحدود".
وأشار بوريل، إلى أن العقوبات ستتم الموافقة عليها اليوم من قبل وزراء خارجية الاتحاد، مضيفاً: سنوسع إطار العقوبات، ليشمل وكلاء السفر. إلا أنه شدد على أن الاتحاد الأوروبي لا يرى خطراً لتصعيد عسكري مع بيلاروسيا.
ويحتمي آلاف المهاجرين من الشرق الأوسط في درجة حرارة منخفضة في الغابات على الحدود بين بيلاروسيا، وبولندا وليتوانيا، العضوين في الاتحاد الأوروبي، اللتين ترفضان السماح لهم بالعبور.
دول البلطيق تتهم بيلاروسيا بالاتجار بالبشر
واتهم رؤساء دول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا، الاثنين، بيلاورسيا بدفع المهاجرين لانتهاك حدود الاتحاد الأوروبي.
وقال رؤساء الدول الثلاث في بيان مشترك إن حكومة بيلاروسيا برئاسة ألكسندر لوكاشينكو، يجب أن تحاسب بتهم "الاتجار في البشر".
وطالبت الدول الثلاث المفوضية الأوروبية بتمويل جدار حاجز على الحدود مع بيلاروسيا، وإصلاح سياسة الهجرة "من دون تأخير".
استهداف شركات الطيران
من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن فرض عقوبات اقتصادية صارمة على بيلاروسيا، جراء أزمة الهجرة على حدودها مع بولندا سيكون "حتمياً".
وهدد ماس، شركات الطيران التي تستمر في نقل المهاجرين إلى مينسك بأنها قد تمنع من الهبوط والإقلاع بمطارات الاتحاد الأوروبي، قائلاً إنه "لم يعد ممكناً استبعاد وقف عبور شركات الطيران التي تنقل مهاجرين لبيلاروسيا فوق أجواء الاتحاد الأوروبي، وكذلك حقوق الهبوط بمطاراته".
وشدد ماس على أن "الاتحاد الأوروبي أبعد ما يكون عن النهاية في ما يخص العقوبات"، وقال إن بولندا "تستحق تضامننا في هذا الموقف".
وطالب ماس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"استخدام نفوذه على مينسك" لتغيير الوضع، وأن "يتبع أقواله بأفعال".
من جهته، قال وزير الخارجية الدنماركي، جيب كوفود، إن بلاده تدعو لفرض عقوبات قوية ضد نظام الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، وأنها تأمل في تمرير الحزمة الخامسة من العقوبات اليوم.
مينسك تهدد بالرد
على الجانب الآخر، قال الرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاشينكو الاثنين، إن بلاده تحاول إقناع المهاجرين بالعودة إلى ديارهم، لكن دون جدوى.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية "بيلتا" عنه قوله، إن مينسك سترد على أي عقوبات جديدة يفرضها عليها الغرب. وكان لوكاشينكو هدد الخميس الاتحاد الأوروبي بوقف نقل الغاز الطبيعي والبضائع عبر بلاده رداً على أي عقوبات.
وقال لوكاشينكو: "ندفئ أوروبا، ما زالوا يهددوننا بإغلاق الحدود. ماذا إذا أوقفنا تدفق الغاز الطبيعي إلى هناك؟ لذلك، أوصي كلاً من القيادتين البولندية والليتوانية وغيرهما من الحمقى بالتفكير جيداً قبل التحدث".
أما الكرملين، فرأى أن "من الخطأ" تحميل الرئيس البيلاروسي المسؤولية الكاملة في أزمة الهجرة.
تحرك إماراتي
وفي سياق متصل، منعت دولة الإمارات مواطني أفغانستان وسوريا واليمن والعراق من ركوب الرحلات الجوية المتجهة إلى مينسك الاثنين، والتي يقول الاتحاد الأوروبي.
وقالت شركة بيلافيا المملوكة لحكومة روسيا البيضاء في إشعار إن قرار الحكومة الإماراتية صدر الأحد.
وكانت أنقرة حظرت الجمعة على السوريين والعراقيين واليمنيين السفر من مطارات تركية إلى بيلاروسيا على خلفية الأزمة.
العراق يستعيد مواطنيه
وكان المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أعلن الاثنين، أن بلاده ستسير رحلة لإعادة مهاجرين عراقيين عالقين على الحدود في بيلاروسيا، في 18 نوفمبر.
وأوضح في تصريحات للقناة العراقية الرسمية، ليل الأحد، أن "العراق سيسير رحلة أولى للراغبين في العودة الطوعية يوم 18 من الشهر الجاري، ونحن مع العودة الطوعية".