أميركا مستعدة لـ"خيار عسكري": لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إيران

الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، يدلي بشهادته إلى جانب وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي في مجلس النواب، 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، يدلي بشهادته إلى جانب وزير الدفاع لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي في مجلس النواب، 29 سبتمبر 2021 - REUTERS
واشنطن/دبي -رويترزالشرق

قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا اقتربت إيران بشدة من الحصول على سلاح نووي، فيما قال قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث مكينزي إن "قواته مستعدة لخيار عسكري محتمل، في حال فشل المحادثات النووية مع إيران".

وجاءت التصريحات الأميركية قبيل استئناف محادثات الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية، الأسبوع المقبل.

وقال مالي في مقابلة مع "الإذاعة الوطنية العامة" تم بث مقتطفات منها الأربعاء: "إذا بدؤوا في الاقتراب أكثر من اللازم (من صنع قنبلة نووية)، عندها طبعاً لن نكون مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

ولم يوضح المبعوث الأميركي ماذا يقصد باقتراب إيران جداً من الحصول على السلاح النووي، كما أنه لم يتطرق إلى الخيارات الأميركية في تلك الحالة.

الخيار العسكري

نقلت مجلة "تايم" عن قائد القيادة المركزية الأميركية كينيث ماكنزي، الأربعاء، قوله إن قواته مستعدة "لخيار عسكري محتمل" في حال فشل المحادثات النووية مع إيران.

وقال ماكنزي إن "الدبلوماسيين يتولون القيادة في هذا الأمر، لكن القيادة المركزية لديها دائماً مجموعة متنوعة من الخطط التي يمكننا تنفيذها إذا صدر توجيه بذلك".

وأضاف أنه يعتقد أن "طهران لم تتخذ قراراً للمضي قدماً في تصنيع رأس حربي حقيقي، لكنه يشاطر حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مخاوفهم بشأن التقدم الذي أحرزته إيران".

وأشار ماكنزي إلى أنه حتى لو استطاعت طهران تخزين ما يكفي من الوقود النووي لصنع قنبلة، فإنها لم تصمم رأساً حربياً صغيراً بما يكفي ليتم تثبيته فوق أي من ترسانتها المكونة من 3000 صاروخ باليستي. 

وأضاف الجنرال الأميركي: "كما لم تُظهر إيران قدرتها على بناء مركبة قادرة على تحمل الحرارة الشديدة والضغط والاهتزاز الناجم عن السقوط من الفضاء إلى الأرض". موضحاً أن "هذا ما سيستغرق بعض الوقت حتى يتم بناؤه"، لافتاً إلى تقديرات بأن تطوير تلك القدرات سيستغرق من إيران أكثر من عام.

وقال أيضاً إن "إيران أظهرت أن صواريخها لديها قدرة مثبتة على ضرب الأهداف بدقة"، مضيفاً أن "الشيء الوحيد الذي فعله الإيرانيون خلال السنوات الثلاث إلى الخمس الماضية، هو بناء منصة صواريخ باليستية ذات قدرة عالية.

لكنه أعرب عن اعتقاده أن الإيرانيين "قريبون جداً هذه المرة" من تطوير رؤوس حربية، مضيفاً: "أعتقد أنهم يحبون فكرة قدرتهم على الاختراق".

وذكر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث غير هادف للربح متخصص في تحليل الأسلحة النووية، أن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لبناء سلاح نووي في غضون شهر، بموجب أسوأ السيناريوهات، وأضاف تقرير للمركز نشر في سبتمبر الماضي يمكن لإيران أن تنتج سلاحاً ثانياً في أقل من ثلاثة أشهر، ثم ثالثاً في أقل من خمسة أشهر.

وبحسب "تايم" فإن طهران أصبحت الآن أكثر تقدماً في برنامجها للأسلحة النووية أكثر من أي وقت مضى، إذ تنتج مخزونات من اليورانيوم المخصب حتى درجة نقاء 60%، وتقترب من 90% من المواد الصالحة لصنع الأسلحة، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

فشل مفاوضات طهران

يأتي ذلك، فيما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، إنه لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق خلال المفاوضات التي أجراها في طهران هذا الأسبوع بشأن برنامج إيران النووي، محذراً من نفاد الوقت أمام تثبيت كاميرات مراقبة بمنشأة نووية مهمة.

وعاد جروسي من طهران، الثلاثاء، بعد أن التقى برئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ووزير الخارجية الإيراني، لكنه عاد من دون إحراز تقدم.

وقال جروسي في بيان لمجلس المحافظين المؤلف من 35 دولة قبل اجتماعه الفصلي: "عقدت اجتماعات في طهران مع نائب الرئيس الإيراني، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعلى الرغم من أنني بذلت قصارى جهدي، فإن هذه المفاوضات والمداولات المكثفة لحل المسائل المعلقة بشأن الضمانات الإيرانية، والواردة بالتفصيل في التقريرين، لم تتمخض عن أي نتيجة".

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، إن بلاده توصلت لما وصفه بـ"اتفاق مبدئي" مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي لحل القضايا الفنية.

ونقلت قناة العالم الإيرانية الرسمية عن عبد اللهيان قوله، في اتصال مع نظيره الصيني وانج يي "ننتظر صدور البيان المشترك".

وأضافت القناة أن عبد اللهيان أشار خلال الاتصال إلى أن إيران "ستذهب إلى مفاوضات فيينا بإرادة جادة للتوصل لنتائج جيدة"، في إشارة للجولة السابعة من مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، المقرر إجراؤها في 29 نوفمبر الجاري.

اختبار أميركي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء، إن بلاده لديها "فرصة في أقل من أسبوع الآن لاختبار ما إذا كانت هذه الحكومة الإيرانية الجديدة، ستتفاوض بحسن نية"، في إشارة لجولة مباحثات فيينا المرتقبة في 29 نوفمبر الجاري، لمحاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وأوضح برايس أن مباحثات فيينا تشكل "مناقشات غير مباشرة مع الإيرانيين"، معتبراً أن تلك المباحثات تتطلب "مشاورات معمقة مع شركائنا"، وهم الدول الخمس التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي الموقع عام 2015، وهي روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا، مضيفاً أن هذه الدول "ستكون لديها في المقام الأول فكرة عن النهج الجديد".

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء الماضي، أن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى 24 ألفاً و897 كيلوغراماً، بنسبة تتجاوز بأضعاف السقف المحدد في اتفاق 2015.

وبدأت إيران التملص من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق منذ عام 2019، بعد عام من انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بشكل أحادي من الاتفاق، وقراره بإعادة فرض عقوبات على طهران.

ويسعى الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق، فيما تطالب طهران برفع جميع العقوبات التي فرضت أو أعيد فرضها من قبل واشنطن منذ عام 2017.

وستنضم باقي الأطراف الموقعة على الاتفاق (بريطانيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، روسيا) إلى المحادثات، فيما ستشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

اقرأ أيضاً: