أميركا تنشر قوات قرب إثيوبيا وتشكك بإمكانية صد أديس أبابا مقاتلي تيجراي

جنود من الجيش الإثيوبي خلال تدريبات عسكرية - جوندار  إثيوبيا - 15 سبتمبر 2021 - AFP
جنود من الجيش الإثيوبي خلال تدريبات عسكرية - جوندار إثيوبيا - 15 سبتمبر 2021 - AFP
دبي-وكالات

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان، الثلاثاء، إنه "يشكك في الثقة" التي أبداها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد،  والذي أكد أنه واثق من قدرة القوات الحكومية على صد هجوم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير شعب تيجراي"، ودفعهم مجدداً إلى الإقليم الواقع شمالي البلاد.

وتمركزت قوات للعمليات الخاصة من الجيش الأميركي في جيبوتي، لتكون على استعداد لتقديم المساعدة للسفارة الأمريكية في إثيوبيا، إذا تفاقم الوضع، وفق ما نقلته شبكة "سي إن إن" عن مسؤول عسكري ومصدرين مطلعين.

وقالت الشبكة إن ذلك يشير إلى أن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد، بشأن تدهور الوضع الأمني ​​مع تقدم الجماعات المسلحة المتحالفة ضد الحكومة الإثيوبية جنوباً نحو العاصمة أديس أبابا.

وكشف مسؤول عسكري لـ"سي إن إن" عن وضع ثلاث سفن حربية في الشرق الأوسط على أهبة الاستعداد، لتقديم الدعم لعمليات الإجلاء إذا أصبح ذلك ضرورياً، على الرغم من أن مسؤولي وزارة الخارجية حذروا من عدم وجود خطط لتنفيذ عملية إجلاء واسعة النطاق بقيادة عسكرية في إثيوبيا.

"هجوم تيجراي مرفوض"

 المبعوث الأميركي فيلتمان، قال خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، إنه "كلما زاد الصراع العسكري زاد عدد المتضررين"، معرباً عن معارضته لتهديد "جبهة تيجراي" بالهجوم على العاصمة أديس أبابا.

وأكد المبعوث الأميركي أن الولايات المتحدة تتواصل مع الحكومة الإثيوبية والقوات المعارضة بشكل منفصل، موضحاً أنه تم "إحراز بعض التقدم الهائل في محاولة دفع الأطراف إلى الانتقال من العملية العسكرية إلى عملية التفاوض"، وذلك من خلال إبداء الطرفين استعدادهما للانخراط في مفاوضات، واستدرك أنه ليس هناك ما يشير إلى أنه ستكون هناك محادثات مباشرة بين جانبي الصراع في إثيوبيا، على المدى القريب.

وأوضح أنه "لم يعد هناك مجرد رفض للانتقال إلى عملية تفاوض، بل أصبح هناك شعور أكثر بالواقعية الآن".

وأشار إلى أن أساس المفاوضات سيكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتابع: "لسوء الحظ، يحاول كل طرف تحقيق هدفه بالقوة العسكرية، ويعتقد أنه على وشك الفوز"، داعياً الجبهة الشعبية لتحرير إلى وقف هجومها على أديس أبابا. وأكد أن واشنطن لا تدعم أي طرف في الصراع، مضيفاً "الشائعات بأننا ندعم جانباً ما شائعات كاذبة".

وبشأن جهود حل الأزمة، أعرب فيلتمان عن قلقه من أنه "في حين أن هناك تقدماً، فإن التقدم معرض لخطر أن يتفوق عليه النشاط العسكري من كلا الجانبين"، مضيفاً: " ما يقلقني هو أن التطور العسكري على الأرض يتحرك بسرعة أكبر من العملية الدبلوماسية".

إجلاء الرعايا

وجدد فيلتمان نداء الحكومة الأميركية لمواطنيها بمغادرة الأراضي الإثيوبية فوراً، موضحاً أن ذلك "انعكاس لحقيقة أن الوضع على الأرض يتغير، وقد تصبح خدمات المستشارين الأمريكيين غير متوفرة".

من جانبها، حثت ألمانيا رعاياها، الثلاثاء، على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة، لتنضم بذلك إلى فرنسا والولايات المتحدة، اللتين طلبتا من مواطنيهما أيضاً المغادرة على الفور.

وأضافت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان، أن المواطنين الألمان ما زالوا قادرين على استخدام مطار أديس أبابا بولي الدولي للرحلات العابرة (الترانزيت).

وقررت الأمم المتحدة إجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا، بعد إعلان "جبهة تحرير شعب تيجراي" أن مقاتليها باتوا على مسافة 200 كم براً من العاصمة أديس أبابا. ودعت تعليمات أمنية داخلية للأمم المتحدة إلى"تنظم عملية الإجلاء لجميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين".

وفي إجراء مماثل، طلبت فرنسا من رعاياها المغادرة، وقالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين: "جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسمياً لمغادرة البلد في أقرب وقت".

مناشدات لإحلال السلام

ودعا الرئيسان الكيني أوهورو كينياتا والجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، الثلاثاء، إلى زيادة التعاون لإحلال السلام فى المناطق التى تمزقها الصراعات فى إفريقيا، في بداية زيارة الدولة التى يقوم بها كينياتا لجنوب إفريقيا وتستمر يومين.

وقال رامافوزا إن الزعيمين ناقشا خلال اجتماعهما في بريتوريا: "الوضع الخطير في إثيوبيا"، واتفقا على أن هناك حاجة ملحة لجميع الأطراف للالتزام بوقف فوري لإطلاق النار يتم التفاوض عليه لأجل غير مسمى، بحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

والاثنين، أعلن رئيس الوزراء آبيي أحمد أنّه سيتوجّه إلى الجبهة لقيادة جنوده. وقال آبي في بيان إنّه "اعتباراً من الثلاثاء سأتوجّه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلّحة". 

وأضاف أن "أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء أثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم. لاقونا في الجبهة".

على أبواب العاصمة

ويأتي بيان رئيس الوزراء في وقت أكّدت فيه "الجبهة" مواصلة تقدّمها باتجاه أديس أبابا، مشيرة إلى أنّها سيطرت على بلدة شيوا روبت الواقعة على بُعد نحو 220 كيلومتراً من العاصمة.

وأصدر رئيس الوزراء بيانه في أعقاب اجتماع حول الوضع العسكري الراهن، عقدته اللجنة التنفيذية لحزب "الازدهار" الحاكم. وفي ختام الاجتماع الحزبي أعلن وزير الدفاع أبراهام بيلاي، أنّ القوات الأمنية ستنخرط "في عمل مختلف"، من دون مزيد من التفاصيل.

وقال الوزير: "لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، ما يعني أنّه سيكون هناك تغيير".  وأضاف "ما حدث وما يحدث لشعبنا من فظائع ترتكبها هذه المجموعة المدمّرة الإرهابية واللصوصية، لا يمكن أن يستمرّ".

وكانت الحكومة الاتحادية أعلنت في 2 نوفمبر حالة الطوارئ لستّة أشهر في سائر أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم، في ظلّ تزايد المخاوف من تقدّم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيجراي، وحلفائهم نحو العاصمة.

ولكنّ السلطات تؤكّد في الوقت نفسه أنّ ما يعلنه المتمرّدون من تقدّم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا، مبالغ فيه.

وأرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، بعدما اتّهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مراكز للجيش الاتحادي.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في 4 نوفمبر عام 2020 في إقليم تيجراي بين القوات الاتحادية و"الجبهة" المدعومة من جيش تحرير أورومو، عن سقوط  الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.

اقرأ أيضاً: