أعلنت الصين، الخميس، وقف إصدارها التأشيرات في ليتوانيا، مع تصاعد التوتر بين البلدين بشأن تايوان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان الخميس إن ليتوانيا "خانت" ثقة بكين، مشيراً الى أنها "ستدفع الثمن في النهاية".
فيما أعلنت السفارة الصينية في بيان أنه "لأسباب فنية، سيتم تعليق الخدمات القنصلية اعتباراً من 25 نوفمبر"، مضيفة "سيتم الإعلان عن موعد استئناف الخدمات في وقت لاحق".
وتأتي هذه الخطوة بعد أن خفضت الصين علاقاتها الدبلوماسية مع ليتوانيا الأحد الماضي احتجاجاً على قرار فيلنيوس السماح لتايوان بفتح مكتب تمثيلي.
وشكّل سماح ليتوانيا لتايبيه بفتح مكتب رسمي مستخدمة اسم تايوان خطوة دبلوماسية مهمة تحدّت حملة الضغط التي شنتها بكين.
وترفض الصين أي استخدام لاسم "تايوان" يضفي شرعيّة دوليّة على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبرها بكين جزءاً من أراضيها، وتوعدت بالاستيلاء عليها يوماً ما بالقوة إذا لزم الأمر.
وقالت الخارجية الصينية في بيان، إن الحكومة الصينية "خفضت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين (...) من أجل حماية سيادتها والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية".
وأضافت أن "الحكومة الليتوانية يجب أن تتحمل كل العواقب المترتبة على ذلك"، معتبرة أنّ ما أقدمت عليه شكّل "سابقة سيئة على الساحة الدولية".
وقالت بكين إن ليتوانيا "تخلّت عن الالتزام السياسي الذي قطعته عند إقامة علاقات دبلوماسية" مع الصين، في إشارة إلى "سياسة الصين الواحدة".
وتابعت وزارة الخارجية الصينية في بيانها: "لا يوجد سوى صين واحدة في العالم، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين". وأضافت "نطالب الجانب الليتواني بتصحيح قراره الخاطئ على الفور".
وترفض بكين أي استخدام رسمي لكلمة "تايوان" خشية إضفاء الشرعية الدولية على الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها.
ضغوط على تايوان
ويعد افتتاح مكتب تمثيلي لتايوان في فيلنيوس أحدث إشارة إلى سعي دول البلطيق وأوروبا الوسطى لتوثيق علاقاتها مع تايوان، حتى لو أثار ذلك غضب الصين.
وفي مايو، أعلنت ليتوانيا اعتزامها الانسحاب من منتدى التعاون الصيني "17 + 1" مع دول وسط وشرق أوروبا، معتبرة أنه "مثير للانقسام".
كذلك، دفع سياسيون في جمهورية تشيكيا من أجل توثيق العلاقات مع تايوان.
ولا يعترف بتايوان رسميا سوى 15 بلداً. لكن تايوان تحتفظ بمكاتب تمثيلية موازية للسفارات مع العديد من الدول، كما أن بلداناً عدة لديها ترتيبات مماثلة في تايبيه. وازداد الدعم الدولي للجزيرة منذ وصول الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السلطة.
وجرى عدد متزايد من الزيارات الدبلوماسية غير الرسمية بين مسؤولين تايوانيين وأوروبيين وأميركيين في الأشهر الأخيرة.
واتّخذ شي نهجاً أكثر عدوانية بشكل ملحوظ تجاه تايبيه منذ انتخاب الرئيسة تساي إنج-وين عام 2016. وبحسب "فرانس برس"، فإن تساي إنج وين، "مكروهة من بكين، لأنها تعتبر تايوان دولة ذات سيادة وليست جزءاً من صين واحدة".
كما جعلت بكين العديد من الحلفاء الدبلوماسيين لتايوان في السنوات الأخيرة يقطعون العلاقات الدبلوماسية معها، بما في ذلك بنما والسلفادور وجمهورية الدومينيكان.
اقرأ أيضاً: