استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، في البيت الأبيض نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في قمة "الأصدقاء الثلاثة" التي يخشى أن تُعكّر صفوها قضايا الهجرة والتجارة.
وألغى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب القمة الثلاثية التي كانت منتظمة سابقاً، ولكن بايدن يسعى إلى تحسين العلاقات بين الدول الثلاث التي شكلت منطقة تجارة حرة، على غرار ما يحاول القيام به مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين.
"أفضل وسيلة لمواجهة الصين"
وقال بايدن: "اليوم يتعلق الأمر بما يمكننا القيام به، بصفتنا شركاء، وباحترام متبادل، لتقوية منطقتنا، وإثبات أن الديمقراطيات قادرة على تحقيق نتائج في القرن الحادي والعشرين"، وردّ ترودو "إنه من دواعي سروري أن أكون هنا لمناقشة مسار جديد للمستقبل"، في حين شدد أوبرادور على مزايا "التكامل الاقتصادي" باعتباره "أفضل وسيلة" لمواجهة الصين.
وقال نائب الناطقة باسم البيت الأبيض كريس ميجر، في وقت سابق، إن اللقاء "تتويج لعشرة أشهر من العمل لتنشيط منطقة أميركا الشمالية كمنصة مهمة لنجاحنا الاقتصادي المحلي من جهة، فضلاً عن الشراكة التي يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في حل التحديات الإقليمية والعالمية من جهة أخرى".
وبالإضافة إلى الخلاف العلني مع ترودو، هدد ترمب بالتخلي عن اتفاقية التجارة الحرة، وفرض تعريفات جمركية على الألمنيوم والفولاذ الكنديين، ولكن انتهاء رئاسة ترمب لا يعني بالضرورة طي صفحة الجدل بين "الأصدقاء الثلاثة".
نقاط شائكة
وفي استنساخ لأيديولوجية ترمب "أميركا أولاً"، يحاول بايدن إعادة تنشيط القاعدة الصناعية الأميركية المتعثرة، خاصة في قطاع الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية الناشئة بسرعة، الأمر الذي يسبب نوعاً من الخلافات.
وتشعر المكسيك وكندا بالقلق من اقتراح بايدن الحصول على ائتمان ضريبي يشجع إنتاج الولايات المتحدة للسيارات الكهربائية، مثل سيارة "هامر" الكهربائية بالكامل التي اختبر قيادتها بنفسه خلال زيارة لمصنع شركة "جنرال موتورز" في ديترويت الأربعاء.
أما النقطة الشائكة الأخرى فهي سياسة بايدن "اشترِ المنتجات الأميركية"، الأمر الذي يعني شراء الحكومة الفيدرالية أسطول سيارات أميركية الصنع، وهو ما تصفه كندا بأنه "حمائية" سافرة.
ودافع نائب الناطقة باسم البيت الأبيض عن سياسة بايدن، قائلاً إنه "ستكون هناك فرص كثيرة" للعمل مع كندا والمكسيك من أجل النمو الاقتصادي الإقليمي.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن "إحدى المشكلات الإقليمية المتزايدة التي يسعى البيت الأبيض إلى التعاون بصددها هي أزمة سلاسل الإمداد".
أزمة الهجرة
وجنوباً، تتعرّض المكسيك لضغوط للتدخل لحل أزمة الهجرة على حدود الولايات المتحدة، والتي تنذر بتداعيات سياسية جمة.
وحوّل ترمب مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى واحدة من أقوى رسائل حملته الانتخابية، في حين يشدد بايدن على الحاجة إلى سياسة إنسانية. وصرّح مسؤول كبير في الإدارة للصحافيين بأن التركيز في الاجتماع الثلاثي، الخميس، سيكون على الحلول الإقليمية.
وقال المسؤول إنه في مواجهة "نزوح غير مسبوق" أججته التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا، وتغير المناخ، تريد الولايات المتحدة أن "تشبك ذراعيها مع كندا والمكسيك" من أجل "التوصّل إلى نهج مشترك".
وفي إشارة إلى أن المكسيك نفسها تتحوّل إلى وجهة رئيسية للمهاجرين غير الشرعيين، قال المسؤول إن البحث سيكون عن حلول لـ"الأسباب الجذرية".