قال رئيس مجلس الأمة الجزائري صالح قوجيل، الخميس، إن الجزائر "هي المستهدفة" من زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب.
وأضاف قوجيل في خطاب أمام أعضاء المجلس، إن "الأعداء يتجندون أكثر فأكثر لعرقلة مسار الجزائر، واليوم الأمور أصبحت واضحة لما نشاهد وزير دفاع الكيان الصهيوني، يزور بلداً مجاوراً بعدما زاره وزير خارجية هذا الكيان، وهدد الجزائر من المغرب، ولم يكن هناك أي رد فعل من طرف الحكومة المغربية"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية (واج).
وتابع قوجيل قائلاً: "لو كانت هذه الزيارة من طرف وزير سياحة أو اقتصاد للكيان الصهيوني، فقد يمكن تفسيرها على أنها تدخل في إطار علاقات كانت موجودة من قبل بين هذا البلد (المغرب) والكيان الصهيوني، حتى ولو كانت مخفية، ولكن عندما يتعلّق الأمر بزيارة وزير دفاع هذا الكيان للمغرب، فإن الجزائر هي المقصودة (المستهدفة)".
وأنهى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الخميس، زيارة رسمية إلى المغرب استمرت يومين، التقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين بالمملكة في مقدمتهم الوزير المكلف بالدفاع عبد اللطيف لوديي، حيث تم التوقيع على اتفاق "غير مسبوق" للتعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل، يشمل التعاون الاستخباراتي والعسكري والصناعي.
وقال جانتس قبيل إقلاع طائرته نحو إسرائيل، إن زيارته للمغرب "أعطت دفعاً قوياً لأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية"، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وذكرت وكالة الأنباء المغربية (ماب) أن وزيري الدفاع المغربي والإسرائيلي بحثا "قضايا ذات طابع ثنائي وإقليمي، حيث أبرز الجانبان الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين (...) التي تمكنهما من العمل على النهوض بالسلم وتعزيز الاستقرار بالشرق الأوسط".
القضية الفلسطينية والصحراء
رئيس الأمة الجزائري صالح قوجيل أضاف في خطابه: "أين هم الأشقاء وأين هو العالم العربي و أين هم الإخوان الفلسطينيون؟".
واستأنف المغرب علاقاته مع إسرائيل أواخر 2020، ليكون بذلك رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان.
لكن الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس، أكد في مناسبات عدة بعد التطبيع مع إسرائيل، استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بعد عام من تطبيع البلدين علاقاتهما بمقتضى اتفاق ثلاثي، تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأميركية بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر.
وأكد رئيس مجلس الأمة الجزائري: "ثبات الموقف الجزائري من القضية الصحراوية" قائلاً إن "الجزائر كانت دائماً مع تقرير مصير الشعوب و(يجب أن) يحصل الشعب الصحراوي على تقرير مصيره".
وتطالب جبهة البوليساريو مدعومة من الجزائر بالاستقلال وتدعو لتنظيم استفتاء لتقرير المصير، فيما يقترح المغرب منح منطقة الصحراء التي يعتبرها جزءاً لا يتجزأ من أراضيه، حكماً ذاتياً تحت سيادته.
دعم أميركي للرباط
وأعلنت واشنطن دعمها للمقترح المغربي لحل النزاع، إذ قدّم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، دعماً قوياً للخطة "الجادة والجديرة بالثقة والواقعية" التي وضعها المغرب للصحراء، في. أول موقف رسمي يصدر عن الإدارة الأميركية الجديدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، في بيان إثر اجتماع عقده بلينكن مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في واشنطن، إن "وزير الخارجية أكد أننا نواصل اعتبار خطة الحكم الذاتي المغربية جادة وجديرة بالثقة وواقعية، وتنطوي على مقاربة يمكن أن تلبّي تطلعات شعب الصحراء".
وربط مراقبون بين زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب والتوتر المتصاعد بين المغرب والجزائر، التي أعلنت في أغسطس الماضي قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية"، فيما أعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة". كما أعلنت جبهة البوليساريو "تكثيف" عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية بجامعة تل أبيب بروس مادي وايتسمان، أن هذا التزامن "قد لا يكون من باب الصدفة"، مشيراً إلى أنه "في سياق التوتر مع الجزائر ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم، ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك".
بدوره نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي كبير أن المغاربة "أرادوا إعطاء زيارة جانتس أهمية كبيرة لإرسال إشارة إلى كل من الولايات المتحدة والجزائر".
الرباط: الجزائر تلقي مشاكلها على المغرب
واعتبر سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الجزائر "بسعيها للتصعيد ضد المغرب، تحاول التهرب ومواراة وضعية اقتصادية خطيرة" لديها.
وقال هلال، في تصريحات نقلتها وكالة المغرب العربي للأنباء (ماب) الخميس، أنه "بدلاً من أن تدرك أخطاءها، تحاول الجزائر إلقاء اللوم على المغرب في كل مشاكلها".
وأضاف أنه "رغم كل الاتهامات الباطلة وتصعيد الجزائر، اختار المغرب موقفاً مسؤولاً ومدروساً، لأنه ليس بلداً يفضل الحرب، فالمملكة المغربية بلد محب للسلام"، مشيراً إلى دعوة وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطاب العرش إلى الجزائر "للعمل سوياً وبدون شروط لإرساء علاقات ثنائية تقوم على الثقة والحوار وحسن الجوار". غير أن تلك المبادرة "ظلت دون جواب" بحسب المسؤول المغربي.
اقرأ أيضاً: