أعرب وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الجمعة، عن تخوّف بلاده من اتجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ وبحر الصين الجنوبي إلى سباق تسلح، مشيراً إلى أن "الهند واليابان تتجهان إلى الحصول على غواصات نووية".
وألقى الوزير كلمة خلال أعمال القمة الأمنية الإقليمية السابعة عشرة، "حوار المنامة 2021"، الذي يقام في البحرين بحضور أكثر من 300 مشارك من القادة والسياسيين والعسكريين من دول أميركية وإفريقية وآسيوية وأوروبية.
وبيّن سوبيانتو في كلمة الافتتاح أن بلاده "مضطرة إلى مواجهة الواقع الحالي، فهي تدرك مصالح الولايات المتحدة وأنها قوة عظمى بارزة تمتد على نصفي الكرة الأرضية، ولكننا أيضاً نعترف بمصالح الصين الشرعية، وندعم مكانة بكين الصحيحة كقوة عظمى".
وأكد أن جاكرتا "تسعى إلى التفاهم والتعاون مع بكين وواشنطن"، مشيراً إلى سعي بلاده أيضاً إلى "تحقيق الاستقرار الإقليمي، وخصوصاً ملف أمن الممرات المائية والجوية المحاذية لبلادنا وما وراءها".
ولفت سوبيانتو إلى أن بلاده ملتزمة بمقاربة متعددة الأطراف، وذلك من خلال رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، تشمل مجالي الدفاع والاستخبارات، مشيراً إلى إطلاقها برنامج "أور أيز" (أعيننا) لتبادل المعلومات الاستخباراتية.
أزمة الغواصات
وفي سؤاله عن مدى أثر التحالف الجديد (أوكوس) بين بريطانيا وأميركا وأستراليا، والذي أفرز اتفاقاً بين واشنطن وكانبيرا على تصنيع غواصات نووية لأستراليا، قال الوزير الإندونيسي إن "المنطقة يجب أن تكون خالية من الأسلحة النووية،" وأشار إلى المخاوف التي تعتري المنطقة، قائلاً إن هذا الأمر "قد يتسبب في سباق تسلح، وسيدفع بمزيد من الدول إلى البحث عن غواصات نووية".
وأكد أن "اليابان والهند وعدداً من البلدان ستحصل قريباً على غواصات نووية"، مشدداً على أن "كل دولة تريد أن تحمي مصالحها الوطنية، فإذا شعرت الدول بأنها مهددة، ستبذل كل جهدها لحماية نفسها، ونحن نفهم ذلك ونحترمه".
وجاء قرار أستراليا امتلاك غواصات نووية بالشراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، لمواجهة ما قالت إنه "تصاعد قوة بحرية صينية باتت متواجدة بشكل متزايد في المحيط الهادئ".
وامتلكت فيتنام 6 غواصات من صنع روسي وماليزيا اثنتين، فيما طلبت إندونيسيا 6 غواصات من كوريا الجنوبية، وتفكر الفلبين في بناء أسطول من الغواصات.
وتحتج الصين على سيادة كل هذه الدول على قسم من بحر الصين الجنوبي.
وفي أماكن أخرى من المحيط الهادئ، تمتلك اليابان 23 غواصة، وكوريا الجنوبية 18 غواصة، وسنغافورة 2.
الملف الإيراني
وفي قمة "حوار المنامة" يشارك 20 متحدثاً رفيع المستوى، من بينهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، ووزير الخارجية البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
بدروه، تطرق جون تشيبمان مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي انضم إلى منتدى "حوار المنامة" بالاشتراك مع وزارة الخارجية البحرينية، في كلمة افتتاح المؤتمر إلى ملف إيران النووي وتدخلاتها في المنطقة، حيث قال إن "الشرق الأوسط يواجه تحديات ضخمة مع إيران وبرنامجها النووي، إضافة إلى شبكات نفوذها القادرة على التأثير السياسي على عدد من دول المنطقة التي تعمل بها".
وأضاف أن "الحرس الثوري الإيراني يقدّر شبكة نفوذه الدولية أكثر مما يقدّر برنامج الصواريخ الباليستية وبرنامجه النووي"، مشيراً إلى "محدودية التوصّل إلى اتفاق فعال يقيد تدخلات طهران في المنطقة، في ظل السعي نحو التوصّل إلى نتائج في محادثات فيينا النووية".
وبّين أن هناك "مخاوف راسخة بشأن تسريع إيران تنفيذ برنامجها النووي وإنتاج أجهزة الطرد المركزي"، موضحاً في الوقت نفسه "حاجة حكومة إبراهيم رئيسي إلى رفع العقوبات، ومن غير المرجح أن توافق على تخفيض ملموس في عمليات نفوذها الإقليمية، حتى لو كان بالإمكان أن تتم كتابة نص تفاوضي من أجل تحقيق ذلك".
يأتي ذلك بعد ساعات من تحذير المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، على هامش "حوار المنامة"، من أن طهران تقترب من نقطة اللاعودة لإحياء الاتفاق النووي، بعدما عززت مخزونها من اليورانيوم المخصب قبل استئناف المحادثات هذا الشهر.
وأضاف أن إيران تخاطر بأن يكون "من المستحيل" الحصول على أي فائدة من إحياء الاتفاق الذي كان معلقاً منذ انسحاب الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب منه عام 2018.
وتابع: "سيأتي وقت إذا استمرت إيران في هذه الوتيرة من التقدم الذي حققته، يكون من المستحيل، حتى لو كنا سنعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، استعادة المكاسب التي حققها الاتفاق".